مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تبدأ معظم العائلات التونسية في التحضير لاستقبال احتفالات جديدة، احتفالات عيد الفطر السعيد التي يخصص لها التونسيين جهدهم ومالهم كل حسب قدرته، حتى لا تمر هذه المناسبة الفضيلة دون احتفال بها وإن كان رمزيا لدى البعض.
ملابس العيد، أزكى وأجمل من غيرها
خلال هذه الأيام التي تسبق العيد، تزدان واجهات المحال التجارية بالملابس وسلع العيد وتزدحم ممرات وباحات الأسواق الشعبية بالباعة المتجولين وأصحاب العربات اليدوية المحملة بكل أنواع السلع والبضائع كالملابس والاحذية ولعب الاطفال.
اقبال كبير على شراء ملابس العيد
ويسعى معظم التونسيين في هذه المناسبة الكريمة إلى إدخال الفرح والسرور على قلوب أهل بيتهم خاصة الأطفال منهم رغم ارتفاع الأسعار في هذه الفترة، فتكون الأسواق والمحلات التجارية مقصدهم لشراء ملابس العيد، وينتظر الأطفال عيد الفطر بفارغ الصبر بشراء ملابس جديدة، هي أزكى وأجمل من غيرها، لارتدائها، والذهاب به إلى الأهل والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد قبل اللعب مع أقرانهم.
لا عيد دون حلويات
لا يمكن فصل العيد عند التونسيين دون تناول الحلويات، والذي يسبقه عادة طقس عائلي تنهمك فيه الأسرة في تحضير الحلويات بدءا بشراء مكوناتها ومن ثم تحضير العجين والحشوة وإعداد الحلوة ثم خبزها. في هذا الشأن تقول إحدى الفتيات التونسيات تدعى تقوى الفرشيشي (21 سنة) لنون بوست، “مع اقتراب عيد الفطر المبارك يتعطر منزلنا برائحة الحلويات الطيبة التي تم تحضيرها وانجازها منزليا من يدي أمي بمشاركتنا انا وأخوتي.” وتضيف تقوى في حديثها لنون بوست، ” في هذه الأيام المبارك تجد في البيت ما لذ وطاب من الحلويات التونسية الأصيلة على غرار الصمصة، غريبة حمص، كعك الورقة، البقلاوة وغيرها.”
حلويات العيد
وتقول تقوى إنها تساعد أمها واخوتها في صنع حلويات العيد من ذلك حلويات “الغريبة” التي تصنع بخلط الدقيق مع السكر ومسحوق الخبز والزيت والسمن والفانيليا، ومن ثم تقطّع العجينة وترص في قوالب للحصول على عجينة منقوشة ثم تخبز بالفرن وبعدها تزيّن بالفستق أو اللوز، وأيضا كعك الورقة الذي يصنع من عجين اللوز الممزوج بعطر النّسري، الذي يستخرج من زهرة النسري. ويفضّل أخرون شراء حلويات العيد من المحلات، حيث تتحول الكثير من محال بيع المرطبات في الأيام الأخيرة من رمضان إلى إنتاج حلويات عيد الفطر، الذي لا يكاد يخلو أي بيت تونسي منه بمختلف أنواعه وأصنافه وأشكاله المتعدّدة، رغم ارتفاع ثمنه في هذه المحلات.
حق الملح
ما يميز التونسيين، أيضا في هذا العيد، “حق الملح” وهو عبارة عن هدية يقدمها الزوج لزوجته صباح يوم العيد، وهذه الهدية تكون في الغالب قطعة ذهبية، اعترافاً بالتضحيات التي بذلتها الزوجة من أجل إسعاد الأسرة طيلة شهر رمضان الكريم.
حتى في ظل تأزم الوضع الاقتضادي ظل التونسي محافظة على تقديم الهدية لزوجته صباح العيد
وسميت الهدية بحق الملح لأن معظم النساء في تونس ورغم صيامهن يقمن بتذوق درجة ملوحة الطعام دون ابتلاعه، حرصاً على أن يكون مذاق الطبخ مناسباً للأسرة، وتعود هذه العادة التونسية إلى زمن بعيد، ومع صعوبة الظروف الاقتصادية، الأن، يكتفي عديد التونسيين بتقديم هدايا بسيطة تحمل دلالة الاعتراف بجهد المرأة طيلة شهر رمضان.