قال باحثون ومؤرخون مغاربة أن إسبانيا مطالبة بالاعتراف بالموريسكيين المسلمين كما هو الحال بالنسبة للموريسكيين اليهود الذين اعتذرت لهم الدولة الاسبانية وأعطتهم الحق في الحصول على الجنسية الإسبانية.
والموريسكيون هم “شعب غرناطة المنهزم” الذين تم طردهم بعد سقوط دولة الأندلس في القرن الخامس عشر ميلادي، حيث بدأت معاناة المسلمين واليهود في إسبانيا بعد سقوط الأندلس في سنة 1492، مما اضطرهم لتغيير عاداتهم وديانتهم، أو ممارسة شعائرهم في الخفاء إلى أن اتخذ الملك فيليب الثالث قرارا بالطرد النهائي للموريسكيين في عام 1609.
وتحدث عن تاريخ الموريسكيين أستاذ العلوم السياسية والباحث في التاريخ حسن أوريد، خلال ندوة حول “أندلسيات روائية” جمعت أساتذة جامعيين يهتمون بمجال التاريخ المشترك بين المغرب والأندلس، مساء أمس الثلاثاء، على هامش المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء.
كما دعا أوريد إسبانيا إلى التعامل بمساواة وعدم التمييز بين الموريسكيين المسلمين واليهود، لأن معاناتهم كانت مشتركة، قائلا: ” إن على إسبانيا أن تجعل غايتها هي المصالحة في ذاتها”، مشيرا إلى أن الآلاف من الذين تم طردهم قضوا غرقا أثناء عبورهم إلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، حيث استقر من نجا منهم فيما يعرف اليوم بدول المغرب العربي خاصة المغرب والجزائر وتونس.
وأضاف أوريد أن “الموريسكيين عاشوا مأساة إنسانية، وهي جزء من تاريخ المغرب وإسبانيا على حد سواء، تمثلت معاناتهم على مستوى إسبانيا التي طردوا منها لأنهم مسلمون، وأما في الضفة الأخرى فقد تم التشكيك في إسلامهم”.
وتابع: “إسبانيا سلخت جزءا من ذاتها عندما طردت الموريسكيين، ومن هنا كان لزاما أن نذكر إسبانيا، بتاريخها لأنه تراث مشترك.. فإسبانيا تعاملت بنوع من الانتقائية مع التاريخ عندما اعتذرت للمورسكيين اليهود وأعطتهم الحق في الحصول على الجنسية واستثنت المسلمين”.
وأما المؤرخ المغربي مصطفى عديلة، فقد قال أن إسبانيا حاولت جاهدة محو تاريخ المورسكيين من الذاكرة التاريخية الإسبانية، مشيرا إلى أن “المقررات الدراسية الثانوية أو الجامعية الإسبانية لا تخصص إلا أسطر قليلة للمورسكيين الذين يتم تصويرهم على أنهم أشرار، رغم تعرضهم للقمع والاضطهاد والطرد”.
وأشار عديلة إلى أن هناك أساتذة جامعيين إسبان أعادوا كتابة التاريخ في قالب روائي لكنهم ركزوا على التنصير الذي تعرض له اليهود “الموريسكيون” متجاهلين أن المسلمين تعرضوا أيضا للمعاناة والطرد.