قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية، أنه فكر في تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في المرحلة الأولى لتعيينه بسبب شعوره بأنه لا يستطيع محاربة الفاسد بمفرده، وأضاف بنكيران في لقاء مفتوح، في وقت متأخر من مساء الخميس، بالعاصمة الرباط، قائلا: “محاربة الفساد ليست بالأمر السهل..لن أواجهه وحدي، ولست قادرا عليه وحدي”.
ويضيف بنكيران: “في المرحلة الأولى لتعيني رئيسا للحكومة كنت أفكر يوميا وأطرح السؤال حول البقاء أوالاستقالة، وأتساءل هل أطبق ما جئت من أجله للحكومة؟”، مضيفا: “بعد تعييني رئيسا للحكومة اكتشفنا حجما من المشاكل لم نكن نتخيله، والمؤسف أنها قد تأتي ممن لم تكن تتصور أن تأتي منه، أو من كنت تعول عليه لمساعدتك في حلها”.
وحول رؤيته للطريقة المثلى للتعامل مع الفساد، قال بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، أنه ليس “هناك أمام المغرب من خيار آخر غير المضي في طريق الإصلاح الذي جئت لرئاسة الحكومة من أجله”.
في نفس الوقت شدد بنكيران أنه لم يتراجع عن الوعود الانتخابية التي قدمها حزبه للمواطنين قبل انتخابات 25 نوفمبر/تشرين ثاني 2011، التي فاز فيها الحزب بالمرتبة الأولى، ومنحته رئاسة الحكومة، قائلا: “لم نتراجع عن وعودنا الانتخابية، ولا يمكننا التراجع عليها، لكن الذي حصل هو تعديل البرنامج وفق برامج الأحزاب المشكلة للتحالف(الائتلاف) الحكومي”.
وأصر بنكيران على أن “المرجعية الإسلامية لحزبنا لصيقة بنا وبه، وإذا تخلينا عنها لن يعود لنا وللحزب أي معنى”، مضيفا: “المرجعية يجب أن تستجيب للظروف والمستجدات والتطورات الحاصلة في الواقع ولحاجيات الناس، وإلا لن تصبح نافعة ولا صالحة”.
وعند حديثه عن العلاقة التي تجمعه بالملك المغربي محمد السادس، قال بنكيران: “لا يمكن أن أدخل في مشادات مع الملك فيما يخص تطبيق الدستور، وتعيين الوزراء والمسؤولين العموميين، ولا تعولوا علي للقيام بالشد والجذب مع الملك ومنازعته في الاختصاصات”.
وأضاف أن “هناك من يتصور أنه يجب علي أن أكمل مساره السياسي في الصراع مع الملكية، لكنني لي مساري الخاص الذي أومن به وأسعى إليه، وهو أن العلاقة مع الملك يجب أن تكون علاقة تعاون وليست علاقة صراع”.
وحول رؤيته للنظام الملكي، قال بنكيران : “على المغرب أن ينعم بالملكية وإمارة المؤمنين التي تمارس وظيفة التحكيم بين الفرقاء السياسيين، وتضمن عدم استحواذ أي طرف على السلطة لوحده”، مشددا على أن “ميزة العمل السياسي في المغرب هي التوافق بين الأحزاب والمؤسسة الملكية”، مشيرا إلى “ضرورة احترام الديمقراطية ونتائجها من طرف الدولة والأحزاب لمعالجة قضايا المغرب الداخلية في الاقتصاد والتنمية”.
وفي سياق آخر قال بنكيران إن حكومته “تتمتع بانسجام مطلق، ولم يعبر لنا أي حزب عن رغبته الخروج من الحكومة خلاف بخلاف ما تروجه بعض المنابر الإعلامية”.