“المجتمع السعودي الآن لو نظرنا إلى تغريدات وتعليقات أبنائه نجد أنهم يقولون إن “إسرائيل” لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة”، بهذه الكلمات أجاب الدكتور أنور عشقي اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، على سؤال عن مدى تقبل السعوديين لمسألة التطبيع مع “إسرائيل”، مضيفًا “بحسب ما أعرف فإن المملكة ستتجه للتطبيع مع “إسرائيل” بعد تطبيق المبادرة العربية”، وذلك خلال حوار أجرته معه “دويتشه فيله” أمس الثلاثاء.
يبدو أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب يسير بخطوات ثابتة نحو التحول من السر إلى العلن في ضوء بعض المستجدات التي طرأت على الساحة مؤخرًا وربما تعيد رسم خارطة المنطقة السياسية مرة أخرى، لعل أبرزها تمرير اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وما يترتب عليها بشأن مصير مضيق تيران الاستراتيجي والذي يدفع بالمملكة لتكون طرفًا أساسيًا في اتفاقية كامب ديفيد.
مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نحو تسريع التقارب مع الكيان الصهيوني كجزء من “صفقة القرن” ذات التوجه الأمريكي الرامية إلى توسعة رقعة التطبيع بين الكيانات العربية وتل أبيب تضع العديد من التساؤلات عن مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية في ظل التطورات التي تشهدها المملكة داخليًا، فهل تصبح تل أبيب بوابة ابن سلمان لخلافة والده على كرسي العرش؟
الرياض – تل أبيب
منذ إنشائها عام 1948 لم تحظ دولة الاحتلال باعتراف رسمي من قبل السعودية، إذ إنها في نظر السعوديين دولة عدوة والعكس، مما تسبب في إحداث القطيعة بين الدولتين طيلة السنوات التالية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي دعمت فلسطين في مواجهتها ضد المحتل ومساعيها للسيادة والاستقلالية.
كما كانت الرياض من الدول الرافضة تمامًا لأي اتفاقيات سلام مع “إسرائيل” وهو ما تجسد في موقفها من اتفاقية كامب ديفيد، حيث قادت حملة للتنديد بهذه الاتفاقية ودعت إلى مقاطعة مصر بسببها وهو ما كان بالفعل، قبل أن تعود العلاقات بين البلدين عام 1987.
أنور عشقي: بحسب ما أعرف فإن المملكة ستتجه للتطبيع مع “إسرائيل” بعد تطبيق المبادرة العربية
وظلت العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني ما بين الشد والجذب، حتى عام 2003 الذي يعد علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حين اقترح العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، مبادرة السلام العربية، التي اشترطت إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا، على حدود 1967، وعودة اللاجئين، وانسحاب “إسرائيل” من هضبة الجولان السورية المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع علاقات الدول العربية مع “إسرائيل”، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين.
ومنذ ذلك الحين دخلت العلاقات السعودية الإسرائيلية مرحلة جديدة من البراجماتية حيث سعت الرياض إلى فتح قنوات تواصل مع تل أبيب معظمها كان في إطار السرية والخفاء، أما في العلن فقد تراجعت حدة التصريحات العدائية بين الجانبين بصورة ملحوظة، وقد جسدت بعض اللقاءات التي جمعت بين مسؤولي البلدين رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على مبدأ المصالح المشتركة بعيدًا عن الأيديولوجيات الثابتة، لكن ظلت مسألة الانتقال في العلاقات من مرحلة السر إلى العلن معضلة تواجه الديوان الملكي السعودي لسنوات طويلة إلى أن جاء محمد بن سلمان ليعيد رسم الخارطة وفق رؤى جديدة.
العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني ظلت ما بين الشد والجذب، حتى عام 2003 الذي يعد علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين
التوحد ضد إيران
فرض العداء لإيران نفسه على ساحة التقارب السعودي الإسرائيلي، وكما يقول المثل العربي “عدو عدوي صديقي” دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة من التوافق النسبي في ضوء العداء المشترك لطهران والعمل على تحجيم نفوذها الإقليمي الذي تراه كل من الرياض وتل أبيب تهديدًا واضحًا لوجودهما ومن ثم لا بد من التصدي له بشتى السبل حتى ولو كان عبر التعاون بينهما.
ولأول مرة نجد السعودية و”إسرائيل” على قلب رجل واحد في مواجهة المد الإيراني ومن ثم باتت اللقاءات المشتركة وتبادل الزيارات بين الجانبين مسألة منطقية في ضوء التنسيق من أجل مواجهة العدو المشترك، وهو ما يفسر العديد من الدعوات التي طالبت أكثر من مرة بتغليب الرياض مصالحها الخاصة على حساب مصالح بلدان أخرى في إشارة إلى فلسطين.
وقد تطورت هذه اللقاءات رويدًا رويدًا لتصل إلى مرحلة شبه علنية وذلك حين تم إعلان تدشين حلف سني بمساعدة الكيان الصهيوني استخباراتيًا، في مواجهة الحلف الشيعي الإيراني، ورغم طائفية هذه الدعوة فإنها لاقت قبولاً لدى الرياض وحلفائها في المنطقة، لتضع اللبنات الأولى نحو تعاون عسكري سعودي عربي إسرائيلي علني.
وفي هذا الإطار فقد كشفت وثائق نشرها موقع “أمريكان هيرالد تريبيون“،عن أسماء قادة في الجيش السعودي شاركوا في تدريبات سرية مع “إسرائيل”، لإدارة قوات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر.
ولفت الموقع ضمن الوثائق المسربة، إلى وجود تعاون بين السعودية والحكومة الإسرائيلية، في صورة برامج تدريبية عسكرية، وتعاون عسكري مشترك، وإدارة للمناطق الحساسة في الشرق الأوسط.
ورغم أن إيران ليست السبب الوحيد للتطبيع بين الرياض وتل أبيب، فإنها العنصر المشترك الظاهر علانية لتبرير أي خطوات نحو التقارب بين البلدين، وذلك قبل أن تنتقل تلك الخطوات من السر إلى العلن في عهد محمد بن سلمان، ولي العهد المعين حديثًا خلفًا للأمير محمد بن نايف.
محمد بن سلمان وصفقة القرن
طموح محمد بن سلمان في الجلوس على عرش المملكة من جانب ورغبة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في أن يخلفه نجله في قيادة البلاد دفع إلى تخطي الخطوط الحمراء كافة التي كانت تمثل عقيدة سياسية لدى العقلية السعودية حيث سيطرت النظرة “الميكافيلية” على مقادير الأمور، وبات تحقيق طموح الابن غاية أيًا كانت الوسائل.
التغيرات التي شهدتها المملكة خلال الأيام الماضية من تنصيب ابن سلمان وليًا للعهد بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية تشي إلى مباركة واضحة من قبل البيت الأبيض لهذا القرار، كونه خطوة محورية في تنفيذ “صفقة القرن” التي جاء بها الرئيس الأمريكي لإعادة رسم الخارطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط.
كشفت وثائق نشرها موقع “أمريكان هيرالد تريبيون“،عن أسماء قادة في الجيش السعودي شاركوا في تدريبات سرية مع “إسرائيل”، لإدارة قوات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر
الصفقة التاريخية كما يصفونها تهدف في المقام الأول إلى ترسيخ أركان دولة الكيان الصيهوني عبر زيادة رقعة التطبيع مع دول الجوار العربي من جانب، والتمهيد نحو مزيد من الحضور الإقليمي – اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا – من جانب آخر، والتخلص من المقاومة الفلسطينية وكل موارد دعمها من جانب ثالث.
الدور السعودي الجديد بعد ولاية ابن سلمان للعهد ومباركة ترامب له يعد الأبرز في المنطقة في ضوء عدد من المستجدات الراهنة والتي لا يمكن أن يتم تفسيرها بمعزل عن المخطط الأمريكي السعودي الإسرائيلي لتمرير صفقة القرن في أسرع وقت كإحدى المبادرات الأمريكية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ويمكن تلمس ذلك من خلال عدة نقاط:
أولا: تيران وصنافير
تسارع وتيرة الأحداث نحو تنازل مصر عن سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير للرياض بعد ماراثون طويل من الشد والجذب بين النظام والشعب يؤكد أن هناك ضغوط مورست لأجل تمرير الاتفاقية رغم الأحكام القضائية المتعددة التي تبطل توقيعها.
ثم جاء تصديق الرئيس المصري عليها ليلة عيد الفطر وقبل أن تصدر المحكمة الدستورية ( أكبر محكمة في مصر) قرارها بشأن مصير الاتفاقية ليؤكد أن عملية التنازل عن الجزيرتين مسألة منتهية قد تم الاتفاق عليها خلال اللقاء الذي جمع كل من ترامب وزعماء العرب في العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي.
وبموجب هذه الاتفاقية باتت الرياض شريكًا أساسيًا في معاهدة السلام “كامب ديفيد” بجانب “إسرائيل” ومصر، ومن ثم يمكنها التواصل مع تل أبيب علانية بحكم اتفاقية السلام الموقعة والملزمة للجميع فيما يتعلق بمضيق تيران والملاحة الإسرائيلية من خلاله.
ومن زاوية أخرى فإن فرض السعودية لسيادتها على المضيق بعد تنازل مصر يحوله إلى ممر ملاحي عالمي يسمح لكل الدول بالمرور فيه ولا يحق لمصر إغلاقه في أوقات الحروب أو منع أي سفن من المرور فيه كما كان في السابق، وهو ما يمهد الطريق أمام “الكيان الصهيوني” لتنفيذ حلمه في تدشين قناة موازاية – برية كانت أو مائية – تربط بين ميناء إيلات جنوبًا على البحر الأحمر وميناء أشدود شمالاً على البحر المتوسط، وهو الحلم الذي طالما راود الإسرائيليين قديمًا لكن سيطرة مصر على المضيق كانت حائلاً دون تحقيقه.
ابن سلمان وترامب خلال زيارة الأخير للسعودية الشهر الماضي
ثانيًا: محاصرة قطر
المحور الثاني من محاور التنسيق السعودي الإسرائيلي الأمريكي لإتمام صفقة القرن تمثل في تقليم أظافر المقاومة الفلسطينية عبر شيطنة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وقطع كل إمدادت الدعم والتمويل لها وعلى رأسها قطر، ومن هنا كان لا بد من تقليم أظافر الدوحة.
القرار المفاجئ للسعودية والإمارات بقطع العلاقات مع قطر بعد أيام قليلة من زيارة ترامب للمملكة التي التقى خلالها أمير قطر، يشير إلى نية مبيتة وتنفيذ ممنهج لتعليمات واضحة بشأن معاقبة الدوحة على دعمها لحماس وإيوائها لعناصرها وقيادتها فوق أراضيها وهو ما استفز بعض العواصم الخليجية والعربية بصورة كبيرة.
وبعيدًا عن قائمة المطالب المعلنة من قبل الدول المحاصرة بشأن التراجع عن حصارها لقطر فإن المطلب الأبرز هو قطع العلاقات مع حماس وطرد قياداتها ومن ثم تفريغ المقاومة من مضمونها مما يعني ترك الحبل على الغارب أمام تل أبيب لممارسة ما يحلو لها دون أدنى مقاومة، مما يوفر الأمن والأمان للإسرائيليين في مضاجعهم.
بموجب هذه الاتفاقية باتت الرياض شريكًا أساسيًا في معاهدة السلام “كامب ديفيد” بجانب “إسرائيل” ومصر، ومن ثم يمكنها التواصل مع تل أبيب علانية بحكم اتفاقية السلام الموقعة والملزمة للجميع
ثالثًا: كسر العداء السعودي لـ”إسرائيل”
المحور الثالث والأبرز ضمن محاور صفقة القرن يتمثل في اتساع رقعة التطبيع مع “إسرائيل” وهو ما سعى إليه ابن سلمان بصور متعددة، لعل أبرزها محاولة تحسين وجه “دولة الاحتلال” وكسر حالة العداء الشعبي مع السعوديين من خلال التمهيد لفكرة تقبلها في ضوء حزمة المصالح المشتركة ضد إيران.
الكاتب الصحفي السعودي مساعد العصيمي في مقال له بصحيفة “الرياض” السعودية تحت عنوان “إذا غشك صديقك فاجعله مع عدوك” طالب بإعادة النظر في استعداء “إسرائيل” مناشدًا بعقد مقارنة موضوعية بينها وبين إيران فيما يتعلق بأشدهما خطرًا على بلاده.
الصحفي السعودي لفت في مقاله إلى ضرورة أن “نحكم العقل ونديره نحو مصالحنا ونعيد تداول المسائل اقتصاديًا وسياسيًا وتعامليًا وحتى تاريخيًا في إطار حسابات الربح والخسارة وحسابات المصالح والاستقرار كي نعلم من أشد خطرًا إيران أم “إسرائيل”، ومن يدعم عدوي ضدي وحين تعرفون النتائج لتكن مصالحكم هي الأهم”.
ومنذ عام تقريبًا أعلن الأمير الوليد بن طلال فخره بأن يكون أول سفير سعودي لـ”إسرائيل”، لأجل العمل مع تل أبيب، وهو ما أثار إعجاب صناع القرار الإسرائيلي ممن علق بعضهم على تصريحات الأمير السعودي بقولهم: “نحن سعداء جدًا أن نرى اليوم، أن التغييرات العقلية العربية والدول العربية، لا يعتبرون “إسرائيل” عدوًا لهم بعد الآن، يجب أن نعمل بجد لمحو ذكريات مريرة من الماضي، ومساعدة الدول العربية على تطوير وتبني الديمقراطية”.
وفي يونيو 2015 شارك اللواء أنور عشقي الذي عمل مستشارًا لرئيس المخابرات السعودية السابق بندر بن سلطان في مؤتمر نظمه مجلس الشؤون الخارجية الأمريكية في واشنطن بحضور ودور غولد، المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية، حيث تحدثا عن العدو المشترك بين السعودية و”إسرائيل”: إيران.
لقاءات عدة جميع بين عشقي وبعض مسؤولي تل أبيب
وقبل عام من ذلك التاريخ، عقد السعوديون والإسرائيليون سلسلة من الاجتماعات السرية غير الرسمية، بغية وضع الخطط وإيجاد الاستراتيجيات لمواجهة النفوذ الإيراني، منها اجتماع جرى في لكناو بالهند بحضور لفيف من كبار المسؤولين العسكريين السابقين في دولة الاحتلال، وبعض الشخصيات السعودية على رأسها عشقي.
وفي يوليو 2016 كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن زيارة قام بها الجنرال عشقي إلى القدس المحتلة للقاء كل من مدير عام وزارة الخارجية دور غولد، الذي نعرف أنه صار صديقه منذ وقت طويل، ومسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة يوآف مردخاي في فندق الملك داود، حيث قالت الصحيفة في تقريرها إن عشقي حضر إلى “إسرائيل” مصطحبًا معه بعثة أكاديمية ورجال أعمال سعوديّين، التقوا خلال الزيارة الحميمة بمجموعة من أعضاء الكنيست، بهدف تشجيع الخطاب في “إسرائيل”، عن مبادرة السلام العربية.
منذ عام تقريبًا أعلن الأمير الوليد بن طلال، فخره بأن يكون أول سفير سعودي لـ”إسرائيل”، لأجل العمل مع تل أبيب
ومن الشواهد التي تعكس حجم الخطوات المتسارعة نحو التطبيع في عهد ابن سلمان تلك المقابلة التي أجرتها القناة الإسرائيلية الثانية من مدينة جدة السعودية عبر سكايب، مع عبد الحميد حكيم، مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة، والتي تعد أول مقابلة تليفزيونية يشارك فيها ضيف سعودي مع قناة إسرائيلية.
المقابلة التي أجراها إيهود إيعاري، محرر الشؤون العربية بالقناة الإسرائيلية الثانية، تناولت موضوع قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، حيث قال حكيم في المقابلة: “الدول التي قطعت علاقاتها بقطر فعلت ذلك من منطلق انتهاج سياسة جديدة لا مكان فيها للاٍرهاب”، منهيًا حديثه قائلاً: “الوقت قد حان لشرق أوسط جديد يقوم على المحبة والسلام والتعايش ونبذ الكراهية والعنف والتشدد”.
جدير بالذكر أن هناك خطوات سابقة لتسريع خطوات التطبيع العربي الإسرائيلي بمباركة أمريكية وهو ما كشفته بعض اللقاءات السرية المسربة التي جمعت بين قادة عرب وإسرائيليين لعل أبرزها لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو في العقبة منذ أكثر من عام ونصف تقريبًا، فضلاً عما كشفته الصحف الإسرائيلية عن لقاء سري جمع بين السيسي ونتنياهو منذ عام في القاهرة.
سعوديون مع التطبيع
“ابن سلمان يوجه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع “إسرائيل”، ومكافأة للإعلامي والمغرد الذي يبدع في هذه الحملة”، بهذه الكلمات غرًد “مجتهد” على حسابه الخاص على موقع “تويتر” ملفتًا إلى أن هناك تعليمات خاصة بتمهيد الطريق نحو تقبل فكرة التطبيع لدى السعوديين.
ابن سلمان يوجه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع إسرائيل
ومكافأة للإعلامي والمغرد الذي يبدع في هذه الحملة
— مجتهد (@mujtahidd) June 26, 2017
وبعد ساعات قليلة من تغريدة “مجتهد” وبالتزامن مع الغارات الإسرائيلية التي استهدافت مواقع في قطاع غزة، فجر الثلاثاء، دشن بعض النشطاء هاشتاجًا برروا فيه تلك الغارات تحت مسمى #سعوديين_مع_التطبيع حيث تعتبروا أن الغارات استهدفت مواقع لحركة حماس “الإرهابية”، على حد وصفهم، قائلين إن الأخيرة تروج أن القصف استهدف المدنيين لكسب التعاطف.
واعتبر مغردون آخرون أن التطبيع مع “إسرائيل” بات ضرورة من أجل مصالح المملكة العربية السعودية، التي لم تجد من الدول العربية أي “فائدة” وفق قولهم.
بعضهم يرى أنه لا ضير في وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين تأسيًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم:
لااجد في العلاقات مع اسرائيل ما يضر … كان اليهود لهم صلح مع قدوتنا الرسول عليه الصلاه والسلام #سعوديين_مع_التطبيع
— Mohammad Salm (@Knight127) June 27, 2017
وآخر يرى أفضلية علانية التطبيع بدلاً من خيانة بعض الدول الأخرى التي تطبع في السر:
#سعوديين_مع_التطبيع العلاقات مع اسرائيل علي المكشوف افضل من العلاقات مع بعض الدول الخائنه
— راضوان (@rakan_77888) June 27, 2017
وثالث يشير إلى أن كل الدول لها علاقات مع “إسرائيل” سرًا وجهرًا عدا السعودية:
#سعوديين_مع_التطبيع: كل الدول لها علاقة بإسرائيل سواءً سراً ام جهراً عدا السعودية كفانا نباح…
— صلِ على النبيّ (@j_9009) June 27, 2017
من هنا فإن طموح محمد بن سلمان في خلافة والده ربما يكلفه الكثير بعيدًا عن الـ400 مليار دولار قيمة الصفقات المبرمة مع واشنطن ثمن مباركة ترامب لخطوة التصعيد نحو ولاية العهد، إذ إن إعادة رسم خارطة العلاقات العربية الإسرائيلية من جديد وزيادة رقعة التطبيع في ضوء بنود صفقة القرن ربما تكون فرس الرهان نحو وصول ابن سلمان إلى حلمه، وهو ما قد يجعل من تل أبيب بوابة ولي العهد الجديد نحو اعتلاء كرسي العرش.