جزيرة الجفتون، لوحة فنية طبيعية تخطف الأنظار بجمالها الفريد من نوعه ومائها الصافية، فهي أول محمية طبيعية في البحر الأحمر، تتميز بموقعها القريب من مدينة الغردقة المصرية ورمالها الناعمة وما يحيط بها من مواقع غوص.
ونتيجة لعمليات التصدع التي حصلت في منطقة البحر الأحمر، أدت إلى انفصال في جزيرة الجفتون وانقسامها إلى جزيرة الجفتون الكبرى وتتميز أنها أكبر الجزر الواقعة ضمن جزيرة الجفتون، حيث تقدر المساحة الكلية لها بنحو 18 كيلومترًا مربعًا، بالإضافة إلى امتدادها على شكل طولي لمسافة تقدر بنحو 11 كيلومترًا من ساحل الغردقة، ويصل طول السواحل الخاصة بها نحو 34 كيلومترًا، أي بمعدل 1.9 لكل كيلومتر مربع.
وجزيرة الجفتون الصغيرة، وتقدر المساحة الكلية لهذه الجزيرة بنحو 3 كيلومترات، وتتميز بموقعها في الجهة الجنوبية الشرقية لجزيرة جفتون الكبيرة، بالإضافة إلى طول سواحلها التي تقدر بـ8 كيلومترات، ويزداد اتساعها في الجهة الجنوبية بشكل أكبر مقارنة مع الجهة الشمالية.
وتضم الجفتون 14 موقعًا من أجمل مواقع الغوص بالغردقة إضافة إلى تعدد مواردها الطبيعية بداية من الرمال الناعمة والشواطئ الجميلة، ونظرًا لأهميتها السياحية الكبيرة فإنها تشكل إحدى دعائم اقتصاد البحر الأحمر والاقتصاد القومي لما تتمتع به من قيم اقتصادية عالية تدر بدورها تدفقات نقدية كبيرة.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن الجفتون الكبرى تحظى بأهمية اقتصادية وسياحية كبيرة، حيث يتزايد اهتمام السائحين في العالم كله بزيادة الأماكن الأقل تنمية والأكثر عذرية، حيث يفضلون الاستمتاع بها وبمواردها ومناظرها الطبيعية بحالتها الأولية.
وبالتالي زادت المساحة المعلنة كمحميات طبيعية إلى أكثر من 40 ألف كيلومتر مربع بمحافظة البحر الأحمر بجانب إعلان 22 جزيرة محمية من إجمالي 40 جزيرة، كما حدد القانون عددًا من المحظورات التي لا يجب ممارستها داخل نطاق هذه الجزر، فيحظر صيد أو نقل أو قتل أو إزعاج الكائنات البحرية والبرية أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها.
جزيرة الجفتون تشكل إحدى دعائم اقتصاد البحر الأحمر والاقتصاد القومي لما تتمتع به من قيم اقتصادية عالية تدر بدورها تدفقات نقدية كبيرة
ويعتمد عدد كبير من المشتغلين بالقطاع السياحي على جزيرة الجفتون كمصدر رزق أساسي، حيث يزور الجزيرة نحو 40-60 عائمة يوميًا، وتستقبل 188 ألف زائر سنويًا يمثلون 32% من ممارسي الأنشطة البحرية في مدينة الغردقة، وتجتذب نحو 12% من إجمالي زائري البحر الأحمر.
كما تدر الجفتون وأخواتها من جزر البحر الأحمر إيرادات مرتفعة، مثلما حققت العديد من الدول التي تمتلك محميات طبيعية تشبه محميات مصر، وذلك من خلال إيرادات رسوم الدخول، فنجد أن أستراليا حققت إيرادات مقدارها 2.5 مليار دولار أسترالي، وكندا حققت 6.5 مليار دولار إضافة إلى 125 ألف فرصة عمل، وإيطاليا مليار يورو بجانب توفير 80 ألف فرصة عمل.
وتحتوي الجزيرة على أكبر عدد وأهم مواقع الغوص بمنطقة الغردقة، وكذلك هناك العديد من الأماكن المميزة للصيد، كما أنها من أهم الأماكن التي تتميز بكساء وتنوع مرتفع للشعاب المرجانية والذي يتراوح بين 60 – 90% في الأماكن المميزة.
وعن الحيوانات البحرية والطيور التي تقطنها، هناك أعداد كبيرة من الطيور والذي يعتبر بعضها مهددًا بالانقراض مثل العقاب النسارية والنورس ذات العيون البيضاء، والتي تقوم بالتعشيش عليها، مؤكدًا أنها تحتوى في المنطقة الشمالية والشرقية لها على أماكن التعشيش السلاحف وعلى الأخص السلحفاة صقرية المنقار.
أما عن الجزء الجنوبي لجزيرة الجفتون الصغير فهو عبارة عن هضبة من الصخور المرجانية يتراوح منسوبها من 3-6 م ويحيط بسواحل الجزيرة الشعاب المرجانية الساحلية، وتمتد إلى الغرب حتى جزيرة أبو منقار وإلى الجنوب حتى جزيرة جفتون الصغيرة، والمياه فيما بين الجزر والساحل المقابل مياه ضحلة لا يزيد عمقها على 20 مترًا تحت مستوى سطح البحر، بينما يتعمق القاع إلى الشرق منها فيتراوح العمق بين 300-500 م تحت مستوى سطح البحر.
تحتوي الجزيرة على أكبر عدد وأهم مواقع الغوص في منطقة الغردقة، وكذلك هناك العديد من الأماكن المميزة للصيد،كما أنها من أهم الأماكن التي تتميز بكساء وتنوع مرتفع للشعاب المرجانية
أما الجزء الجنوبي لجزيرة الجفتون الكبير، فصخورها تتكون من الصخور الرسوبية، حيث يصل سمك الرواسب بها إلى 120 مترًا، والتي تتكون معظمها من صخور الحجر الجيري الرملي والشعب المرجانية
وعند الحديث على مناخ الجزيرة نجد أنه مناخ شبه استوائي صحراوي، حيث إن أجواءه السائدة في فصل الشتاء تتميز بأنها خفيفة، ودافئة وحارة في فصل الصيف، حيث يكون الجو دافئًا ومعتدلًا في كل من شهر فبراير وديسمبر، وأجواء دافئة في شهر نوفمبر ومارس وأبريل، أما في شهر مايو وأكتوبر فالأجواء تكون حارة، وفي الفترة التي تتراوح بين شهر يونيو وسبتمبر تكون الأجواء فيها حارة جدًا.