أنا ابنة، أنا أخت، أنا صديقة، لقد أحببت وأُحبت، أنا طالبة، وأنا أيضا فنزويلية، ومن بين كل تلك الأشياء التي أكونها، هذه الأخيرة هي الأقل أهمية بالنسبة لي.
لماذا؟
لأن عمري 22 عاما لم أر فيها سوى إدارة واحدة لبلادي، رأيت رئيسين غيب أحدهما الموت فأصبح الثاني رئيسا، هل هذه هي الديمقراطية؟ أنا أعيش في واحدة من أغنى بلاد العالم، فنزويلا، لكن بشكل ما ليست قادرة على إنتاج طعامها، إننا نقف بالساعات في طوابير طويلة للحصول على كيلوغرام واحد من الدقيق، ليس لدينا العديد من الأشياء الأساسية التي يستخدمها البشر عبر العالم.
هل هذه حكومة ديمقراطية ناجحة؟ أنا أعيش في بلد يهينني فيها الرئيس لأني لا أتبع انتماءه الفكري والسياسي، أعيش في بلد أخشى فيها على حياتي كل يوم، هناك أكثر من 200 ألف قُتلوا خلال 14 عاما السابقة.
15 عاما من المعاناة، لكن هذه الحكومة بالتأكيد حكومة ديمقراطية!! نحن دولة نفطية لكننا دولة فقيرة، نعاني من التضخم بأكثر من 56٪، هذا المعدل المرتفع هو في جزء منه بسبب القيود الشديدة على العملة، ما أدى لنقص الواردات وتفاقم أزمات كل شيء بداية من ورق الصحف إلى قطع غيار السيارات مرورا بالنبيذ الاحتفالي في الكنيسة!
إن الرواتب في فنزويلا تجعل 30 يوما مدة طويلة للغاية، فلا تكفي الرواتب الاحتياجات الشهرية أو ضروريات العيش.
لقد تعرض أفراد أسرتي للخطف، ولي أصدقاء تمت سرقتهم مرات عديدة حتى توقفنا عن العد. كما أقول، أنا طالبة، وشابه، وعندما أفكر في مستقبلي أشعر بالخوف الشديد، وأتساءل عما إذا كان هناك حل ما خلاف مغادرة بلادي!
في 12 فبراير، قرر الطلاب التظاهر في جميع أنحاء البلاد في احتجاج سلمي يضمنه لنا الدستور قبل كل شيء. لقد بدأت سلمية لكنها انتهت عندما قتلت الشرطة ثلاثة أشخاص، وسجنت العديدين، فيما فُقد كثيرون آخرون. لقد تركتنا الشرطة بعد أن هاجمتنا في رعب شديد، كنا خائفين بالفعل، لكن ليس من الرصاص أو من الغاز المسيل للدموع، بل من المستقبل الذي ينتظرنا في بلادنا. خلال الأيام الماضية، صارت الشوارع بيوتنا، والشخص المجاور لك صار هو عائلتك، كلنا كنا نحمي بعضنا البعض.
كنت أحاول أن أنسى فكرة أن ثلاثة طلاب في مثل عمري لقوا حتفهم بسبب تعبيرهم عن رأيهم، كنت أحاول أن أفهم كيف وصلنا إلى هنا، إلى حيث يقتل الفنزويليون الفنزويليين! ليس لدي إجابة ولا أفهم، ولا أظن أنني سوف أفهم أبدا!
عندما بدأت الاشتباكات، راقبت الحكومة كل وسائل الاتصال وتركت البلاد في حالة من التعتيم الإعلامي، كانت الطريقة الوحيدة لنا لنبلغ العالم عما يحدث في بلادنا هي وسائط الإعلام الاجتماعي والإنترنت، لكن العديد من الصور تم حجبها وهو ما أكده موقع تويتر لاحقا.
لقد سمعت طويلا على مدار السنين التي عشتها في فنزويلا كلمات محرر فنزويلا سيمون بوليفار، إنهم يؤلهونه! وهذا لم يكن شيئا سارا بالنسبة لي، لكن سيمون بوليفار قال “ملعون ذلك الجندي الذي يستخدم سلاحه ضد شعبه”. إن الحكومة التي تطلق النار على شبابها من غير أن تهتز يداها، تقتل مستقبلها بيديها!
إن فنزويلا بلد جميل، وشعبها جميل، وهناك مساحة لنا جميعا لنعيش فيها!
نحن شعب طيب للغاية، ودود للغاية، وصخب للغاية! لكن للأسف هذه هي أقدم قصص الديكتاتوريات في العالم. لقد شاهدنا في الفترة الأخيرة بلدانا تقاتل فيها الحكومات ضد الشعب، لقد وقفنا معهم بالقلب والروح، والآن نحن نتوقع مساعدتكم، انشروا الأخبار، وإذا سألك شخص ما عن الذي يحدث في فنزويلا، أخبره أننا لن نعيش في الديكتاتورية! فنزويلا ليست كوبا. إن شعب فنزويلا الشجاع قد قام، سنقاتل، ولن نعود إلى بيوتنا، نحن الجيل القادم، ولن نهدأ حتى نحقق ما نريد!