بعيدًا عن المقالات الجدّيّة الثقيلة والنقاشات الجدليّة الساخنة، اخترت لكم باقةً تضم عشرًا من أغرب وأطرف حكايات كرة القدم عبر تاريخها، تشكّل بمجموعها وجبةً كوميديّةً ترفيهيّةً خفيفةً، تروّح عن الأنفس وترسم الابتسامات على الأوجه:
10- اللاعب الذي نسي سرواله!
نجم تشيلسي الإيفواري ديديه دروغبا
خلال إحدى لقاءاته التلفزيونيّة التي أجراها بعد اعتزاله تحكيم الكرة، روى الحكم الإنجليزيّ الشهير هارولد ويب قصّة أطرف لقطةٍ واجهته في الملاعب الخضراء عبر مسيرته، والتي كان بطلها النجم الدّولي الإيفواري ديديه دروجبا، الذي كان لاعبًا لفريق تشيلسي بين عامي 2004 و2012، فحدث أن اختفى عن الأنظار بين شوطي مباراة فريقه البلوز أمام ميدلسبرة في البريمير ليغ، فوقف الحكم ويب واللاعبون بانتظار قدومه لإعلان بدء الشوط الثاني، وبعد عدّة دقائق، هرع اللاعب إلى أرض الملعب بمظهرٍ غريب، إذ نسي رفع سرواله في خضمّ استعجاله ليلحق بالمباراة، بعدما اكتشف أنّه تأخّر كثيرًا في المرحاض! فما كان من الحكم المندهش إلّا أن عاجله ببطاقةٍ صفراء، وسط ضحكات جميع من كان في الملعب.
9- قذارة ليمان
قد يمكننا تقبّل تلك الفعلة المشينة لو أنّها جاءت من أحد لاعبي الأزقّة والشوارع، ولكن أن يأتي بها لاعبٌ عمره 40 عامًا، خاض أكثر من 60 مباراةً مع منتخب بلاده، ولعب لكبرى أندية العالم كأرسنال وبروشيا دورتموند وشالكة وميلان، فتلك هي القذارة بعينها!
فخلال مباراة فريقي شتوتغارت الألماني ويونيريا الروماني في دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا لعام 2009، ترك حارس شتوتغارت الألماني ينس ليمان مكانه أثناء إحدى هجمات فريقه، وقام بالتبوّل خلف إحدى اللوحات الإعلانيّة الموجودة وراء مرمى فريقه! ثمّ عاد إلى مكانه ليتابع المباراة دون أن يلاحظه الحكم واللاعبون، وعندما سأله الصحفيّون عن فعلته بعد المباراة أجاب: “لم أشعر بما فعلته وسط هذا التوتّر!”
8- الكأس المحطّمة
وضع قائد فريق ريال مدريد الإسباني سيرجيو راموس نفسه في موقفٍ حرجٍ للغاية، خلال احتفالات فريقه بإحراز لقب كأس إسبانيا لعام 2011 على حساب غريمهم التقليديّ برشلونة، حيث كانت حافلة الفريق الملكيّ المكشوفة تطوف في ميدان سيبيليس وسط العاصمة مدريد، واللاعبون يتناوبون على رفع الكأس وسط تهليل وتصفيق آلاف المشجّعين الحاضرين، عندما أفلت المدافع الشهير الكأس من يده، ليسقط أرضًا ويتحطّم تحت عجلات الحافلة الثقيلة، في مشهدٍ كوميديٍّ غريب لن تنساه جماهير النادي الملكي.
سيرجيو راموس تسبّب بتحطّم كأس إسبانيا عام 2011
على أيّ حال، تداركت إدارة ريال مدريد الموقف سريعًا، بإحضار كأسٍ شبيهٍ بالكأس المكسور، من أجل إكمال الاحتفال، الذي بقي بطله الأوّل القائد المحرَج سيرجيو راموس.
7- الحكم الذي ابتلع صافرته!
الفرنسي هنري ديلوني صاحب فكرة إقامة بطولة اليورو
هنري ديلوني، اسمٌ فرنسيٌّ شهيرٌ شغل مناصب رياضيّةً عديدةً خلال النصف الأوّل من القرن الماضي، منها الأمين العام للاتّحاد الأوروبيّ لكرة القدم، ورئيس الاتّحاد الفرنسي، ويُعرف بأنّه صاحب فكرة إنشاء بطولة أمم أوروبّا، وقد كان قبل شغله تلك المناصب حكَمًا بكرة القدم، ولكنّ حادثةً طريفةً كانت وراء اعتزاله مهنة التحكيم وتوجهه للعمل الإداري، حيث كان يقود إحدى مباريات البطولة الفرنسيّة مطلع القرن الماضي، بين فريقي غارين دوف وبينيفويلانس، حين تعرّض لتسديدةٍ قويّةٍ من أحد اللاعبين، أصابت وجهه مباشرةً، وأدت لابتلاعه الصافرة التي كانت في فمه، إضافةً إلى فقدانه اثنين من أسنانه!
الجدير ذكره أنّ ديلوني توفّي عام 1955، أي قبل خمس سنواتٍ من انطلاق أوّل نسخةٍ من بطولة اليورو، التي كان أوّل من اقترح فكرة إقامتها.
6- الحارس المخادع
هل تعلم سبب حرمان تشيلي من خوض تصفيات كأس العالم لعام 1994؟
إنّها حادثةٌ نادرةٌ جرت خلال آخر مباريات المنتخب اللاتينيّ في التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم عام 1990، والتي جمعته بالمنتخب البرازيلي في استاد ماراكانا الشهير، حيث كانت النتيجة تشير إلى تقدّم منتخب السيليساو بهدفٍ وحيدٍ عند الدقيقة 67، عندما سقط حارس مرمى منتخب تشيلي روبيرتو روخاس أرضًا والدماء تسيل من وجهه!
حارس منتخب تشيلي تسبّب بحرمان بلاده من خوض تصفيات كأس العالم عام 1994
هرع الحكم إلى الحارس المصاب، ليجد بالقرب منه مقذوفًا من الألعاب الناريّة، فظنّ الجميع أنّه السبب في إصابة اللاعب الدامية، ليقرّر لاعبو المنتخب التشيلي الانسحاب من المباراة، ويعتقد الجميع بأنّ عقوبة خسارة المباراة والخروج من التصفيات قادمةٌ لا محالة لأبناء السامبا، ولكنّ التحقيقات وصور الفيديو أثبتت شيئًا آخر! حيث تبيّن أن الحارس التشيلي المخادع كان يحمل شفرةً حادّةً بين قفّازيه، فاستغلّ إلقاء الألعاب الناريّة قربه من قبل الجماهير البرازيليّة وقام بجرح نفسه، في تمثيليّةٍ انطلت على جميع من في الملعب، ولكنّها لم تنطلِ على الاتّحاد الدّولي لكرة القدم، الذي عاقبه بالإيقاف مدى الحياة!
5- لعنة جوتمان!
“بنفيكا لن يفوز بلقبٍ أوروبيٍّ ولو بعد 100 عام”
عبارةٌ خرجت من فم المدرّب المجري بيلا جوتمان عام 1962، إثر رفض إدارة النادي البرتغالي زيادة أجره، وطرده من الفريق رغم قيادته لتحقيق إنجازٍ فريد، تمثّل بإحراز لقب بطولة أوروبّا للأندية الأبطال مرّتين متتاليتين.
لم يلقِ أحدٌ من إداريي النادي أو مشجّعيه بالًا لتلك العبارة في ذلك الوقت، خاصّةً وأنّ نادي العاصمة البرتغاليّة كان أحد أقوى أندية أوروبّا حينها، ولكنّ ما حدث في السنوات القليلة التالية جعل الشكّ يتسرّب إلى قلوبهم، إذ خسر بنفيكا 3 نهائيّاتٍ في غضون 5 أعوامٍ في المسابقة ذاتها!
نادي بنفيكا فشل بإحراز أيّ لقبٍ أوروبيٍّ بعد طرد مدرّبه بيلا جوتمان عام 1962
وعام 1981 توفّي جوتمان، وظنّ المشجّعون أن اللعنة انتهت بوفاته، ولكنّ خسارة 5 نهائيّاتٍ أوروبيّةٍ أخرى، آخرها عامي 2013 و2014 في مسابقة الدّوري الأوروبيّ، جعلت معظم مشجّعي النادي البرتغالي مؤمنين أنّ لعنة جوتمان غير قابلة للكسر، حتّى ولو شيّدوا تمثالًا له داخل منشأة النادي!
4- المزحة التي قتلت صاحبها
جماهير نادي لاتسيو تحيي ذكرى رحيل نجمها ري شيكوني
تندرج هذه الحكاية في الحقيقة تحت بند التراجيديا، رغم أنّ بدايتها وأحداثها حملت نوعًا من الكوميديا، حيث عُرف نجم فريق لاتسيو الإيطالي في السبعينيّات لوشيانو ري شيكوني، بخفّة دمّه وعشقه للهزل والمزاح، إلى درجةٍ جعلته لا يتورّع عن إيقاع المقالب والحيل بجميع من حوله، وصادف يومًا أنه أراد شراء بعض المجوهرات والحليّ لزوجته من أحد المتاجر الشهيرة، فقرّر أن يقوم مع بعض أصدقائه بإحدى حيله المعروفة، فتنكّر بزيّ رجل عصاباتٍ وقام بتغطية وجهه، ودخل إلى المتجر وهو يضع يده داخل معطفه، ليوحي للجميع بأنّه يقوم بعمليّة سطوٍ مسلّح، فما كان من صاحب المحل إلّا أن أخرج مسدّسًا وعاجله بطلقةٍ قاتلة، فسقط اللاعب أرضًا وهو يقول: “إنّها مجرّد مزحة!”
اللاعب الإيطالي لوشيانو ري شيكوني فقد حياته بسبب مزحة!
جرت تلك الحادثة يوم 18 من يناير من عام 1977، وهو التاريخ الذي تحفظه جميع جماهير نادي نسور العاصمة الإيطاليّة، وتحيي ذكراه سنويًّا حدادًا على رحيل لاعبها المحبوب، الذي دفع حياته ثمنًا لمزحة.
3- حكاية أكبر فوزٍ في التاريخ!
القصّة تعود إلى شهر أكتوبر من عام 2002، وقد حصلت في دوري مدغشقر خلال مباراة فريقي أديما وأولمبيك ليميرين، إذ ادّعى لاعبو ليميرين بأنّهم تعرّضوا لظلمٍ تحكيميٍّ أدّى لهزيمتهم في المباراة السابقة، ليدخلوا مباراتهم مع أديما وقد بيّتوا نيّةً خبيثة، حيث تسابقوا على تسجيل الأهداف في مرمى فريقهم طيلة 90 دقيقة! لتنتهي المباراة بهزيمتهم بنتيجة 149 هدفًا مقابل لا شيء!
فوز فريق أديما على ليميرين في دوري مدغشقر بنتيجة 149-0 يعتبر الأكبر في تاريخ كرة القدم
ورغم اعتراف لاعبي الفريق الخاسر ومدرّبه بالمهزلة، وإيقاع عقوبة الإيقاف عليهم لمددٍ وصلت إلى ثلاث سنوات، إلّا أنّ سجلّات الفيفا وموسوعة غينيس مازالت تحتفظ بنتيجة تلك المباراة، باعتبارها الأعلى في تاريخ كرة القدم!
2- اختفاء كأس العالم!
صورةٌ للكلب “بيكلز” في المكان الذي عثر فيه على كأس العالم
حدثٌ غريبٌ جرى قبل أربعة أشهرٍ من انطلاق بطولة كأس العالم التي استضافتها إنجلترا عام 1966، حيث أقيم معرضٌ خاصٌّ بالطوابع في إحدى صالات العاصمة لندن، عُرض بداخله كأس العالم الذي كان يُدعى بكأس “جول ريميه”، كنوعٍ من الدعاية للبطولة التي تستضيفها المملكة المتّحدة للمرّة الأولى، ولكنّ الكأس الثمين التي يبلغ وزنه حوالي أربعة كيلوغراماتٍ من الذهب الخالص، اختفى تمامًا من مكانه صباح اليوم التالي! ليقع منظّمو البطولة والسلطات البريطانيّة ككلٍ في حرجٍ شديد، وخاصّةً بعد تلقّي رئيس الاتّحاد الإنجليزي في اليوم التالي، مكالمةً هاتفيّةً من إحدى العصابات التي ادّعت قيامها بسرقة الكأس.
كأس العالم تعرّض للسرقة في إنجلترا عام 1966
لم يطل ذلك الموقف المحرج أكثر من أسبوع، حيث قادت التحقيقات الشرطة إلى معرفة مكان الكأس، الذي كان ملفوفًا بجريدةٍ ومخبّأً أسفل سياج أحد الحدائق جنوب العاصمة لندن، حيث عثر عليه أحد كلاب الشرطة المدرَّبة، ويُدعى “Pickles”، الذي أصبح فيما بعد نجمًا لاحتفالات إنجلترا بإحرازها لقب كأس العالم للمرّة الأولى في تاريخها، بعد حدثٍ كاد يُهدّد إقامة البطولة من أساسها.
1- نطحة زيدان
وتبقى الحادثة الأشهر في تاريخ كرة القدم، والتي جمعت بين الغرابة والطرافة في آنٍ معًا، واقعة النطحة الشهيرة التي كان بطلها النجم الفرنسيّ زين الدّين زيدان، خلال مباراة نهائيّ كأس العالم التي استضافتها العاصمة الألمانيّة برلين صيف عام 2006، وجمعت بين منتخبي فرنسا وإيطاليا، حيث كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 عند الدقيقة 109، عندما التفت قائد الديوك فجأة، ووجّه ضربةً قويّةً بالرأس نحو صدر المدافع الإيطاليّ ماركو ماتيرازي، طرحته أرضًا، في مشهدٍ غريبٍ أثار ذهول جميع من كان في الملعب!
النجم الفرنسي زين الدّين زيدان اعتزل لعب كرة القدم إثر خسارة منتخبه نهائي كأس العالم عام 2006
الجميع يعرف بقيّة الحكاية، حيث تلقّى النجم الفرنسي البطاقة الحمراء، وتابع منتخبه المباراة بعشرة لاعبين، وخسر اللقب لصالح منتخب الآزوري بعد ركلات الترجيح، ليعلن زيدان اعتزاله لعب كرة القدم إثرها، دون أن يبدي أيّ أسفٍ أو ندمٍ على ما فعله، بعدما تبيّن أنّ المدافع الإيطالي قام باستفزازه وشتيمته والإساءة إلى أخته وعائلته!