يجزم أحمد دهشان – باحث مصري في العلاقات الدولية – أن ما يحدث في السودان حاليًّا “جريمة إبادة جماعية، ومحاولة اقتلاع شعب بأكمله من أرضه، ليحل محلهم عنصر محلي واحد، مستعين بعناصر خارجية، وفق مشروع قديم متجدد، لحكم البلاد وامتلاك أراضيها، ومنازل السكان الأصليين بعد قتلهم أو تهجيرهم”.
أذكركم جميعًا، مرة أخرى، بأن #السودان، يحدث فيه الآن جريمة إبادة جماعية، ومحاولة اقتلاع شعب بأكمله من أرضه، ليحل محلهم عنصر محلي واحد، مستعين بعناصر خارجية، وفق مشروع قديم متجدد، لحكم البلاد وامتلاك أراضيها، ومنازل السكان الأصليين بعد قتلهم أو تهجيرهم!
— Ahmed Dahshan (@ahmdahshan) December 25, 2023
المنشور أعلاه شاركه دهشان على منصة التواصل الاجتماعي “X”، ووجد تفاعلًا كبيرًا من السودانيين، كلهم تقريبًا اتفقوا مع الباحث في أنه قدّم وصفًا دقيقًا لما ترتكبه قوات الدعم السريع من فظائع في كل مكان تغزوه في ظل عجز الجيش عن التصدي لها.
وتسبب اجتياح الدعم السريع ولاية الجزيرة الواقعة جنوب العاصمة الخرطوم في 18 ديسمبر/كانون الأول، ومن ثم تورطها في انتهاكات واسعة من قتل ونهب وسلب واغتصاب وإذلال للمواطنين، في انتشار دعوات واسعة وسط المواطنين للانضمام إلى “المقاومة الشعبية” للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.
كانت ولاية الجزيرة تنعم بالأمن والاستقرار طيلة الأشهر الماضية بعد اندلاع الحرب، لكن بمجرد أن غزتها الدعم السريع وفي أيام معدودة، نزح منها مئات الآلاف بعد أن تورطت المليشيا كالمعتاد في جرائم قتل وتدمير الأسواق ونهب سيارات وممتلكات المواطنين.
صدق أو لا تصدق سوق مدينه #مدني #السودان pic.twitter.com/vG9H0g2i3o
— ROBEEN👑🇸🇩 (@abdoosh123) December 28, 2023
كما تورطت الدعم السريع في نهب أصول مشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي مروي في إفريقيا، ونهبت كذلك مصنعي سكر الجنيد وسنار، فضلًا عن نهب مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي بولاية الجزيرة يحوي مخزونًا يكفي نحو 1.5 مليون شخص لمدة شهر.
انسحاب الجيش أشعل الغضب
الانسحاب المفاجئ وغير المفهوم للقوات المسلحة السودانية من ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني أدى إلى فقدان الثقة بشكلٍ كبيرٍ في المؤسسة العسكرية الأولى المعنية بأمن الوطن والمواطنين، ما دفع كثيرين إلى التسليح من أجل الدفاع عن أنفسهم رغم المخاطر التي قد يتسبب فيها انتشار السلاح.
فور دخولها، عاثت “الدعم السريع” فسادًا في ولاية الجزيرة والعاصمة ود مدني، رغم أن الجيش السوداني انسحب ولم يطلق رصاصة واحدة، واستعرض عناصرها في فيديوهات مسجلة رزمًا كبيرةً من الأموال النقدية التي نهبوها من البنوك والسكان، ما يدل على عدم خشيتهم من التعرض لأي نوع من المحاسبة والمساءلة.
وفي الوقت ذاته، أبلغت لجان مقاومة الحصاحيصا “شمال ود مدني” – في بيان لها – أن “مليشيا الدعم السريع حاولت اغتصاب طفلة بعد مداهمتها لمنزل في الجانب الجنوبي للأحياء الغربية، كما أن المليشيا قتلت الصيدلي حافظ محمد خليل”.
لجان مقاومة الحصاحيصا: مليشيا الدعم السريع حاولت اغتصاب طفلة بعد مداهمتها لمنزل في الجانب الجنوبي للأحياء الغربية، كما أن المليشيا قتلت الصيدلي حافظ محمد خليل. pic.twitter.com/xTwNC97VvO
— Sudan Plus سودان بلس (@SudanPlusNews) December 28, 2023
كما وثّق مدونون آخرون الانتهاكات الواسعة التي تورطت فيها الدعم السريع في ولاية الجزيرة، مثل الناشط صديق التوم الذي سرد على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كيف أن “مجموعة من عساكر الجنجويد اقتحموا مزرعته الخاصة غرب مدينة أبو عشر وكان معه حينها 4 أشخاص، وقاموا تحت تهديد السلاح بتقييد الجميع ووضع عصابة على العينين وربط الساقين معًا، وانهالوا عليهم بالضرب والركل، مطلقين وابلًا من الشتائم العنصرية”.
وأضاف التوم في شهادته “تارة يضعون فوهة السلاح في رأسي وأخرى في الفخذ، وبعد التشاور فيما بينهم حول قتلنا أو تركنا نتعفن في الحاوية الحديدية [الكونتينر] قالوا إنهم سيأتون لاحقًا لأخذنا إلى قيادتهم، بالطبع لم يعودوا لأنهم انشغلوا بما نهبوا من الهواتف والنقود، تمكنتُ بعد مغادرتهم من تحرير نفسي ومساعدة الضحايا الآخرين، ربما ساعد الضرب في جعل القيد أقل تماسكًا. لا أعلم الكثير حول الانتهاكات من حولي، لكني علمت من العمال الزراعيين أن جارنا في الحقل استشهد دفاعًا عن شرفه وماله، حكى لي أحد الأصدقاء الناجين عن أهوال ووحشية معتقلاتهم”.
ويختتم بقوله “يمارس الجنجويد في صناعتهم للجوع والفوضى أبشع الجرائم في الجزيرة بعد هروب الجيش السوداني وانسحابه وترك المدنيين لمواجهة ما تمخض من رحمه سفاحًا، وأصرّ جنرالاته على تمليكهم موارد البلاد”.
تصاعد دعوات المقاومة الشعبية
دفع الغضب الشعبي من جرائم الدعم السريع قطاعات واسعة في السودان للانضمام إلى “المقاومة الشعبية المسلحة” للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، رغم تحذيرات بعض القوى السياسية من أن ذلك قد يؤدي إلى فوضى وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
لكن الأكاديمي السوداني محمد جلال هاشم يرى أنه لا يمكن التصدي للدعم السريع إلا بانتظام الشعب في المقاومة الشاملة، مستشهدًا بما حدث في الصومال خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما أجبرت المقاومة الشعبية القوات الأمريكية على المغادرة.
وردًا على الذين يخشون من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، قال هاشم إن هؤلاء لا يعرفون مفهوم الحرب الأهلية التي تكون بين أطراف داخلية، معتبرًا أن الدعم السريع “مرتزقة عابرون للحدود”، وأن المخاوف من الحرب الأهلية هي “خطاب جنجويدي”، وفقًا لتعبيره.
د محمد جلال هاشم هل اذا حمل الشعب السلاح سيدخل السودان في حرب أهلية #تنوير #الحرب #وعي #SudanNews pic.twitter.com/dovvyajtjk
— Saad Alkabli (@SaadAlkabli) December 29, 2023
ويضيف في مقطع فيديو تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي “مليشيا الجنجويد هي مليشيات مؤدلجة جدًا بدولة وهمية اسمها “دولة العطاوة” التي هم ضحاياها”.
كلمة “العطاوة” التي أشار إليها هاشم يُقصد بهم مجموعة القبائل العربية بغرب السودان التي تدعي أنها من نسل جنيد بن أحمد الجهيني مثل المسيرية والرزيقات والتعايشة والبنى حسين الحوازمة.
وقد بثت المنصات الإعلامية التابعة للدعم السريع في وقتٍ سابقٍ حديثًا لضابط كبير في المليشيا يدعى ماكن الصادق وهو يخاطب حشدًا من عشيرته المسيرية في منطقة غرب كردفان يوم 5 سبتمبر/أيلول الماضي قائلًا: “شوف يا أهلي نحن هنا بتهمنا العطاوة أي زول عطوي هو زولنا.. لازم نقيم دولة العطاوة أنت اتحادي أنت مؤتمر وطني شيوعي ما يهم.. المهم أن تكون عطوي وتؤدي قسم الولاء للدعم السريع”.
عاجل ‼️ عاجل ‼️
دليل خطير على الدولة العنصرية التي بدأت الميليشيا بالتبشير بها ..دولة العطاوة !!!!؛ إنا كوز إنا مؤتمر وطني إنا جيش ..المهم اكون عطاوي وتحي تؤدي القسم
**المذهل أن شعب السودان حضاري حتى أهله أعرضوا عنه وأظهروا تذمرهم من كلامه فأسكتهم واتهمهم بأسوأ الألفاظ هذا… pic.twitter.com/vKmDMdW19m
— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) September 8, 2023
وبحسب مفهوم هؤلاء، فإن دولة العطاوة الكبرى تقوم على شعار إنهاء دولة 56 واستئصال السكان وإحلال القادمين من دول غرب إفريقيا مكان السودانيين بعد استخدام القتل والاغتصاب والنهب كأدوات لطرد السكان من منازلهم ومناطقهم.
لكن العديد من المثقفين المحسوبين على القبائل المعنية بـ”دولة العطاوة” يرفضون ذلك المسمى ويحتجون بأن أبناء “العطاوة” يشكلون أحد أكبر مكونات القوات المسلحة التي تقاتل المليشيا الآن في مختلف الجبهات.
ولا يحبذ القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني المنحل حاج ماجد سوار استخدام تعبير “دولة العطاوة”، بل يستخدم بدلًا عنها “مشروع آل دقلو”، واصفًا إياه بـ”مشروع قوى الشر الإقليمية والدولية وتحالف (المليشيا/قحت) وليس مشروع (دولة العطاوة) كما يزعمون ولا علاقة للغالبية العظمى منهم به لا من قريب ولا من بعيد، ومن شارك فيه فإنه يشارك بنفسه ولا يمثل غيره” بحسب مقال لسوار.
علقم لا بد منه
يقول ضابط في الجيش السوداني برتبة رائد إن السودانيين حتى وقت قريب كانوا ينظرون إلى حرب 15 أبريل/نيسان على أنها حرب بين الجيش والدعم السريع، كقوتين عسكريتين تتصارعان لأجل السلطة.
ويضيف في حديث خاص لـ”نون بوست” أنّ تلك النظرة لم تعد موجودة في الوقت الحاليّ حتى في دارفور التي تنحدر منها نواة المليشيا الأولى، موضحًا أن الناس في الفاشر ونيالا والضعين باتوا يخشون المليشيا بعدما ارتكبته من تطهير عرقي في الجنينة والخرطوم، إلى جانب جرائم النهب والاغتصاب والفوضى في كل مكان غزته.
المقاومة الشعبية في السودان ارهبت الجنجويد والقحاطة والعملاء والخونة وجميع الدول المتآمرة على البلاد
م تركزو في مات ولا حي لانو بالنسبة لينا ميت حتى لو ظهر في مقطع فيديو او ظهر أمامنا ورآيناهو باعيننا برضو ميت ، ارمو قدام بس المقاومة الشعبية هي الحل… pic.twitter.com/xiW4Fv1eKn
— 🅚🅐🅜🅐🅛 (@kamalgoga) December 28, 2023
وعن تصاعد دعوات المقاومة الشعبية لمواجهة “الدعم السريع” أوضح محدثنا، الذي رفض ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن المقاومة الشعبية ليست جديدة أو حصرية على السودانيين، بل إنها تتشكل عادة عندما تواجه دولة ما أو منطقة غزوًا عسكريًا أجنبيًا يستهدف المواطنين بشكل خاص، وهو ما ينطبق على ما يواجهه السودان حاليًا.
أباذر حسن طبيب ومدون معروف على منصة “X”، قال لـ”نون بوست” إنه ضد مبدأ تسليح المواطن وقيام الأخير بدور الجيش والأجهزة النظامية الأخرى، لكن السؤال الذي يفرض نفسه في نقاشات كثيرة “إذا لم يدافع الجيش ويرد على جرائم المليشيا كما فعل بانسحابه من ولاية الجزيرة وتركها تستبيح المنطقة، فماذا أنا فاعل؟
الحرب تجاوزت واقع الثلاث مواقف وفرضت واقع إما “مع” أو “ضد” .
في طرف شاني حرب على الجميع، مقاتلهم ومحايدهم، إنسانهم حيوانهم وجمادهم. وفي طرف لايختلف إثنان على سوءه ورغم ذلك هو أمل بقاء الدولة السودانية.
وكما قال أحدهم “من حقي أن أختار من سيقتلني لاحقاً على من سيقتلني الآن” https://t.co/EA0akOnBPj
— Rammah (@rammah_carter) December 29, 2023
قبل أن يستدرك بقوله: “هنا أجد نفسي مضطرًا إلى أن أُجيب بأنّ المقاومة الشعبية وإن كانت كالعلقم فلا بد منها لمواجهة المليشيا وما تفعل في المواطن والوطن، فقد رأينا كيف استباحت الأموال والممتلكات وحتى الأعراض، فلا مفر إلا بمواجهة تتار العصر وإن دعا ذلك إلى التسليح الشخصي بأي طريقة ما لحماية أنفسنا من أفعالهم”.
من قلب الجزيرة التي استباحها الجنجويد ناس 🔥المناقل 🔥قالوا بصوت واحد (لا) في حشد شعبي كبير يعلنون انضمامهم ل #المقاومه_الشعبية ضد المليشيا المجرمة .
يا جنجويد مافي سوداني حيقبلكم 🇸🇩#انتفاضة_الشعب pic.twitter.com/9a1BfLr1KC
— 👑الملكة👑 (@almaleekaah) December 30, 2023
احتياطات قبل توزيع السلاح
غير أن الرائد في الجيش السوداني يشترط إشراف وحدات القوات المسلحة على عمليات تدريب وتسليح المدنيين بهدف ضبط العملية، مشددًا على ضرورة إجراء الاحتياطات اللازمة قبل توزيع السلاح مثل التحقق من الصحيفة الجنائية للشخص قبل تسليمه السلاح، وكذلك مراجعة الحالة الصحية لكل فرد للتأكد من اللياقة اللازمة بما في ذلك صحته النفسية.
وردًا على سؤال “نون بوست” عن المخاوف التي أثارتها قوى سياسية بشأن احتمالية تحول الحرب إلى حرب أهلية، قال أباذر حسن إنه لا يعتقد بأن المقاومة الشعبية ستتسبب في حرب أهلية لأن مقصدها حماية الأنفس والممتلكات فحسب.
ولفت إلى أن المقاومة الشعبية هي آخر خيار وصل إليه المواطن بعد أن استنفد كل السبل إثر عدم تصدي الجيش للمليشيا، مشيرًا إلى أن “الولايات بها جميع القبائل السودانية وحاليًا كل الولايات التي لم تدخلها المليشيا معظم مواطنيها تسلّحوا بمختلف قبائلهم للدفاع عن أنفسهم وذلك عن شواهد رأيتها بنفسي في الولاية الشمالية”.
قوات دفاع تيغراي نموذج للمقاومة
المقاومة الشعبية بالتأكيد ليست شيئًا جديدًا أو حصرًا على السودان، فإلى جانب النماذج التي ذكرها الأكاديمي محمد جلال هاشم “الصومال والعراق”، هناك نموذج ثالث وحديث للمقاومة الشعبية، وهو ما حدث في إقليم تيغراي الإثيوبي خلال الحرب التي شنّها الجيشان الإثيوبي والإريتري وحلفائهما على الإقليم (2020 – 2022).
كان الهدف المعلن من الحرب التي شنتها القوات المتحالفة على الإقليم في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022 هو الإطاحة بجبهة تحرير تيغراي الحزب الحاكم في الإقليم بعد تصاعد الخلافات بين قياداته ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بالإضافة إلى العداء المستحكم والتاريخي بين جبهة تيغراي والنظام الحاكم في إريتريا.
لكن القوات المتحالفة – خاصة الجيش الإريتري – تورطت في ارتكاب فظائع مروعة ضد المدنيين شملت التصفية العرقية والاغتصاب الجماعي والنهب وتدمير البنية التحتية، ما حدا بالآلاف من شباب الإقليم إلى الانضمام للمقاومة المسلحة، مدفوعين بالشعور بالهوية الوطنية والدفاع عن الوطن والرغبة في الدفاع عن النفس، لإحساسهم بأن الحرب حرب وجودية ضد شعب تيغراي وليست ضد جبهة التحرير.
#Ethiopia 🇪🇹
🔴 Two years ago, 28th\29th November 2020, Eritrean troops committed the #AxumMassacre in #Tigray.
🔴 Today, #Eritrean army is still in Tigray and still committing crimes despite the Agreement for Cessation of Hostilitieshttps://t.co/TAEcTT67xm
— Noé Hochet-Bodin (@noehochet) November 29, 2022
بعد انضمام شباب تيغراي إلى المقاومة ضد القوات المتحالفة ارتفع عدد المقاتلين من 30 ألف جندي إلى نحو 200 ألف، وعندها تم الإعلان عن “قوات دفاع تيغراي” بالإنجليزية Tigray Defence Forces كتحالف عسكري يشرف عليه جنرالات سابقين في الجيش الإثيوبي بعضهم معارضون لجبهة تحرير تيغراي، مثل الجنرال المتقاعد صادكان جبريتنسي والجنرال تاديسي ويريدي تسفاي الذي ترأس سابقًا قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا).
نجحت قوات دفاع تيغراي في إلحاق الهزيمة بالجيشين الإثيوبي والإريتري بعد أن أطلقت عملية عسكرية معاكسة تحت اسم “عملية ألولا” على اسم الجنرال “الراس آلولا أبا نيغا”، وخلالها استعادت السيطرة على العاصمة الإقليمية مقلي ونحو 70% من أراضي تيغراي في أقل من شهر، حيث استعرضت قوات تيغراي طابورًا مذلًا لآلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي.
ما حدث في تيغراي عام 2021 يشكل تجربة واقعية حديثة لأثر انضمام الجماهير إلى المقاومة الشعبية عند شعورهم بخطر محدق داهم لا يفرق بين شخص وآخر أو مدينة وأخرى.
ومع ذلك تبقى المخاوف قائمة من انتشار السلاح في كل مكان، وكيفية مواجهة قوة عسكرية متوحشة تقوم هجماتها على عنصري المباغتة وكثافة النيران.