نشرت مجلة الإيكونوميست في عددها الصادر أول أمس السبت، مقالين بخصوص الصعود الأمريكي بين الدول المصدرة للبترول وقدرة الولايات المتحدة على الإطاحة بالسعودية من صدارة قائمة تلك الدول، لتصبح المصدر الأول للبترول في العالم بحلول عام 2020.
وفي المقال الذي ترجمه نون بوست قبل يومين بعنوان “الولايات المتحدة السعودية: عن فرص أمريكا النفطية في العالم”، حاولت الإيكونوميست توضيح الخطوات التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة لتصدر قائمة الدول المصدرة للنفط،
وخلصت الإيكونوميست في مقالها السابق أن حظر تصدير النفط الخام الأمريكي يجب أن يُرفع من قبل الحكومة الأمريكية، معددة مزايا استغلال النفط الصخري والتوسع في إنتاجه. وفي هذا المقال تستمر الإيكونوميست في (محاولة إقناع) الأمريكيين بـ”الاستيقاظ مبكرا، والعمل بجد، واستخراج النفط”.
تقول الإيكونوميست إن ثورة “التكسير الهيدروليكي” (وهي طريقة لاستخراج النفط عبر تكسير الصخور باستخدام اندفاع السوائل المضغوطة)، ستكون وسيلة ذكية لاستخراج الغاز والنفط من الصخور الزيتية وستزيد الناتج القومي الأمريكي بمعدل 2-4٪، كما أنها ستخلق فرص عمل أكثر مرتين من الوظائف التي تقدمها صناعة السيارات الأمريكية.
من وجهة نظر عالمية، بحسب الإيكونوميست، فتَحول الولايات المتحدة لدولة نفطية Petrostate مثل السعودية سيجعل العالم سعيدا! حيث أن طريقة التكسير الهيدروليكي لللصخور الزيتية ستوفر مصدرا بديلا للطاقة، أنظف نسبيا، وأرخص بشكل ما وبدون شروط ضخمة!
تقول الصحيفة أن بناء منصة نفط في خليج المكسيك سيستغرق سنوات، لكن حفر بئر بالتكسير الهيدروليكي سيستغرق أسابيع! لذلك فإن الولايات المتحدة ستكون قادرة على التحكم في أسعار النفط، إذا ارتفعت الأسعار يمكنها أن تحفر المزيد من الآبار لتغطية الطلب، أو حتى إيقاف الحفر لإبقاء السعر كما هو أو رفعه.
ويقول التقرير أن من شأن النفط الأمريكي الجديد أن يحدث تغييرا جوهريا في السياسة الخارجية، فلماذا تضيع الولايات المتحدة الكثير من الدم والمال لإدارة الشرق الأوسط لو كان بإمكانها الحصول على ما يكفيها من النفط؟
سعر النفط يعتمد على العرض والطلب، لذلك فسيبقى المنتجون في الشرق الأوسط ذوي أهمية في المستقبل القريب، ومن مصلحة القوى العظمى في العالم إبقاء الممرات البحرية في الشرق الأوسط متاحة (قناة السويس، مضيق باب المندب ومضيق عدن)،
ويؤكد المقال ما قاله المقال السابق من أن على الرئيس الأمريكي باراك أوباما تغيير السياسة الأمريكية المتعلقة بالطاقة، تحديدا حظر تصدير النفط الخام الذي يعود للسبعينات من القرن الماضي.
تقول إيكونوميست: العالم الذي تكون فيه أولى الدول النفطية دولة ليبرالية ديمقراطية هو العالم الذي نريده، وربما تكون أكبر أهمية لطفرة الطاقة الأمريكية هو المثال الذي ستقدمه الولايات المتحدة للعالم. فمكامن النفط الصخري منتشرة في كثير من البلدان لكنها صعبة الوصول لها بسبب الظروف الجيولوجية أو بسبب المخاوف البيئية أو لأسباب اقتصادية، لكن الولايات المتحدة قد تقدم بداية لثورة في التكسير الهيدروليكي في العالم، وإن أصبح أوباما بطل التكسير الهيدروليكي في العالم، فإن العالم سينظر إليه وإلى الولايات المتحدة بشكل مختلف للغاية.