مع بداية الساعات الأولى لليوم الثالث لعيد الفطر الكريم، استفاق سكان قطاع غزة على صوت ثلاث غارات “إسرائيلية” عنيفة استهدفت شمال وجنوب المدينة، بعد ساعاتٍ من زعم جيش الاحتلال الصهيوني تشخيص إطلاق صاروخ صوب منطقة مفتوحة في تجمع مستوطنات “شاعر هنيغيف” في النقب الغربي شرق القطاع أطلق من غزة، وهو ما اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بـ اللعبة الإسرائيلية الخطيرة والمكشوفة”.
ثلاث غارات ليلية
قصف الطيران الحربي الصهيوني لقطاع غزة هذه المرة، طال موقعين تابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يتوسطان أحياء سكنية مكتظة ومنطقة أبراج ذات كثافة سكانية عالية، واحد يحمل اسم موقع “بدر” شمال غرب مدينة غزة، وثان يحمل اسم موقع “الشهيد محمد أبو حرب” في حي النصر شمال مدينة رفح (جنوب)، ما أثار الذعر والهلع في نفوس الأطفال والمواطنين.
فيما استهدفت الغارة “الإسرائيلية “الثانية أرضًا زراعية فارغة شرق منطقة وادي غزة جنوب المدينة، حسب ما تناقلته مصادر إعلامية محلية ودولية. ولم يسفر هذا القصف “الإسرائيلي” عن سقوط خسائر بشرية فلسطينيين، حسب ما أعلن عنه أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطيني في قطاع غزة، إلاّ أنه خلّف أضرارا مادية، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية لإخلاء المواقع الأمنية والعسكرية بالقطاع.
يأتي هذا التصعيد “الإسرائيلي”، في وقت ما تزال التهدئة قائمة بين الفصائل الفلسطينية و”إسرائيل”
بدورها نشرت عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية صورا للأضرار المادية التي تعرضت لها منازل المواطنين بغزة جراء الغارات الإسرائيلية، حيث نشرت قناة القدس على صفحتها الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة جاء فيها “صور للأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين جراء غارات الاحتلال على أحد الأهداف غرب غزة”، رافقتها ببعض الصور.
#صور للأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين جراء غارات الاحتلال على أحد الأهداف غرب غزة.#قناة_القدس pic.twitter.com/4qhsYaVIlo
— Quds TV – قناة القدس (@QdsTvSat) June 26, 2017
ويأتي هذا التصعيد “الإسرائيلي”، في وقت ما تزال التهدئة قائمة بين الفصائل الفلسطينية و”إسرائيل”، منذ انتهاء الحرب الأخيرة برعاية مصرية، وتنص على وقف الهجمات المتبادلة.
حماس تردّ على المزاعم “الإسرائيلية”
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تدوينتين منفصلتين له على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن شنّ طائرات سلاح الجو، هذه الغارات على مواقع لحماس في شمال وجنوب قطاع غزةـ يأتي ردًّا على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه أراضي المجلس الإقليمي (شاعار هانيغيف) مساء أمس الاثنين”.. وبما أن حركة حماس الإرهابية الحاكم في قطاع غزة تتحمل مسؤولية اي محاولة للاعتداء على دولة اسرائيل”. وعادة ما يبرّر الاحتلال الإسرائيلي قصفه قطاع غزة بالرد على قذائف صاروخية تسقط في أراض مفتوحة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن قذيفة صاروخية أطلقت من غزة، سقطت، في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، على جنوبي إسرائيل، دون أن تخلف أضرارًا أو إصابات.
#عاجل
أغارت طائرات سلاح الجو على موقعيْن تابعيْن لمنظمة حماس الإرهابية في شمال وجنوب قطاع #غزة ردًا على إطلاق صاروخ باتجاه اسرائيل مساء أمس— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 27, 2017
من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الادعاءات “الإسرائيلية” غير صحيحة، حيث قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم فقال:” إن إسرائيل تدعي أن صاروخا أطلق من غزة من أجل رفع حدة التوتر واستهداف مواقع حركة حماس. أن اللعبة الخطرة لإسرائيل معروفة وليست بالجديدة “.
وحذر برهوم الكيان الإسرائيلي من “الاستمرار في هذا التصعيد الخطير والقصف أو المساس بأي من أبناء شعبنا”. وقال إن على الاحتلال أن “يتحمل كل تبعات حماقاته وسياساته غير المحسوبة العواقب”.
مناورات عسكرية تزامنا مع التصعيد “الإسرائيلي”
وتزامنا مع هذا القصف الصهيوني على قطاع غزة، ذكرت مصادر عسكرية “إسرائيلية” أن قوات جيش الاحتلال شرعت ظهر أمس الاثنين، في مناورة عسكرية، استمرت عدة ساعات في مناطق الحدود القريبة من قطاع غزة، وشاركت في المناورة العسكرية الجديدة، عدة قطاعات من الجيش، وتخللها تعطيل حركة المرور في عدة مناطق.
عملت قوات جيش الاحتلال على إجراء الكثير من المناورات الحربية في مناطق غلاف قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014
وهذه هي المناورة الثالثة التي يعلن عنها جيش الاحتلال خلال الشهر الحالي، إذ قام قبل أسبوعين بإجراء مناورة عسكرية في قبرص، شاركت فيها القوات الخاصة، تلتها بعد أيام مناورة أخرى لقوات الجيش في مناطق الشمال. وعملت قوات جيش الاحتلال على إجراء الكثير من المناورات الحربية في مناطق غلاف قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014، ضمن ما أسمتها عمليات «استخلاص العبر». وجرى تدريب جيش الاحتلال على مواجهة عمليات تسلل عبر «أنفاق المقاومة» التي شيدتها الفصائل المسلحة، من أجل تنفيذ هجمات حال اندلعت مواجهة عسكرية جديدة.
نفي رسمي وتأكيد إعلامي لحرب قادمة ضدّ القطاع
رغم نفي وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، وجود أي مخطط لدى حكومته بشن حرب سواء على الجبهة الشمالية مع سوريا أو لبنان، أو الجنوبية مع غزة، فقد ذكرت في وقت سابق، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متحمس لخوض حرب جديدة ضد حركة حماس. وفي مقال بالصحيفة قال الكاتب روغل ألفير إن “الإسرائيليين يجب ألا يتفاجؤوا إذا اندلعت حرب مع حركة حماس في قطاع غزة خلال موسم الصيف الحالي، بل إن المفاجأة ستكون في حال لم تندلع تلك الحرب”.
مناورات عسكرية إسرائيلية تحسبا لأي حرب قادم ضدّ القطاع
وسبق أن نقل عن وزير الجيش “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان، قوله إن “إسرائيل” لا تفكر بشن أي حرب سواء على الجبهة الشمالية “سوريا ولبنان”، أو الجبهة الجنوبية “غزة”. وقال “هناك كثيرون يتنبؤون بوقوع حرب في الشمال ومع قطاع غزة ولكن لا توجد لدينا أي نية لنقوم بعمل عسكري”. وكان ليبرمان يتحدث أمام الاجتماع الافتتاحي للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، تعقيبا على تكرار حوادث تسرب القذائف من سوريا إلى مرتفعات الجولان. وقال في وقت سابق، إنه لا توجد رغبة لدى إسرائيل في استعادة السيطرة على قطاع غزة، وغير معقول الدخول في مواجهة عسكرية كل سنتين، غير أنه توعد بتدمر البنى التحتية العسكرية في غزة، إذا فرضت الحرب.