نقلت الفضائيات التابعة للنظام السوري البارحة عملية المصالحة بين الجيش الحر وجيش النظام السوري التي جرت في بلدة ببيلا في ريف دمشق، حيث فتحت المعابر ووقف كل من عناصر الجيشين على أحد الحواجز بجانب بعضهم البعض وهتفوا: “واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد”.
على أرض الواقع، لم تكن مصحالة ببيلا هي الأولى من نوعها في عهد الثورة السورية أو منطقة ريف دمشق تحديداً، بل سبقتها كل من برزة وبيت سحم والمعضمية وقدسيا ويلدا وآخرها كان في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق، في الوقت الذي ما زالت فيه المفاوضات جارية لعقد مصالحة جديدة في حرستا من ذات الريف الدمشقي.
كل هذه المواقع التي سبقت حدث أن كانت مسرحاً للقتال العنيف بين قوات النظام السوري والجيش الحر، وشهدت قصفاً مكثفاً للطيران السوري وحصاراً ممنهجاً جاع على إثره المدنيون الذين يشعر معظمهم بالارتياح لهذه المصالحات لما فيها من رفع للحصار وإيقاف القصف والقتال.
وبالفعل، وقعت مصالحة ببيلا بعد اختبار شهر كامل من وقف اطلاق النار بين الطرفين ثم سحب السلاح الثقيل، والتي قضت بنودها بإيقاف القتال بين الطرفين ورفع الحصار الذي يضربه الجيش السوري على البلدة والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية ومواد الأطفال إلى البلدة التي يسيطر عليها الثوار، مع تسليم الثوار كافة أسلحتهم الخفيفة ورفع علم النظام السوري على مؤسسات الدولة في البلدة.
المصالحة التي عقدت بحضور محافظ دمشق وعدد من أعضاء لجنة المصالحة الوطنية وعدد كبير من ضباط جيش النظام وأفراده، بالإضافة إلى العديد من شخصيات و وجهاء ببيلا، محافظ دمشق حسين مخلوف قال بدوره أن “المصالحة هي ثمرة جهود مع أبناء الوطن الذين التقوا ليكون ما كان بما فيه خير للوطن وروح المصالحة وأثمرت هذا العرس الوطني”،مضيفاً : “أتينا مع كل الفعاليات الخدمية لتدرس كل احتياجات البلدة من مواد غذائية وصحية ومؤسسات ومخازن وفتح أفران ومستوصفات”.
أما عضو لجنة المصالحة الوطنية محمد خاوندي فقد كان يعدد -بكل فرح وبشكل احتفالي- بنود المصالحة التي تشابهت بنودها مع ما سبقها من المصالحات، وأضاف أن “نقاط أمنية مشتركة بين الجيش العربي السوري ولجان شعبية ستتكل ممن سيتم تسوية أوضاعهم من قبل الدولة”.
أحد عناصر الجيش الحر قال أمام عدسات الكاميرا :” كلياتنا – كلنا – أهل ، والأخطاء اللي صار كلنا بنلافاها – نتجنبها – ان شاء الله، وايد وحدة كلياتنا بازن الله”، أضاف آخر: ” أنا حقول انو الله يحمي البلد”.
وكالة الصحافة الفرنسية كانت قد نقلت أن عشرات الأشخاص كانوا يهتفون في الشارع الرئيسي المدمر في ببيلا “واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد”، في الوقت الذي رفع علم النظام السوري على مبنى البلدية في البلدة والذي كان مقراً للثوار، كما توصلت لجنة المفاوضات إلى وضع حاجز مشترك في أول البلدة.
وتصافح عناصر الجيش الحر مع جيش النظام والتقطوا الصور مع بعضهم البعض بحضور أهالي البلدة الذي أبدوا ارتياحهم للمصالحة.
وصف الصورة : عنصر من الجيش الحر ( يمين ) يلتقط صورة مع عنصر من جيش النظام ( يسار ) ، يتوسطهم أحد الاعلاميين التابعين للنظام السوري بعد عقد مصالحة ببيلا ، هذه الصورة نقلاً عن صفحات الثوار في موقع التواصل فيسبوك