في خطوة هي الأولى من نوعها، مؤسس ومالك موقع أمازون جيف بيزوس يشتري صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ذائعة الصيت بمبلغ 250 مليون دولار.
جيف بيزوس والذي يبلغ من العمر 49 عاماً كان قد أطلق أمازون عام 2000 هو ليس مديراً تنفيذياً لشركة ربحية وحسب، بل هو ناشط سياسيّ من تيار libertarian أو ما يطلق عليه الأناركيه، اضافة الى أنه يملك أصولاً في تويتر.
دخول الملياردير بيزوس الى عالم الصحافة بهذه القوة يعني شيئاً مثيراً في عالم السياسة، فالواشنطن بوست الأكثر رواجاً في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي والتي يطبع منها يومياً مليون نسخة قادرة على تغيير الرأي العام الأمريكي والدولي على حدّ سواء، أصبحت اليوم في يد شاب من الرياديين بعيداً عن عائلة جراهام التي كانت تملك الصحيفة، وهذا يعني انتقال الصحافة الى مستوى آخر بعيداً عن العائلات الكبيرة واسعة النفوذ والمتحكمة لعقود في هذا العالم.
ويعدّ انتقال الواشنطن بوست الى يد بيزوس انتقالاً من المستوى التقليدي الذي عاشته الصحافة لعقود الى عالم أكثر تقنية وحداثة يواكب سرعة الأخبار التي نعيش بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية، اضافة الى الخبرة التي عاشها بيزوس في أمازون ونقل خلالها عالم بيع الكتب الى مراحل لم نكن نتخيلها من قبل والتي قد تنعكس على هذا العالم.
من جهة أخرى، برزت هناك مخاوف من تأثير أفكار وسياسات بيزوس التي يؤمن بها على توجه الصحيفة، رغم أن زيوس في خطابه الى العاملين في الصحيفة وعد بابقاء كل من فريق الادارة والتحرير كما هو وأن لديه عمل يومي يقوم به بعيداً عن فريق ادارة الواشنطن بوست في الوقت الحالي، وأضاف بأن الفريق الحالي يعهد عالم الأخبار أفضل منه كما أنه ممتن لبقائهم، كما وعد بالحفاظ على استقلالية الواشنطن بوست تماماً كما كانت عليه وبنقل الخبر كيفما كان على حقيقته.
ومن الجدير ذكره أن بيزوس الذي توجه الى عالم الانترنت الواسع و وجد نفسه في أمازون التي جعلت منه أحد أثرياء العالم يعود اليوم الى عالم الصحافة المعروف بقلة الأرباح، فهل ينقل زيوس الصحافة الى مستوى جديد من الربح والاستثمار كما فعل في الكتب عبر الانترنت ؟