شهدت السنوات الماضية تنامي شعبية الأنمي والمانغا اليابانية في الوطن العربي، وترجمت تلك الشعبية من خلال برامج وفعاليات نُظِمت بجهود فردية من محبي هذا الفن كمسابقات الكوسبلاي وحفلات الكاريوكي، وأنشطة أخرى كرسم المانغا في عدة دول عربية مثل مصر وتونس والإمارات.
ولم يعد عشاق هذا الفن في حاجة لأن يثبتوا للآخرين بأن الأنمى والمانغا ليس محض رسوم كرتونية أو ليس للأطفال بل للكبار أيضًا، لأنهم أوجدوا لأنفسهم مكانًا على أرض الواقع وأدركوا أنهم ليسوا وحيدين وهناك من يشاركهم شغفهم بالآلاف.
فما الغاية الأسمي التي يحققها الآنمي؟ الإجابة بديهية إنها المتعة، البهجة، الهروب المؤقت من الواقع، أي أن الأنمي والمانغا يتشاركان مع القراءة والسينما في جزء من غايتهما، ولا يكتفي صناع الأنمي بتقديم قصص عن أبطال ذي قدرات خارقة وشابهها مما قد يوصفها البعض بالقصص الرديئة والشعبية، بل إنها تستلهم وتقتبس من الأدبيات اليابانية الكلاسيكية والعالمية.
في القائمة التالية نستعرض بعض من تلك الأعمال.
حكاية الأميرة كاغويا Kaguya-hime no Monogatari
يعد واحدًا من أفضل أفلام الأنمى اليابانية في السنوات الأخيرة، وهو مقتبس عن واحدة من أقدم نصوص الأدب الياباني على الإطلاق وهي حكاية “قاطع الخيرزان” والتي تعود للقرن العاشر الميلادي، من إنتاج استوديو غيبلي، وسيناريو وإخراج إيزاو تاكاهاتا، وموسيقي جو هيساشي.
وتدور أحداث الفيلم حول قاطع الخيرزان الذي يعثر على فتاة صغيرة داخل إحدى قصبات الخيرزان فيقرر تربيتها مع زوجته، وتكبر كاغويا ويجذب جمالها الأنظار، فيتقدم للزواج منها 5 نبلاء فتضع شرطًا بأنها ستقبل من يأتي لها بكنز أسطوري.
حاز الفيلم الصادر عام 2013 على 12 جائزة، بالإضافة إلى ترشحه لجائزة الأوسكار عام 2015.
حكاية جينجي Genji Monogatari Sennenki
أنمي قصير مكون من 11 حلقة عرض لأول مرة عام 2009، وتعود أهمية هذا الأنمي كونه مقتبسًا عن رواية “حكاية جينجي” لمؤلفتها موراساكي شيبكيو، وتعد أقدم رواية معترف بها على نطاق واسع اليوم باعتبارها تحفة حقيقية، ويضعها اليابانيون في مصاف ومرتبة ملاحم هوميروس وأعمال شكسبير والبحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست.
وتدور أحداث الأنمي حول البطل جينجي وغرامياته.
الأدب الأزرق Aoi Bungaku Series
تعرض سلسلة الأدب الأزرق 6 أعمال مختارة من عيون الأدب الياباني الحديث وهي: ولم يعد رجلًا Ningen Shikkaku، وميلوس اركض Hashire Merosu لأوسامو دازاي، قلب Kokoro لناتسومي سوسيكي، خيط العنكبوت Kumo no Ito، شاشة الجحيم Jigoku Hen لريونوسكي أكوتاجاوا، في الغابة أسفل شجرة الكرز المزهرة Sakura no Mori no Mankai no Shita لأنغو ساكاغتشي.
عرض المسلسل لأول مرة عام 2009، وهو من إنتاج استوديو مادهاوس، ويبلغ عدد حلقاته 12 حلقة.
في الحلقات (1-4) يتم عرض رواية ولم يعد رجلًا، تحكي عن قصة طالب بالمدرسة الثانوية تعتريه مشاعر العزلة والاغتراب تجاه المجتمع والبشر.
وتأتي في الغابة أسفل شجرة الكرز المزهرة في الحلقتين (5 و6) تعرض قصة حب تدور في القرن الثاني عشر بين امرأة ولص الغابة الذي قام باختطافها.
وتتبعها قصة قلب في الحلقتين (7 و8) ويعرض العمل تحول المجتمع الياباني من عصر ميجي للعصر الحديث من خلال علاقة صداقة بين شاب صغير ورجل كبير بمثابة أستاذه والذي يدعوه للإقامة معه في شقته، وسريعًا ما ينشأ صدع في صداقتهما حينما يقع أستاذه في حب ابنة صاحبة البناية.
وميلوس، اركض في الحلقتين ( 9 و10) تحكي عن كاتب مسرحي يكتب مسرحية مستوحاة عن قصة “ميلوس اركض”، وكيفية تعامله مع مشاعر الخيانة تجاه صديق طفولته.
وتعرض قصة خيط العنكبوت في الحلقة الـ11 حكاية اللص كانداتا والذي يعدم على جرائمه ويسقط في الجحيم، والشيء الوحيد الجيد الذي فعله في حياته أنه لم يطئ بقدميه على عنكبوت في أثناء سيره في الغابة، يقوم العنكبوت بإسقاط خيط لمساعدته على الخروج من الجحيم والذهاب للجنة.
وفي الحلقة الأخيرة تعرض قصة شاشة الجحيم لريونوسكي أكوتاجاوا وتدور أحداثها عن يوشيهايد أعظم رسام في البلاد والذي يستعديه لورد عظيم ليفوضه برسم سلسلة من الرسومات تصور مشاهد من الجحيم البوذي.
طبيب ريفي Inaka Isha
فيلم أنمي قصير مدته 21 دقيقة صدر عام 2007 من إخراج كوجي يامامورا مقتبس عن قصة قصيرة لفرانكز كافكا بعنوان طبيب ريفي، وينقل الفيلم الأجواء السوريالية والغرائبية التي تتسم به قصص كافكا بحرفية عالية من اللحظة الأولى.
حاز الفيلم على عدة جوائز منها جائزة Ōfuji Noburō عام 2008، والجائزة الكبرى في مهرجان أوتاوا الدولي للرسوم المتحركة.
Zakuro Yashiki
حث استوديو توي أنيمشن، الرسام الياباني تاكيشي فوكازوا وخبير أدبي من جامعة ميجي لرسم نحو 70 لوحة من لوحات التمبرا ومن خلالها أعادوا سرد واحدة من قصص الأديب الفرنسي أونوريه دي بلزاك وهي قصة La Grenadière، وقدم المخرج فوكادا كويجي تلك اللوحات في حلقة أوفا مدتها 48 دقيقة.
وتدور أحداث الحلقة حول أم تحاول حماية طفليها في القرن الثامن عشر.