اليمن بين وباء الكوليرا والقرارات الدولية

dsc03449

انتشر وباء الكوليرا في اليمن بشكل كبير بسبب الوضع الصحي والبيئي المتدهور في البلاد التي تشهد حربًا منذ أكثر من عامين بين القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثيين وحلفائهم من جهة ثانية، حيث يسبب هذا المرض إسهالًا حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يخضع للعلاج بشكل عاجل.

منظمة الصحة العالمية تدعو لاحتواء المخاطر الصحية في اليمن

في مداخلته أمام مجلس الأمن أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن تفشي الكوليرا في اليمن غير مسبوق حيث يطال معظم أنحاء البلاد، في ظل افتقار 15 مليون شخص إلى الرعاية الصحية الأساسية.

وقال الدكتور تيدروس إن انتشار المرض يتنامى في ظل نظام صحي ضعيف، متعهدًا أن تفتح منظمة الصحة العالمية 500 مركز علاجي إضافي في جميع أنحاء البلاد، كما دعا تيدروس مجلس الأمن إلى تلبية أربعة مطالب ملحة:

أولًا: تسريع المسار السياسي لوضع حد فوري للصراع حتى لا يبقى الشعب على قيد الحياة فقط بل ليزدهر أيضًا.

ثانيًا: في المناطق التي يستمر فيها النزاع يجب ضمان حماية البنية التحتية بما فيها المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية بموجب القانون الإنساني الدولي.

ثالثا: لا ينبغي على المانحين أن يفوا فورًا بتعهداتهم التي قاموا بها في نيسان الماضي وحسب، بل يتعين عليهم أيضًا توفير التمويل لمعالجة هذه الأزمة على نحو أكثر مرونة.

رابعا: توفير الدعم السياسي والمالي لتنمية طويلة الأمد، حيث أشار تيدروس إلى الشراكة بين منظمة الصحة واليونيسف والبنك الدولي في هذا المجال، داعيًا إلى إعادة إعمار اليمن، ولا سيما النظم الصحية والطبية فيه، لاحتواء المخاطر الصحية الحالية ووضع حد لها.

حملة التطعيم ضد الكوليرا قد تُلغى

آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية هي 1770 مصابًا بداء الكوليرا في اليمن خلال 11 أسبوعًا، ورغم أن الوضع الصحي في اليمن أصبح كارثيًا إلا أن منظمة الصحة صرحت أنه من المحتمل إلغاء حملة التطعيم التي كانت قد أعلنتها قبل شهر، بحجة أن انتشار المرض وويلات الحرب التي يعاني منها اليمن سيجعل الأمر صعبًا والجهد غير فعال.

وجاء هذا في تصريح كريستيان ليندمير المتحدث باسم المنظمة للصحفيين، حيث صرح أن جرعات اللقاح المخصصة للشحن إلى اليمن قد ترسل على الأرجح إلى أجزاء أخرى من العالم حيث ترتفع مخاطر الإصابة بالكوليرا، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الإلكتروني.

 

1770 مصابًا بداء الكوليرا في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة

تصويت مجلس النواب الأمريكي قد ينقذ اليمن

صوت مجلس النواب الأمريكي بالأغلبية على تعديلي “ديفيدسون” و”نولان” لقانون تفويض الدفاع الوطني الذي يحظر مشاركة الولايات المتحدة في الحرب السعودية – الإماراتية ضد التحالف الحوثي التابع للرئيس اليمني السابق، على عبد الله صالح، في اليمن.

نص التعديل الأول “ديفيدسون” على حظر الإذن باستخدام القوة العسكرية الذي أُقر في 2001، والذي يسمح باستخدام القوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهابيين، ويعطي الإذن للرئيس الأمريكي باستخدام سلطة القوة العسكرية اللازمة والمناسبة ضد أي تهديد إرهابي، حيث اعتبرت مشاركة الولايات المتحدة في الحرب السعودية – الإماراتية في اليمن لا تستهدف تنظيمي القاعدة أو داعش، أما التعديل الثاني “نولان” فيحظر نشر القوات الأمريكية للمشاركة في الحرب الأهلية في اليمن.

من شأن التعديلين عرقلة تزويد الولايات المتحدة الطائرات الحربية السعودية والإماراتية بالوقود، وإعاقة تزويد كل من السعودية والإمارات بقنابل الطائرات الحربية، وهو ما أكده السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي من كونيتيكت، حيث قال إن السعودية ببساطة لا يمكن أن تقود حملة القصف الجوي دون أمريكا، ولا تستطيع الطائرات الطيران دون أن تزودهم الولايات المتحدة بالوقود.

هذا المستجد في الوضع اليمني سيلقي ترحيبًا كبيرًا في الداخل اليمني، وقد يدفع الأطراف إلى الرضوخ للحل السياسي لأن الحرب أصبحت ظالمة وليس لها أي مبرر إنساني، لكن هذا لا يمنع عنصر المفاجأة من الظهور، كون التعديلان لم يعرضا بعد على الرئيس الأمريكي الذي يعرف بالسير عكس التيار.

وهنا يجب علينا أن ننتظر الأيام القليلة القادمة للإجابة عن ماذا سيكون تصويت الرئيس الأمريكي؟ هل سيصوت بنعم مما سيسبب إرباكًا وضغطًا مضاعفًا خاصة على القوات السعودية والإماراتية؟ أم سيكون تصويته بلا وتستمر الحرب بخسائر أكبر في الأرواح، وتستمر الولايات المتحدة بالتخلي عن دورها القيادي في الجهود الإنسانية العالمية.