ترجمة وتحرير نون بوست
إن الغموض الكبير الذي يلف الإصدار الجديد لهاتف آيفون 8 لا صلة له بمواصفاته، فثمنه يعتبر خياليا مقارنة بحجم الشاشة أو ألوانه، أو مدى جودة الكاميرا، أو حتى طول مدة محافظة البطاريات على طاقتها. وحسب محللي وخبراء آبل، تقدر تكلفة الهاتف بنحو 1000 دولار، ولكن الطريقة التي ستشرح فيها آبل سبب تكلفة الجهاز الباهظة لن تتضمن ميزات جديدة لم نرها من قبل في الهواتف الذكية.
ووفقا للعديد من التقارير، خاصة تلك الصادرة عن المحلل المعتمد من قبل آبل، مينغ تشي كيو، فإن الشركة، هذه السنة، تستعد لإطلاق ثلاثة نماذج لجهاز آيفون. وتجدر الإشارة إلى أن النموذجين الأوليين سيكونان تكرارا لآيفون 7 وآيفون 7 بلاس، وبتصميم مشابه ولكن ببعض التعديلات، التي شملت مثلا الكاميرا والمعالج.
أما النموذج الثالث، فسيكون نجم الموسم، بشاشة تستخدم تقنية أو إل إي دي التي تنتج ألوانا أفضل وتزيد من كفاءة استخدام الطاقة. كما يقال إن شحنها يكون من دون وصلات، وبها كاميرا ثلاثية الأبعاد من أجل التعرف على الوجه وزيادة الواقعية وتقليل الحواف حول الشاشة.
نعرض عليكم الآن الامتياز الحقيقي:
سيفتح الآيفون 8 الباب على شكل جديد من الرفاهية في خط إنتاج هواتف الآيفون بفضل سعره المرتفع جدا. وحيال هذا الشأن، يرى بعض متابعي آبل مثل السيد جون غروبر، الناقد الكبير للشركة، أن آيفون 8 قد يُعرض في الأسواق بسعر يفوق 1.200 دولار، وهذا يعد أكثر بنحو 550 دولار من سعر انطلاق آيفون 7. في المقابل، ستحافظ النسخة الجديدة لآيفون 7 على سعرها الحالي، ليكون بذلك آيفون 8 منتجا استثنائيا.
آبل ستتمكن من إصدار آيفون 8 قادر في الأشهر القليلة القادمة على أن يُشعر الناس بوجود شيء جديد ثوري. مرت 10 سنوات منذ أن غيّر آيفون صناعة الهواتف
في الحقيقة، إن الأسعار التي ذكرت حتى الآن لا تتناسب مع ما يمكن للجهاز فعله، إلا إذا كانت آبل تُعِد لشيء جديد وسحري لم نسمع عنه من قبل وموجود في جهاز آيفون 8. وهذا يعني أن التحدي الحقيقي لآبل يتمثل في إقناع الناس بشراء الهاتف الجديد، وتوفير حجج مقنعة تتناسب مع السعر المرتفع.
حتى لا يساء الفهم، سأدحض هذا بالقول إن آيفون 8 سيكون نصرا محققا بكل المقاييس بالنسبة لشركة آبل. ومن المتوقع أن تبيع آبل الملايين منها، لأن الجميع سيشتري الكمية في الفترة الفاصلة بين هذه السنة والسنة التي تليها. فضلا عن ذلك، سيكون هذا عيد الميلاد العاشر لآيفون، وستمتلئ المحلات بالمعجبين.
في الواقع، ما أنا بصدد التفكير فيه هو هل أن آيفون 8 يستحق أن يُشترى بمبلغ يناهز 1.200 دولار، وما هو الخطر الذي يمثله إصدار هاتف آيفون شديد الترف على مستقبل تسويق الهواتف؟ وحيال هذا الشأن، قال لي محلل إي دي سي ويل ستوفيغا، معلقا على ارتفاع الأسعار في آبل، “أعتقد أن ما قاد إلى هذه النتيجة هو رغبة الشركة في القيام بشيء مميز، عليهم أن يفعلوا شيئا يجعلهم الأسبق ويغير الأمور جذريا كما غيّر آيفون معنى الهاتف الذكي”.
على خلفية هذا الإصدار، أعتقد أن آبل ستتمكن من إصدار آيفون 8 قادر في الأشهر القليلة القادمة على أن يُشعر الناس بوجود شيء جديد ثوري. مرت 10 سنوات منذ أن غيّر آيفون صناعة الهواتف وساهم في صنع منصة تكاثرت منها العديد من الشركات والصناعات، التي لن تكون موجودة لولاها. وعند النظر إلى الوراء وإلى الطريقة التي غيرت بها آيفون العالم، سيبدو جليا أن النسخة الباهظة الثمن ستثير المحبين، إلا إذا كان هناك شيء ما جديد لم يُكشف عنه بعد.
لنلقي نظرة على المنافسين:
يتمتع سامسونغ غالاكسي إس 8 بالكثير من المميزات، ومن المتوقع وجودها في آيفون 8، بما في ذلك شاشة أو إل إي دي (بالمناسبة سامسونغ هي من توفر هذه الشاشة لآيفون)، وخاصية الشحن من دون وصلات، وخاصية تخفيض الحواف، وزيادة مساحة العرض في الشاشة. صراحة، أعتقد أنه أفضل جهاز يمكن أن تضع يدك عليه من حيث الشكل، علما بأن سعره 725 دولارا.
بعيدا عن هذا الضجيج، هناك اقتناع تام بأن التحسينات في آيفون 8 غير مناسبة لجذب زبائن أكثر قادرين على دفع ذلك المبلغ. ففي دراسة نُشرت هذا الأسبوع، قال محللو باركليز أن شاشة أو إل إي دي لن تكون مغرية للكثيرين.
تراهن آبل من أجل خلق قاعدة مستخدمين أوفياء لها هناك، ولكن سوق أجهزة الهواتف الذكية مختلف في تلك المنطقة من العالم. فالقليلون هناك قادرون على جمع السعر القياسي
وفي هذا الصدد، أشارت الدراسة، “في الوقت الذي قد يزيد فيه أداء البطاريات باستخدام شاشة أو إل إي دي، أكد حوارنا مع المصنعين المتدخلين أن غالبية المستهلكين لن يشعروا بالفرق الكبير بين شاشة أو إل إي دي وشاشة إل سي دي”. فضلا عن ذلك، “نعتقد أن هذا التوجه إن استمر سيقلل من الحاجة لاستخدام أجهزة بها شاشات أو إل إي دي، التي تباع بأسعار باهظة”.
وبالتالي، يتمثل المخرج الوحيد، الذي يمكن لآبل أن تتبعه من أجل تبرير السعر المرتفع، من خلال الزيادة فن الإثارة حول الاحتفال بميلادها العاشر. فيكون بهذا جهاز آيفون 7 للعموم وجهاز آيفون 8 للخاصة، الذين حضروا الحدث الكبير. وقد قال ستوفيغا، “لديك قاعدة تمتلك الكثير من المال ويبدو أنها ترغب في إنفاق الكثير منه”.
وإن لم ينجح هذا فإن المميزات الأساسية في آيفون 8 قد تصبح السنة موجودة في أرخص النماذج، وقد يكون آيفون 8 من بين أبرز الهواتف التي ستحتفل بميلاد العاشر، ولكن بعد هذا سيصبح كل جهاز آيفون احتفالا بميلاد آيفون.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر بالخارج خاصة في السوق الهندية، حيث تراهن آبل من أجل خلق قاعدة مستخدمين أوفياء لها هناك، ولكن سوق أجهزة الهواتف الذكية مختلف في تلك المنطقة من العالم. فالقليلون هناك قادرون على جمع السعر القياسي وهو 650 دولار لشراء أيفون، ناهيك عن جمع 1000 دولار.
هذا هو الفصل الأخير من قصة ابتكارات الهواتف الذكية هذه السنة. والجدير بالذكر أن مجال الاختراعات قد شهد ركودا كبيرا، حتى أصبحنا نشعر أن كل إصدار يبدو كأنه تكرار طفيف عن سابق، لذا سيكون من المثير جدا أن نرى إضافة ثورية في آيفون 8 تبرّر السعر المرتفع.