تشهد الأراضي الفلسطينية اليوم الأربعاء 19 يوليو/تموز يوم غضب فلسطيني نضرة للقدس والأقصى يشمل نفير للمدينة المقدسة ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الأقصى، إلى جانب مسيرات تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تأتي هذه الدعوات على إثر التوتر الشديد بين المواطنين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي منعت المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى إلا عبر البوابات الإلكترونية وسط توقعات بارتفاع وتيرة الاحتجاجات اليوم الأربعاء مع دعوات الفصائل الفلسطينية إلى التصعيد. إذ دعت مكبرات الصوت في مساجد القدس فجر اليوم للنفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضًا لتلك البوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الأحد الماضي بالقدس القديمة والحرم القدسي الشريف.
بقاء التوتر والتصعيد من الطرف الإسرائيلي في المسجد الأقصى ينبئ بذهاب الأمور إلى أكثر من التظاهر في يوم غضب فلسطينيخصوصًا أن الفلسطينين يرفضون التنازل والدخول عبر البوابات الإلكنرونية.
وكان بيان صدر قبل يومين يحمل نداء “المرجعيات الإسلامية” ويمثل رئيس مجلس الأوقاف، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة، موجهًا إلى أهل القدس وفلسطين، دعاهم إلى رفض ومقاطعة كافة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة، والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، ومنها فرض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى. وناشد البيان شد الرحال إلى “المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والتعبد فيه، وفي حال استمرار فرض البوابات التعبد أمام أبواب الأقصى وفي شوارع القدس وأزقتها”.
دعوة كبيرة في القدس
أدى المقدسيون صلاة الفجر اليوم عند أقرب نقطة إلى الأقصى تمكنوا من الوصول اليها، فمنهم من تمكن من الوصول إلى بوابات البلدة القديمة ومنهم عند حي وادي الجوز القريب من المسجد، فيما تمكن أهالي البلدة من أداء الصلاة على بوابات الأقصى المغلقة. ومن المنتظر خلال الساعات القليلة القادمة أن يتجمع الفلسطينوين في نقاط عدة بفلسطين، ففي بيت لحم دعت القوى للتجمع عند الساعة السادسة والنصف مساءًا عند منطقة باب الزقاق للانطلاق في مسيرة إسنادًا لصمود الأهالي في المقدس.
كما دعت حركتا الجهاد وحماس في بيان لها “شعبنا إلى التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس، ولتخرج المظاهرات الحاشدة في كل أرجاء الوطن والشتات معبرة عن رفضها للعدوان الصهيوني، ومجددة لعهد النصرة للمسجد الأقصى وفداءه بالروح والنفس”.
التدخل السعودي لحل قضية الأقصى جديد من نوعه وبادرة غير مسبوقة منها، ومن الممكن أن يفسر على أنه محاولة جديدة لأخذ دور الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس من الأردن.
وفي رام الله دعت حركة فتح للمشاركة في مسيرة “الغضب” ضد إجراءات الاحتلال في الأقصى، وذلك عند الساعة 12 ظهرًا عند دوار الشهيد ياسر عرفات. كما دعت أيضًا حركة فتح في منطقة قلنديا إلى النفير العام والمشاركة في المسيرة الحاشدة، الساعة 6:00 مساءًا، والتي ستنطلق من أمام مدخل المخيم، وذلك نصرة للأقصى والقدس.
وفي نابلس، وجهت شخصيات نابلس وفعالياتها ومؤسستها تحية تقدير وتبجيل لكل أهالي القدس ومؤسساتها وفعالياتها الذين يقفون ضد كل السياسات الاحتلالية الهادفة لتهويد القدس وفي مقدمتها سياسة التطهير العرقي وتغيير معالم القدس وتزوير التاريخ والزعم أن التراث الإسلامي في القدس جزء من التراث العبري.
إلى ذلك أعلنت أيضًا وزارة التربية والتعليم العال عن انضمام الأسرة التربوية ليوم الغضب دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، ووقوفها بقوة في وجه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وهجمته الشرسة على المدينة المقدسة؛ خاصةً الإجراءات التي يتم اتخاذها بحق الحرم القدسي الشريف، ومنها وضع بوابات إلكترونية على أبواب الحرم والتضييق على أهل المدينة وروادها.
لليوم الرابع على التوالي يواصل موظفو الأوقاف الإسلامية في القدس اعتصامهم عند أبواب الحرم القدسي، احتجاجًا على الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام.
وكان خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، أصيب أمس الثلاثاء، برصاصة مطاطية أطلقتها القوات الإسرائيلية لتفريق مواطنين فلسطينيين عند باب الأسباط كانوا يحتجون على إجراءات “إسرائيل” بحق المصلين.
بوابات إلكترونية
فتحت سلطات الإحتلال الإسرائيلي 3 من أبواب المسجد، يوم الأحد الماضي، منذ إغلاقه الجمعة الماضية بعد قتل جنديين إسرائيليين بعملية إطلاق نار، قتل منفذوها الثلاثة قرب الأقصى. وقد نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابات حديدية وإلكترونية على مداخل الحرم القدسي، إلا أن المصلين يرفضون المرور عبرها، ويأدون منذ أيام الصلاة خارج باحات المسجد. ولليوم الرابع على التوالي يواصل موظفو الأوقاف الإسلامية في القدس اعتصامهم عند أبواب الحرم القدسي، احتجاجًا على الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام.
مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، قال إن موظفي الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الموقع ما زالوا يرفضون الدخول لأداء عملهم في المسجد، مع الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. وقال الخطيب “لن ندخل من هذه البوابات الإلكترونية المرفوضة إسلاميًا ودينيًا وأخلاقيًا.. هذا هو موقفنا وسوف نبقى عليه حتى تزال هذه البوابات”.
وقد سمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم الإثنين الماضي، لمجموعات من المستوطنين المتطرفين اقتحام باحات المسجد الأقصى، وذكر مسؤول في الأوقاف الإسلامية أن المستوطنين فقط هم من يتجولون في الأقصى وسط توتر في المكان، وقد تمت الجولة دون تنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية.
تحول الصراع على البوابات الإلكترونية بين الفلسطيينين وسلطات الإحتلال بعد رفض الفلسطينين التعاطي معها مقابل إصرار الإحتلال على إبقائها، إلى سجال قد يودي بنظر مراقبين إلى انفجار الأوضاع في القدس المحتلة. إذ أعلن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن البوابات الإلكتورنية التسع التي نصبتها قوات الإحتلال على مداخل الأقصى وإخضاع المصلين المسلمين للتفتيش عبرها ستبقى ولن تُزال، فيما دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين لعدم الدخول من تلك البوابات والتواجد على أبواب المسجد الأقصى وفي كل منطقة قريبة منه يمكن الوصول إليه رغم حواجز الإحتلال.
وقد اتهم مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، سلطات الاحتلال بتغيير الوضع القائم المتعلق بحرية الدخول إلى المسجد الأقصى.قال لـ”العربي الجديد”، إن “هذه الخطوة شكلت تصعيداً للأوضاع في القدس، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية للتدخل بشكل مباشر والضغط لإزالة هذه البوابات الإلكترونية، وأن من يريد التهدئة عليه أولاً أن يزيل هذه البوابات الإلكترونية المقيتة”.
السعودية تتدخل
تعد الأردن الجهة المخولة الوحيدة التي تشرف على الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، وهي التي تقوم بالاتصال مع الجانب الإسرائيلي بخصوص أي ترتيبات جديدة. وقد نقلت أوساط إعلامية خلال اليومين الماضيين تدخل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لحل قضية إغلاق الأقصى ووضع بوابات إلكترونية، ويرى مراقبين أن التدخل السعودي جديد من نوعه وبادرة غير مسبوقة منها، من الممكن أن يفسر على أنه محاولة جديدة لأخذ دور الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس من الأردن.
وزارة التربية والتعليم العال الفلسطينية تعلن عن انضمام الأسرة التربوية ليوم الغضب دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، ووقوفها بقوة في وجه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وهجمته الشرسة على المدينة المقدسة
وكشف موقع “إيلاف” السعودي عن مسؤولين سعوديين، كما نقله موقع القدس العربي أن الملك سلمان بن عبد العزيز “تدخل شخصيا” باتصالات غير مباشرة مع إسرائيل عبر البيت الأبيض لحل أزمة الحرم القدسي الشريف بعد العملية، وقرار إسرائيل غير المسبوق بإغلاقه بوجه المصلين والسياح ليومين. ونقلت الولايات المتحدة رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسعودية، تعهد فيها “عدم المس بالوضع الراهن في الحرم”.
وأشار الموقع أن السعودية أبدت تفهمها لنصب البوابات الإلكترونية، لأن مسألة آلات الكشف عن المعادن “أصبحت اعتيادية في الأماكن المقدسة بسبب الإرهاب الذي يضرب بدون تمييز، وفي أكثر الأماكن قدسية للديانات المختلفة”. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسيلة إعلام سعودية عن اتصالات، خلافا للعادة التي كانت تستقى فيها أخبار الاتصالات السعودية الإسرائيلية السرية، من وسائل إعلام إسرائيلية.
بقاء التوتر والتصعيد من الطرف الإسرائيلي ينبئ بذهاب الأمور إلى أكثر من التظاهر خصوصًا أن الفلسطينين يرفضون التنازل والدخول عبر البوابات الإلكنرونية إضافة إلى صمت مريب من قبل الدول العربية على تلك انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى وما يجري هناك، وستكون وقفات الفلسطينيين اليوم اختبار لمدى تحول يوم الغضب إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة أم أن “إسرائيل” ستلملم الحدث وتلغي البوابات الإلكترونية.