سبعة وثلاثون يومًا مضت على اشتعال الأزمة الخليجية القطرية في أعقاب القرار الذي اتخذته ( السعودية – مصر – الإمارات – البحرين) بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وغلق كافة المعابر والمنافذ بينهما، ردًا على ما وصفوه بـ “تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب”.
وبعد 6 أيام على رفض الدوحة للمطالب الـ 13 التي قدمتها الدول المقاطعة كشرط لرفع الحصار عن قطر، أعقبه اجتماع رباعي عقد في القاهرة لبحث سبل التصعيد أسفر عن بيان وصف بـ “السلبي” دون أي قرارات على أرض الواقع رغم التصعيد الإعلامي الذي سبق هذا الاجتماع من قبل الأذرع الإعلامية التابعة لعواصم تلك الدول، جاءت جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، للمنطقة لتفعيل جهود الوساطة لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية ومحاولة تخفيف حدة التوتر وتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع.
العديد من الآمال التي عقدها ممثلو دول الحصار على تيلرسون في أن يتبنى موقفهم حيال الأزمة والذي يتماشى مع توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب تغريداته ما بين الحين والآخر، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، إذ فوجئ الجميع بتفاهم واضح في الرؤى بين الدوحة وواشنطن أسفر عن توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لمكافحة تمويل الإرهاب، وذلك قبيل ساعات من لقاء وزير الخارجية الأمريكي بنظرائه من الدول الأربع في جدة والمقرر له اليوم حسبما أشارت بعض المصادر.
لما تقلقهم الزيارة؟
رغم عدم تحيز تيلرسون لأي من طرفي الأزمة، والتزامه الحياد بصورة كبيرة، إلا أن عدد من التصريحات التي خرجت عن كبير مساعديه، آر سي هاموند، كشفت النقاب عن بعض نواياه خلال هذه الزيارة وهو ما لم يلقي قبولا من قبل دول الحصار.
هاموند في تصريحاته قال إن المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها دول الحصار لقطر “لم تكن قابلة للتطبيق”، على الأقل كـ “حزمة واحدة”، مضيفًا أن “الأمر انتهى، لم تستحق (المطالب) التعريج عليها مجدداً كحزمة، ولكن بشكل فردي هناك ما يمكن العمل عليه”.
أثارت تلك التصريحات قلق الدول الأربعة وهو ما دفعهم بحسب البعض إلى محاولة إجهاض زيارته مبكرًا من خلال إحراجه عبر إلقاء بعض العثرات التي تحول بينه وبين نجاح مهمته كوسيط لحل الأزمة دبلوماسيًا، ومن ثم كان التسريب الذي بثته قناة “CNN” بشأن بنود اتفاق الرياض الموقع في 2013-2014، ورغم عدم الإفصاح عن الجهة التي تقف خلف هذا التسريب، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى السعودية والإمارات خاصة وأنه يأتي بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى الكويت في مستهل جولته.
وبعد ساعات من بث بنود الاتفاق، قالت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في بيان مشترك “إن المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها لقطر كانت للوفاء بتعهدات سابقة وإنها تتسق مع مضمون اتفاق أبرمته مع الدول الخليجية في عام 2013، مضيفة أن الوثائق التي نشرتها قناة “CNN“وشملت اتفاق الرياض المبرم عام 2013 وآليته التنفيذية واتفاق الرياض التكميلي لعام 2014 “تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها، وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به”.
إلقاء الاتفاق وبنوده المسربة في وجه تيلرسون بعد ساعات من وصوله الكويت ولقاءه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وقبيل لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ووزير خارجيته، ربما يدفع وزير الخارجية الأمريكي إلى إعادة حساباته مرة أخرى فيما يتعلق بمواقفه حيال تلك الأزمة، وهو ما سيتضح خلال محطته الثانية في الدوحة، هذا ما كان يأمله فريق الحصار.. فماذا حدث؟
الخارجية الأميركية تأمل بكل تأكيد أن تساعد مذكرة التفاهم التي وقعت في الدوحة، على إنهاء الحصار المفروض على دولة قطر بقيادة المملكة العربية السعودية
وزير الخارجية القطري ونظيره الأمريكي
مذكرة تفاهم بين الدوحة وواشنطن
بينما ينتظر ممثلو دول الحصار الأربعة ما ستفضي إليه نتائج تسريب اتفاق الرياض وتأثيرها على لقاء تيلرسون مع مسئولي قطر، إذ به يفاجئ الجميع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بالإعلان عن توقيع “مذكرة تفاهم ثنائية تتعلق بجهود مكافحة الإرهاب” بين قطر والولايات المتحدة.
الوزير في تصريحاته أكد أن ” قطر أوّل من استجاب لجهود مكافحة الإرهاب وتمويله”، مضيفًا أنه “حلّ بالدوحة حاملاً معه الروح نفسها التي عبّر عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مشاركته بمؤتمر الرياض، وهي العمل على محاربة الإرهاب”.
وعن مذكرة التفاهم الموقعة بين بلاده وقطر أوضح تيلرسون أنها نتاج أسابيع من الدراسات واللقاءات والنقاشات بين الجانبين، مضيفاً: “اليوم سنعمل المزيد في التعاون لمحاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ليكون العالم والمنطقة آمنين، نقدّر أن قطر هي أول من استجاب لمحاربة الإرهاب وتمويله”، فضلا عن إشادته بقيادة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكداً أنه “أول من تجاوب مع مخرجات قمة الرياض”.
وزير الخارجية القطري أشار إلى أن المذكرة عبارة عن “اتفاق ثنائي بين أميركا وقطر وكان محل نقاش منذ مدة طويلة وليس فيه أي شيء له صلة بالأزمة الحالية والحصار المفروض على قطر، ونحن التزمنا بالكامل بما تم الاتفاق عليه في قمة الرياض”، داعيًا دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) للانضمام إلى الاتفاقية الثنائية في المستقبل.
قلق الدول الأربعة من تصريحات كبير مساعدي تيلرسون دفعهم بحسب البعض إلى محاولة إجهاض زيارته مبكرًا ، ومن ثم كان التسريب الذي بثته قناة “CNN” بشأن بنود اتفاق الرياض
أما عن جهود الوساطة التي يقوم بها الوزير الأمريكي، فعلق عليها بقوله إن “هناك تبادلات ثلاثية بيننا وبين الوسيط الكويتي ودوري هنا أن أدعم جهود الوساطة الكويتية ونفعل ما يمكن لنساعد الطرفين كي يفهما ما هي دواعي القلق، وكان هناك نقاش شامل اليوم وسننتقل إلى جدة غداً للقاء الأطراف الأخرى والبحث عن الخيارات المتاحة ولا أريد أن أعلق على توقعات في هذا الوقت”، معلقًا على الرد القطري بشأن المطالب الـ 13 بـ “”أعتقد أن قطر كانت واضحة في مواقفها وأعتقد أنها (المواقف) كانت منطقية جداً”.
وأختتم تيلرسون حديثه في المؤتمر الصحفي بأن “مذكرة التفاهم لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب التي وقعت في الدوحة بين الولايات المتحدة ودولة قطر تبعث النشاط في روح قمة الرياض”، ما دفع البعض إلى القول بأن قطر بتوقيعها على تلك المذكرة ألقت الكرة في ملعب دول الحصار ، وهو ما أكدت عليه المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، حين أشارت إلى أن ” الخارجية الأميركية تأمل بكل تأكيد أن تساعد مذكرة التفاهم التي وقعت في الدوحة، على إنهاء الحصار المفروض على دولة قطر بقيادة المملكة العربية السعودية”.
مذكرة التفاهم التي وقعها وزيري خارجية قطر وأمريكا، تعيد الأزمة القطرية إلى المربع صفر
استجابة للضغوط والعودة للمربع صفر
في أول رد فعل على مذكرة التفاهم الموقعة، أصدرت دول الحصار بيانًا مشتركا ثمنت من خلاله جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، مضيفة “أن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات القطرية هي نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب مع التشديد أن هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه”.
دول الحصار في بيانها المشترك بررت مجددًا الإجراءات التي اتخذتها ضد الدوحة بأنها “كانت لاستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية في دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي نشاطات يجب أن تتوقف بشكل كامل ونهائي تنفيذاً للمطالب العادلة المشروعة” حسب نص البيان المنشور على وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس“.
البعض وصف بيان دول الحصار حيال مذكرة التفاهم القطرية الأمريكية بأنه “ذكي” حسبما جاء على لسان السفير محمد العرابى عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المصري، والذي أشار في تصريحاته إلى أن البيان تعامل مع الموقف الأمريكي القطري بحنكة وتوازن، مشيرا إلى أن “قطر تحاول من خلال الاتفاقية الالتفاف حول موقف الدول الأربع من الأزمة”.
دبلوماسية عضو مجلس النواب المصري لم تصمد كثيرًا أمام استثارة هذه المذكرة لحفيظة الكثير من المقربين من دوائر صنع القرار في عواصم دول الحصار لاسيما القاهرة، وهو ما تجسد بصورة كبيرة في تصريحات كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ( الهيئة الحكومية المسئولة عن كل ما يتعلق بالصحافة في مصر) والتي أشار من خلالها إلى أن “مذكرة التفاهم التي وقعها وزيري خارجية قطر وأمريكا، تعيد الأزمة القطرية إلى المربع صفر”
جبر خلال لقاء تلفزيوني له أوضح أن توقيع هذه المذكرة “يفتح بوابة كبيرة للدوحة يمكن أن تفلت من العقوبات الموقعة عليها من الدول الأربع”، موضحًا أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، حول الأزمة “غير مطمئنة وغير مبشرة، وتشير إلى دعم كامل وبلا مواربة لقطر”، معربًا عما أسماه “مخالفة تصريحات ترامب للواقع” في إشارة منه إلى التناقض بين تصريحاته السابقة المعادية لقطر وبين ما يحدث على أرض الواقع من دعم أمريكي للدوحة في أزمتها الأخيرة، على حد قوله.
قطر تطالب دول الحصار بتوقيع اتفاقيات مماثلة استجابة لدعوة ترامب في القمة الأمريكية الإسلامية بالرياض
الكرة في ملعب دول الحصار
بتوقيعها مذكرة التفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، نجحت الدوحة في إسقاط حزمة الاتهامات الموجهة لها بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، إذ أنها وبصورة رسمية أبدت حسن نواياها في المضي قدما نحو تفعيل سبل التعاون مع واشنطن لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، ما يعني إسقاط إدعاءات مواصلتها لتأييد ودعم وتمويل مثل هذه الحركات هنا وهناك.
وفي المقابل باتت الكرة الآن في ملعب دول الحصار، إذ أنها باتت هي المطالبة اليوم بتوقيع اتفاق مماثل لوضع الإجراءات المتفق عليها في قمة الرياض – التي تتشبث بها السعودية – موضع التنفيذ، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري الذي دعا في المؤتمر الصحفي المنعقد مع نظيره الأمريكي دول الحصار إلى التوقيع على مثل هذه المذكرة مستقبلا.
وفي تلك الأجواء، يأتي اجتماع وزراء خارجية دول الحصار الأربع مع وزير الخارجية الأمريكي في جدة اليوم للتشاور في مستجدات الأزمة في ضوء نتائج لقاءات تيلرسون في الكويت والدوحة، على ضوء المواقف الأمريكية الأخيرة التي جسدتها تصريحات كبير مساعدي الوزير الأمريكي من تركيا بشأن “وفاة ” المطالب الـ 13 المقدمة للدوحة، وأنها باتت لاغية كحزمة واحدة على الأقل، فهل يسفر اجتماع اليوم عن جديد في جهود حلحلة الأزمة؟
الضغوط الممارسة على تيلرسون داخل البيت الأبيض سواء من ترامب أو صهره، جاريد كوشنر، تجعل من مهمته مسألة حيوية بالنسبة له، إذ أن نجاحه فيها ربما يكون أحد أسباب تقوية وتثبيت أركانه
اجتماع دول الحصار بالقاهرة والذي وصفت نتائجه بـ “السلبية”
هل ينجح تيلرسون في مهمته؟
لا شك أن المهمة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكية بشأن الوساطة لحل الأزمة الخليجية ليست بالسهلة، فالرجل الذي آثر الإقامة في الكويت إيذانا بحياديته والوقوف على مسافة واحدة من طرفي الصراع، يواجه بحزمة من العراقيل التي تسعى إلى إجهاض جهوده سواء من الداخل الأمريكي أو الخارج الخليجي والشرق أوسطي.
تيلرسون الذي ذهب لمعالجة تلك الأزمة الحساسة يعاني من تباين في موقف بلاده حيالها، حيث يتبنى هو وبعض مسئولي الإدارة الأمريكية على رأسهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، الموقف الداعم للحل الدبلوماسي والحوار كطريق لحلحلة الأزمة، في مقابل الموقف المناهض لهم والداعم لمزيد من التصعيد ضد الدوحة والذي يتبناه البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب.
وفي المقابل فإن تشبث دول الحصار بمطالبها التصعيدية ضد قطر، والتي أعلن تيلرسون أنها “غير منطقية”، تمثل هي الأخرى ورقة ضغط ضده قد تعرقل جهوده، فالموقف السلبي لتلك الدول ضد مساعي وزير الخارجية الأمريكي والذي تجسد في تسريب بنود اتفاق الرياض وما يتضمنه من دلالات رمزية، يصعب من دوره في إقناعهم بما خلص إليه من نتائج بشأن دبلوماسية سبل حل الأزمة.
بتوقيعها مذكرة التفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، نجحت الدوحة في إسقاط حزمة الاتهامات الموجهة لها بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية
الضغوط الممارسة على تيلرسون داخل البيت الأبيض سواء من ترامب أو صهره، جاريد كوشنر، تجعل من مهمته مسألة حيوية بالنسبة له، إذ أن نجاحه فيها ربما يكون أحد أسباب تقوية وترسيخ مكانته وتثبيت أركانه بعد الهزة التي تعرض لها مؤخرًا إثر سحب بعض صلاحياته وتقويض دوره عقب تقليم أظافر رجاله داخل وزارة الخارجية.
إلا أنه وفي المقابل فإن الأجواء التي يتحرك فيها وزير الخارجية الأمريكي تحمل بعض الايجابيات التي قد تلقي بظلالها على جهوده بصفة عامة، حيث التحركات الدولية على رأسها التركية والبريطانية الداعمة لتوجهاته في ضرورة حل الأزمة بالحوار، إضافة إلى بعض الأصوات العاقلة داخل واشنطن التي ترجح الدبلوماسية كحل للازمة، فضلا عما يثار بشأن زيارة الرئيس التركي للمنطقة بعد أيام والتي من شأنها تعزيز جهود تيلرسون بصورة كبيرة.
جولة تيلرسون الخليجية فرصته لإستعادة نفوذه داخل البيت الأبيض
هنا يبقى السؤال: هل يتخلى ترامب عن موقفه المناهض لقطر ويدعم وزير خارجيته في مهمته الخليجية؟ إلا أن الإجابة عن هذا السؤال يجب ألا تخرج عن إطار سياسة تقسيم الأدوار بين مسئولي البيت الأبيض بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب من خلال توزيع المواقف والتوجهات على طرفي الأزمة، فهذا يدعم الفريق السعودي وذاك القطري وهكذا، والتي تطرق إليها “نون بوست” في تقرير سابق له.
إلا أن الأزمة التي يواجهها ترامب حاليًا بسبب التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة عقب الكشف عن فضيحة أخرى تتعلق بلقاء جمع بين نجله دونالد جونيور ومحامية روسية مقربة من دوائر صنع القرار في موسكو في يونيو 2016، ربما تدفعه إلى البحث عن انتصار ولو مؤقت يلفت الأنظار رويدًا عن أزمته الداخلية..
الأجواء التي يتحرك فيها وزير الخارجية الأمريكي تحمل بعض الايجابيات التي قد تلقي بظلالها على جهوده بصفة عامة
وهنا.. هل من الممكن أن يدعم ترامب جهود وزير خارجيته في الوساطة لحل الأزمة الخليجية بحيث ينهيها بصورة كاملة ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه، ومن ثم يخطف الأضواء ويعيد نفسه من جديد إلى الساحة كراع للدبلوماسية والمنقذ من نشوب صراع جديد قد يهدد الشرق الأوسط، ما يبعد التركيز عن موضوع التدخل الروسي في الانتخابات قليلا لحين إعطاءه مهلة من الوقت للبحث عن سبل للخروج من الأزمة بصورة نهائية؟ تساؤل يظل حبيس الأدراج لحين انتهاء جولة تيلرسون وما يتمخض عنها من نتائج.