ترجمة حفصة جودة
لعدة سنوات كان سنابشات مثل داوود بالنسبة لجالوت فيسبوك، لكن يبدو أن هذا المستضعف قد فقد خيلائه، فقد انخفضت أسهم الشركة الأم “سناب” في تطبيق المراسلة هذا الأسبوع؛ بعد أن قام أحد البنوك الاستثمارية –والذي ساعد الشركة لتصبح شركة عامة- بخفض أسهمها.
كان مورجان ستانلي متفائلا في البداية حول سعر السهم في سنابشات، فقد كان يتوقع أن السهم ستصل قيمته إلى 28 دولار خلال 12 شهر، لكن بعد مرور 5 أشهر ومع المخاوف بشأن انستجرام أصبح سعر الشهم 16 دولار فقط، الأمر الذي نشر موجات من القلق داخل السوق.
يقول إريك شيفر –المدير التنفيذي لشركة الأسهم الخاصة “The Patriarch Organization”-: “حُكم على سنابشات بالموت في العام الماضي بعد مجموعة ضخمة من الأخطاء الذاتية نتيجة تضخم الغرور الذاتي “الإيجو” ونقص التركيز الاستراتيجي”.
رفض المدير التنفيذي لسنابشات عرضا شهيرا حاولت فيه فيسبوك شراء الشركة بمبلغ 3 مليار دولار عام 2013
خلال الـ12 شهرا الماضية قام فيسبوك بجهود كبيرة لجذب الجمهور الذي تستهدفه سنابشات من خلال استنساخ العديد من مميزات سنابشات الفريدة مثل فلاتر تحويل الوجه لرسوم متحركة والقصص التي تختفي بعد 24 ساعة.
في البداية كان هذا التقليد يبدو بائسا ومحرجا، لكن انستجرام كان صامدا وخلال أقل من عام كانت القصص المقلدة لانستجرام تتجاوز عدد المستخدمين اليومين لسنابشات (250 مليون مقارنة بـ166 مليون) ويبدو أن نمو مستخدمي سنابشات أصبح بطيئا.
لا ننكر أن سنابشات كان شوكة في حلق فيسبوك، فتطبيق الرسائل التي تدوم ليوم واحد كان يبدو وكأنه البديل الأروع الذي يجذب جمهور الشباب النشط الذي حيّر أصحاب الإعلانات.
عزز المدير التنفيذي لسنابشات، إيفان شبيجل، من سمعته كقائد ذو بصيرة والذي لا يخشى المنافسة، فقد رفض عرضا شهيرا حاولت فيه فيسبوك شراء الشركة بمبلغ 3 مليار دولار عام 2013، ومنذ ذلك الحين يبدو أن فيسبوك كانت في مهمة لنسخ سنابشات حتى الموت.
إيفان شبيجل، المدير التنفيذي لسنابشات المعروف بأنه لا يخشى المنافسة
في الأيام الأولى؛ فشلت فيسبوك في إحداث فجوة في عدوها الشجاع، فقد أصدرت سلسلة فاشلة من تطبيقات الرسائل المؤقتة المستقلة مثل “Slingshot” و”Bolt” عام 2014، بعدها بدأت الشركة في تقديم خصائص مشابهة لسنابشات في شبكتها الاجتماعية الرئيسية، مع تأثير محدود مرة أخرى.
لم يستمر الأمر كذلك؛ ففي أغسطس 2016 بدأت فيسبوك في تركيز جهودها على انستجرام والذي كان شبكة اجتماعية ذو سمعة لامعة ومميزة تفتقر إلى صراحة وصدق سنابشات، يقول المحلل جان داوسن: “ما جعل سنابشات جذابا هو صدقه وصراحته دون تجميل، لذا يشعر الناس بالراحة عند المشاركة بصدق، وهو شئ لا يفعلونه مع فيسبوك أو انستجرام”.
“فيسبوك شركة تقليد كبيرة ولم تكن قادرة يوما على إنتاج أي شئ فريد ومميز” – أوم مالك
اكتسب انستجرام هذه الصراحة من خلال تقديم مميزات نشرتها سنابشات بالفعل، ومن ضمنها القصص التس تختفي ذاتيا وفلاتر الوجوه ومقاطع الفيديو المباشرة والرسائل التي تختفي تلقائيا، كان الاستنساخ صارخا حتى قام سنابشات يوم كذبة أبريل بنشر فلتر يبدو تماما مثل واجهة انستجرام.
يقول أوم مالك –شريك في “True Ventures”-: “فيسبوك شركة تقليد كبيرة ولم تكن قادرة يوما على إنتاج أي شئ فريد ومميز، فهم يستخدمون خصائص سنابشات كخارطة طريقة للإنتاج ثم يضيفون بعض التعديلات البسيطة التي تجعلها أفضل وأسرع”، آتت استراتيجية فيسبوك ثمارها، وارتفعت قاعدة مستخدمي انستجرام مع تباطؤ نمو سنابشات.
يقول داوسن: “المميزات الفريدة التي جعلتك تستخدم سنابشات لم تعد فريدة بعد الآن، والقيمة الافتراضية للمشاركة الشخصية الصريحة أصحبت موجودة الآن في كل مكان مع جمهور أكبر وأصدقاء أكثر”.
تقول كيرين كويامكو أحد المستخدمين الشهيرين لسنابشات أنها لاحظت النمو السريع لانستجرام فبدأت في النشر هناك بانتظام، وتضيف: “يجب أن تذهب حيث يوجد جمهورك”، ومع ذلك تعتقد كويامكو أن هناك شئ خاص بمستخدمي سنابشات لم يصل إليه مستخدمي انستجرام بعد، فقد قامت بنشر رابط للعبة “hotdog-themed” التي صنعتها على كلا المنصتين (حيث تمتلك عدد متابعين متشابه في كليهما)، ووجدت أن جهمور سنابشات كان أكثر استجابة وتفاعلا حيث أرسلوا لها الكثير من النقاط التي حصدوها في اللعبة وتعليقاتهم عليها.
إذا ظل عدد مستخدمي سنابشات 200 مليون مستخدم نشط في اليوم، فإنه يعد إنجازا جيدا، لكن هذا ليس ما يأمله المستثمرون أو مؤسسي شنابشات”
تضيف كويامكو: “ما زال سنابشات هو الفائز في المشاركة والحميمية، لهذا السبب لا يمكنني أن أهجر سنابشات بشكل كامل حتى الآن”، يعمل انستجرام بجد ليجعل من السهل على المبدعين والمعلنين أن يجنوا المال ويمنحهم القدرة على الوصول إلى بيانات جمهورهم التفصيلية، وهو شئ كان سنايشات بطيئا في القيام به.
في الوقت نفسه حاول سنابشات تنويع أجهزته بصنع نظارات والتي كان إيراداتها ضعيفة للغاية، يقول شيفر: “لقد كان جنونا خالصا من شبيجل أن يرفض صفقة فيسبوك عام 2013″، وقارن شيفر بين مصير سنابشات وما حدث للشبكة الاجتماعية “Myspace” والتي توقفت عن العمل.
سوف يستمر فيسبوك فيما يقوم به ولن يكتشف المعلنون الأمر على الفور مثلما حدث مع ” Myspace”، لقد كان موتا طويلا ومؤلما.
لكن داوسن لا يتفق مع هذا الرأي، فهو يعتقد أنه بالرغم من أن عدد مستخدمي سنابشات لا ينمو بنفس مستوى فيسبوك، إلا أنه ما زال يملك المجال لجني الكثير من المال عن طريق بيع الكثير من الإعلانات لرفع العائد الناتج من كل مستخدم وزيادة الوقت التي يقضيه الناس في التطبيق من خلال الصفقات التليفزيونية، ففي هذا الأسبوع وقعت ” Formula 1 motor” لسباق السيارات صفقة عالمية مع سنابشات لنشر محتوى حصري لسباقات الجائزة الكبرى ” Grand Prix”، ويضيف داوسن: “إذا ظل عدد مستخدمي سنابشات 200 مليون مستخدم نشط في اليوم، فإنه يعد إنجازا جيدا، لكن هذا ليس ما يأمله المستثمرون أو مؤسسي شنابشات”.
المصدر: الغارديان