انطلقت عملية “طوفان الأقصى” بدءًا بالعبور الكبير في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 من قطاع غزة، وبتنفيذ من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي شكّل القطاع مهدها وانطلاقتها وحاضنتها الشعبية، ومع العبور الكبير خرج القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، يدعو الضفة للخروج والالتحام مع العدو والمشاركة في الطوفان.
حماس التي انطلقت في الانتفاضة الأولى قبل 36 عامًا بشكل متوازٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة لتقاوم الاحتلال، لم تحظَ بالقدر نفسه من سياقات العمل المناسبة في كلا النطاقَين الجغرافيَّين اللذين تفصل بينهما الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فبينما حظيت الحركة بحرّية العمل والتنظيم في القطاع الذي تولت إدارته بشكل كامل بعد الحسم العسكري عام 2007، واجهت في الضفة الملاحقة والاعتقال والاغتيال من الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
مع ذكرى انطلاقة حركة حماس التي تأتي مختلفة هذا العام، يأخذكم “نون بوست” في هذه المادة إلى واقع الحركة في الضفة المحتلة، والأسباب التي تحدُّ من أن تشارك جبهة الضفة الغربية بالقدر ذاته الذي تشارك فيه جبهة قطاع غزة في عملية “طوفان الأقصى”.
القاعدة التنظيمية في الضفة
انطلقت حماس في قطاع غزة عقب إصدار المجمع الإسلامي، بقيادة الشيخ المؤسس أحمد ياسين في قطاع غزة، بيان الانطلاقة، وهو البيان الأول في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 14 ديسمبر/ كانون الأول، وبينما كان الثقل الأكبر التنظيمي في قطاع غزة، قرر المؤسس الشيخ ياسين أن يبعث الحركة في الضفة المحتلة.
وفي يناير/ كانون الثاني 1988، أي بعد شهر من انطلاقة الحركة في القطاع، كلّف الشيخ ياسين أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الضفة الغربية، وهو جميل حمامي، أحد الخطباء الشبّان في المسجد الأقصى في القدس، العمل مع زملاء له على إنشاء الوجود لحركة حماس في الضفة الغربية، وشكّل حمامي حلقة وصل بين الشيخ ياسين وقيادة حماس في الضفة.
في هذه الأثناء، كانت المجموعات العسكرية في قطاع غزة تعاني من ضعف الإمكانات المادية واللوجستية، وبرزت ظاهرة “المطاردين” في القطاع المحتل حينها، لم يكن من السهل تزويد كل المطاردين بالسلاح اللازم، فضلًا عن توفير بيوت آمنة لهم، ما جعل نخب المطاردين تفكّر بالتوجّه إلى الضفة الغربية، وذلك لانتشار الأهداف الإسرائيلية بشكل واسع، والقدرة على التخفي وإمكانية الحصول على السلاح.
وبالفعل، نسّق مطاردو غزة مع مطاردي الضفة، وتوجّهت دفعات من المقاومين إلى الضفة المحتلة، هذه الدفعات التي أسهمت في رفد الخلايا العسكرية في الضفة الغربية، وكان الشهيد عماد عقل أول مطارَد غزاوي وصل الضفة، لحقه بشير حماد ومحمد الضيف وصلاح جاد الله “جنرال خطف الجنود”، الذي نفّذ ورفاقه عام 1994 عملية اختطاف الجندي نحشون فاكسمان في رام الله بالضفة.
والتقت هذه المجموعة المقاومة مع جهود شابة لتفعيل العمل العسكري بشكل منظَّم في الضفة الغربية، حيث حاولت بعض الخلايا تكوين نفسها من دون متابعة تنظيمية، مثل “خلية قفين” في طولكرم و”خلية رام الله” بقيادة ضياء سمور و”مجموعة البراق” بقيادة ناجي سنقرط وجواد الجعبري.
أواخر عام 1991، بدأت القيادات التنظيمية في الضفة الغربية محاولة تفعيل العمل العسكري بشكل أكثر تأسيسًا، ففي جنوب الضفة اجتمع كل من صالح العاروري وإبراهيم حامد وعادل عوض الله وقرروا البدء في تشكيل خلايا عسكرية، أما في شمال الضفة فقد بدأ زاهر جبارين يتجه نحو العمل العسكري بجانب يحيى عياش وعدنان مرعي وعلي عاصي، وهو ما عُرِف لاحقًا بالقيادة الرباعية في الشمال، كما جرى في الضفة الغربية الاتفاق على تثبيت مسمّى “كتائب القسام”.
تصاعدت العمليات العسكرية للمقاومة الإسلامية، حتى قرر الاحتلال الإسرائيلي إبعاد 415 معتقلًا فلسطينيًّا من حركتَي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في لبنان في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1992، 60% من المبعدين كانوا من الضفة الغربية، و40% منهم من قطاع غزة، واستمر إبعادهم حتى 17 ديسمبر/ كانون الأول 1993 بعد ما عُرف بصفقة 101.
مع ذلك، استمرت الخلايا العسكرية بتنظيم نفسها في الضفة حتى بداية عام 1993، وتشكلت ما لا يقل عن 10 خلايا عسكرية، تقودها مجموعة من القيادات مثل زاهر جبارين في شمال الضفة، وعبد الرحمن العاروري في رام الله، وخالد الزير في بيت لحم، ومحمد عزيز رشدي وأمجد خلف في الخليل، وخلية لمحمد الضيف الذي كان متواجدًا في الضفة الغربية آنذاك.
ويشهد للضفة المحتلة عام 1993 تنفيذ أول عملية استشهادية للحركة، وهي عملية الاستشهادي ساهر حمد الله تمام النابلسي (22 عامًا)، من الجبل الشمالي بمدينة نابلس، الذي فجّر سيارته المفخّخة داخل مقهى “فيلج إن” الذي يرتاده الجنود في مستوطنة ميحولا القريبة من مدينة بيسان، واعترف الاحتلال فقط بمقتل اثنين من الجنود وإصابة 8 آخرين، وتبنّت العملية كتائبُ القسام، وهي أولى العمليات التي هندسها الشهيد القائد يحيى عياش.
الحضور الشعبي
يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي لموقع “نون بوست”، إن أكثر ما ضاعف من شعبية حركة حماس وزارد من انتشارها الجماهيري وعزز من شرعيتها بين الجماهير، هو فعلها القتالي والنضالي، حيث كان هناك العديد من المجموعات العسكرية لحركة حماس في ذيول الانتفاضة الأولى.
وبحسب عرابي، نفّذت الخلايا العسكرية عمليات استشهادية، وعمليات الرد والثأر لمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، التي قادها الشهيد المهندس يحيى عياش، وجعلت هذه العمليات حركة حماس أكثر جاذبية وإلهامًا، وعزز من مشروعيتها وامتدادها الجماهيري في الضفة الغربية.
إضافة إلى ذلك، تلخّصت الشعبية الواسعة من خلال الانتخابات الطلابية في الجامعات، التي احتلت فيها الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية للحركة، تأييدًا واسعًا، وفي انتخابات البلدية والهيئات المحلية، وحتى في الانتخابات التشريعية (البرلمانية) التي جرت عام 2006 على مستوى شعبي، وحينها تفوّق تأييد حركة حماس على نتائج الحركة في قطاع غزة، حين فازت بـ 74 مقعدًا من أصل 132 مقعدًا في المجلس التشريعي.
مؤخرًا، أظهر استطلاع للرأي بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ارتفاعًا في تأييد حركة المقاومة الفلسطينية، بينما أظهر رفضًا ساحقًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مع ما يقرب من 90% يقولون إنه يجب أن يستقيل، وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، “ارتفعت نسب دعم حماس في الضفة الغربية 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب”.
وتشير النتائج إلى نسبة تأييد العمل المسلح 10% مقارنة بالوضع قبل 3 أشهر، حيث تقول نسبة تزيد عن 60% إنه الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال، بل ترتفع هذه النسبة في الضفة الغربية لتقترب من 70%، كما أن الأغلبية في الضفة الغربية تعتقد أن تشكيل مجموعات مسلحة في البلدات المعرّضة لاعتداءات المستوطنين، هي الطريق الأكثر نجاعة في محاربة إرهاب المستوطنين ضد بلدات وقرى في الضفة المحتلة.
ملاحقة مزدوجة: الاحتلال والسلطة
وعلى خلاف قطاع غزة، لم تأخذ حركة حماس فرصة في التنظيم والاستقرار لكي تعزز من قاعدتها التنظيمية، وفقًا لعرابي، بل ظلت الحركة مستنزفة وملاحقة منذ الانتفاضة الأولى في الضفة التي لا تزال خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن أن السلطة الفلسطينية تأخذ موقفًا مناوئًا لحركة حماس، وتساهم في عملية تفكيك الحركة واستنزافها.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي إلى أن القاعدة التنظيمية لحركة حماس في الضفة الغربية أضعف وأصغر من تلك في قطاع غزة، حيث تمتعت حماس بقدر من الاستقرار على الأقل بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع عام 2005، ما ساهم في مضاعفة القاعدة التنظيمية للحركة.
بالإضافة إلى تفردها في قطاع غزة بعد ما يسمّى الحسم العسكري عام 2007، وبالتالي ظلت متحررة في قطاع غزة من قدرة الاحتلال والسلطة الفلسطينية المباشرة، ومن ثم تضخّمَ جهازها العسكري وعملها في قطاع غزة، بينما ظلت ملاحَقة ومستنزَفة داخل الضفة الغربية.
والحسم العسكري هو إعلان حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة رفضها لممارسات السلطة الفلسطينية هناك، والتي شكّلت بقيادة القيادي في فتح سابقًا ومؤسس التيار الإصلاحي في فتح، محمد دحلان، “مجموعات الموت” لملاحقة الفلسطينيين الإسلاميين والمقاومين وقتلهم، وفرض الحواجز ومنعهم من الوصول إلى مناطق كبيرة في قطاع غزة بعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية، وقد أخرجت حماس وفصائل المقاومة الأخرى في القطاع السلطةَ الفلسطينيةَ من قطاع غزة بقوة السلاح بعد اقتحام مقرات الأجهزة الأمنية.
وفي الضفة الغربية، رفضت حركة فتح نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها حماس عام 2006، وسيطرتها على الضفة، وشرعت مباشرة في إغلاق جميع المؤسسات الإسلامية والخيرية التي تديرها حماس، ولاحقت جلسات تحفيظ القرآن والدروس الدينية في المساجد، وفرضت مع توليها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية معايير محددة للخُطب والدروس الدينية، واعتقلت المنتمين إلى الحركة وعذبتهم، حتى قضى عدد منهم تحت التعذيب، مثل الشهيد مجد البرغوثي الذي قتلته السلطة بعد ثقب صدره بحفّار آلية.
أما الاحتلال الإسرائيلي فنفّذ عمليات اغتيال لقيادات الحركة في الضفة الغربية، أبرزها ما حدث مع بدء الطوفان حين اعتقل بعد 7 أكتوبر/ كانون الأول المئات من قيادات الحركة والقيادات الطلابية في الضفة المحتلة، فضلًا عن إغلاق المؤسسات الخيرية التي تعمل تحت اسم الحركة، ومراقبة الحركة المالية للبنوك لتجفيف الموارد المالية التي يمكن أن تغذّي عناصر الحركة في الضفة المحتلة.
يقرأ عرابي أن نتيجة هذه الفوارق سيكون حضور حركة حماس في الضفة الغربية، وقدرتها على مواكبة الحدث -ومنها الطوفان- داخل القطاع، أقل ممّا تمارسه الحركة في القطاع ذاته، مع ضرورة التأكيد على وجود العديد من العمليات والشهداء والمجموعات العسكرية التي كانت تعمل قبل وبعد “طوفان الأقصى”، فضلًا عن أن الكثير من العمليات التي تسمّى عمليات فردية نفّذها منتسبون ومؤيدون أو مناصرون لحركة حماس.
عام 2023: تبنّي العمليات رسميًّا
ورغم هذه الملاحقة والاستنزاف واعتقال الكوادر والمنتمين في سجون السلطة والاحتلال، شهد عام 2023 قبل “طوفان الأقصى” نشاط عمليات نوعية لحركة حماس في الضفة الغربية، وكان الجديد فيها هو تبنّي كتائب الشهيد عز الدين القسام في قطاع غزة للعمليات بشكل رسمي، لتخرجها من طابعها الفردي وتحولها إلى الإطار التنظيمي، بل تشكّلت كتائب تحمل اسم كتائب القسام في جنين وطولكرم، وكتيبة عياش التي بدأت محاولات إطلاق صواريخ في جنين.
ففي 26 فبراير/ شباط نفّذ الشهيد عبد الفتاح خروشة عملية إطلاق نار أدّت إلى مقتل مستوطنَين اثنين في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، ولاحقًا لعملية خروشة، وفي حوارة أيضًا، نفّذ أسامة بني فضل عملية إطلاق نار في 19 أغسطس/ آب، وأسفرت عن مقتل مستوطنَين اثنين، وانسحب بسلام قبل أن تعتقله قوات الاحتلال من مخيم جنين نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتبنّت القسام العمليتَين.
وأوقعت عملية الشهيدَين حسن قطناني ومعاذ المصري، في 7 أبريل/ نيسان، في منطقة الأغوار 3 قتلى، وفي 20 يونيو/ حزيران الماضي نفّذ الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح عملية قرب مستوطنة عيلي جنوب نابلس، أسفرت عن 4 قتلى و4 جرحى في صفوف الاحتلال.
وتبعتها عمليات يوليو: الشهيد عبد الوهاب خلايلة هو منفّذ عملية الدهس في مدينة تل أبيب، وأسفرت عن إصابة 8 إسرائيليين بينهم 3 بحالة الخطر؛ وعملية مستوطنة كدوميم المقامة على أراضي قلقيلية المحتلة في 6 يوليو/ تموز، والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجراح حرجة، ونفّذها القسّامي أحمد ياسين هلال غيظان من قرية قبيا غرب رام الله المحتلة.
حينها أصدر الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تصريحًا قال فيه: “عندما قالت كتائب القسام إن جنين ليست وحدها كانت تعي ما تقول جيدًا، فجاء ردنا في عيلي على يد القساميَّين مهند شحادة وخالد صباح لتدفيع العدو ثمن عدوانه على جنين الشهر الماضي، وتواصلت الضربات كردٍّ سريع على عدوانه على المخيم قبل أيام، بعملية بطل الخليل عبد الوهاب خلايلة في قلب تل أبيب، ثم بعملية القسامي أحمد ياسين غيظان في كيدوميم، التي جاءت اليوم لتؤكد من جديد جاهزية القسام والمقاومة الدائمة للردّ على العدوان على أي بقعة من أرضنا ومقدساتنا”.
وفي أغسطس/ آب، قال جيش الاحتلال إنه ألقى القبض على خلية تابعة لحماس مكونة من 9 رجال، كانت تخطط لاختطاف جندي إسرائيلي في الضفة الغربية، بعدما أعلن سابقًا في النصف الأول من عام 2023 أنه أحبط محاولة تفجير حافلة في الخضيرة، كانت قد خططت لها الحركة.
وفي “طوفان الأقصى”، نفّذت كتائب القسام عمليات في الضفة الغربية، افتتحتها بعملية بيت ليد شرق مدينة طولكرم المحتلة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي خلال عملية إطلاق النار التي نفّذها المنفذ -الذي لم يجده الاحتلال بعد- من سيارة، تجاه سيارة أخرى تُقلّ جنديًّا على الأقل.
لكنّ الكتائب وفي تبنيها للعملية، كشفت عن مشاهد لم يعلن عنها الاحتلال، تمثلت في استدراج المنفذ قوات الاحتلال إلى كمين من خلال حرق سيارة في قرية بلعا شرق طولكرم، ومن ثم تفجير عبوات زُرعت مسبقًا، وتعتبر هذه العملية هي العملية الموثَّقة الأولى من قبل فصيل فلسطيني منذ ما يقارب 20 عامًا في الضفة الغربية.
وعملية النفق، في نوفمبر/ تشرين الثاني أيضًا، تبنّتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن، ونفذها 3 منفذين هم الشهيد عبد القادر القواسمي نجل القائد في كتائب القسام عبد الله القواسمي، الذي ارتقى خلال انتفاضة الأقصى؛ والشهيد حسن قفيشة، وهو نجل الأسير المحرر المبعد مأمون قفيشة؛ ونصر القواسمي، وهو شقيق أحمد القواسمي الذي نفّذ عملية استشهادية خلال انتفاضة الأقصى، وقال الاحتلال إن المنفذين كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية في القدس المحتلة، لكنهم كُشفوا عند حاجز جنوب القدس، فاضطروا لتنفيذ عمليتهم هناك.
ورغم الملاحقة والاعتقال والتضييق الأمني، ما زال الاحتلال يتخوف من جماهيرية حركة حماس في الضفة الغربية، وقد عبّر أبو عبيدة صراحة في خطابه: “لم يستطع الاحتلال أن يقضي على حماس في الضفة والقدس، فكيف سيقضي عليها في قطاع غزة؟”.
وبعد 36 عامًا من الملاحقة، خرجت شوارع الضفة من جديد تهتف للحركة التي وجّهت لـ”إسرائيل” ضربتها القاتلة في العبور الكبير في السابع من أكتوبر، بل إن الاحتلال والسلطة اللذين أغرقا سكان الضفة بخطط السلام الاقتصادي لينسوا العمل المقاوم، تلقوا صفعة أخرى، وهتافات في شوارع الضفة: “قالوا حماس إرهابية، كل الضفة حمساوية”.