في عالم مثالي، من المفترض أن يكون لكل إنسان نفس القيمة، وهذه القيمة هي التي تضمن لإنسان ولد في الصومال نفس الحقوق اللي تضمنها لإنسان ولد في جنوب فرنسا مثلاً…
لكن لكي نكون واقعيين، فإن العالم الآن ليس مثاليا تماما، لذلك فإن قيمة بعض الأجناس تفوق قيمة بعض الأجناس أخرى. فمثلاً الإنسان الذي ولد في الصومال بالتأكيد ليس له نفس قيمة الإنسان الذي ولد في جنوب فرنسا…
وعلى ذلك، يتضح لنا أن قيمة أي إنسان في بلدٍ ما تتحدد بشكل أساسي بوزن بلده الأم، وقيمته هذا الإنسان في بلده الأم ، وأخيراً بقيمة العلم والعلماء في البلد التي يعيش فيها هذا الإنسان (سواء كان يعيش في وطنه الأم أم يعيش خارجه)…
وبالتالي، لكي تعرف قيمتك كإنسان في “أم الدنيا” لابد من إعادة النظر في الأمور السابق ذكرها:
1- وزن بلدك. وهنا نسأل:
هل هي دولة رائدة في أي مجال؟! هل هي متقدمة ؟! هل تملك قوة تسليحية جبارة مثلاً ؟! والأهم من كل ذلك … هل تملك إرادتها ؟؟؟! … أترك لكم ولواقعنا الإجابة.
2- قيمتك في البلد. وهنا نسأل:
هل لك حقوق يحترمها الجميع؟! هل توفر لك الدولة خدمات تعليمية وصحية جيدة ؟! .. هل توفرها أصلاً ؟! حسناً ، هل تتمتع بالأمان والقدرة على التعبير عن نفسك وآرائك مهما إختلفت مع مسئولي البلاد وأنبيائها ورسلها؟! هل يمكن أن تنتهك كرامتك الإنسانية فيها بشكل فج ومتكرر؟! … أترك لكم ولواقعنا الإجابة.
3- قيمة العلم والعلماء في بلدك الحالي (لنفترض أنك تعيش -لسوء حظك- في مصر). وهنا نسأل:
هل بلدك تتحرم العلم وتعلي من شأنه؟! يعني مثلاً ترتيب جامعات ومراكز بحوث بلدك أخبارهم إيه؟! طب هل في صعوبات معقدة بتمنع تطوير العلم ولا لأ ؟! طب وضع العلماء إيه ؟! هل بيتم إحترامهم وإجلالهم ولا بيترموا في السجون أو بيهربوا بره البلد مثلاً ؟! … أعتقد أنا كده جاوبت عن السؤال ده.
* أحداث ذات صلة:
• مجموعة من الشباب سافروا سانت كاترين منذ أكتر من 24 ساعة، حظهم السيء أوقعهم في مواجهة عاصفة قبل وصولهم لمكان آمن، أنقطعت الإتصالات بهم تماماً وأصبح الشباب مفقودين…
أهالي الشباب حاولوا الوصول للمسئولين دون جدوى وفي النهاية بعد توصلهم إليهم طالبوا بتوجيه طائرة مروحية لإنقاذ الشباب (نفس الطائرة الهليكوبتر التي كانت تحلق فوق رؤوسنا 24 ساعة في المظاهرات لكي ترصد حركتنا)، المسئولين رفضوا وقالوا في النهاية إن الشباب كلهم مصريين ولا يوجد معهم سائح أجنبي لكي تخرج طائرة لهم، ووضحوا أن طلب إخراج طائرة قد يستغرق 10 أيام عمل رسمية، وحتى الآن فات أكثر من 24 ساعة دون ورود أخبار من الشباب (حفظهم الله من كل سوء).
• حتى التاسع من الشهر الجاري لقى 38 مواطن حتفهم جراء إنتشار عدوى فايروس H1N1، وكان بين المتوفين 4 أطباء وممرضة، وزارة الصحة وصلتها معلومات عن وفاة بعض الحالات قبل نفس التاريخ بشهر على الأقل إلا أنها أخفت الخبر تماماً ، وهو ما ضاعف من عدد الحالات المصابة بالمرض بين الأطباء وطواقم التمريض والمرضى على حدٍ سواء، وكشف بعض الأطباء والصيادلة عن كارثة أخرى وهي عدم مطابقة معظم الأمصال التي وفرتها الوزارة للمواصفات بل كان بعضها منتهي الصلاحية، في النهاية خرجت وزيرة الصحة في أحد البرامج تعلن أن على الأطباء “هش القطة” من المستشفى قبل أن يلوموا المسئولين في الوزارة. يذكر أن 10% من المصريين مرضى بالتهاب الكبد الوبائي، وبعض الإحصاءات ترتفع بالرقم إلى 12 أو 15% وهو ما يعادل 9 ملايين إنسان على الأقل ،ونفس النسبة 10 % مصابين بالفشل الكلوي، ونفس الرقم بالسكر ، ومثلهم مرضى بالسرطان و8 ملايين مريض بالقلب ، ويموت منهم عدد كبير سنويا بسبب نقص العلاج وطول قوائم الانتظار.
• ” أحد الأشياء التي لن أفتقدها في مصر هو التحرش الجنسي الذي كنت أتعرض له يومياً من رجال الشرطة المتمركزين في أحد الأقسام بجوار منزلي”. كريستين تشيك – مراسلة أجنبية في تدوينة لها على موقع التواصل الإجتماعي تويتر.
• 31 يناير من العام الجاري، الشرطة تقتل سائق ميكروباص في مدينة 6 أكتوبر.
• 6 يناير من العام الجاري، ملازم أول يقتل سائق سيارة نصف نقل في محافظة الفيوم.
• 1 نوفمبر من العام الماضي، مجند بالجيش يقتل سائق ميكروباص بعد مشادة بينهم.