قالت صحيفة “تيليغراف ” البريطانية أن السجون المصرية مليئة بالأطفال والفتيات الصغار الذين يتعرضون لانتهاكات بالغة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الأطفال المعتقلين في السجون المصرية, وعددهم لا يقل عن 300 , يحشرون في زنازين ضيقة جدا، ويجبرون على تناول طعام مليء بالحشرات، كما يواجهون تهماً ملفقة مثل حيازة أسلحة أو التحريض على العنف ويتعرضون للانتهاكات والتحرشات اليومية في المعتقلات المصرية.
وكشفت شهادات أهالي الأطفال المعتقلين خلال المؤتمر الذي عقده هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، بمركز الشهاب لحقوق الإنسان للتضامن مع 38 طفل معتقلاً عن تفاصيل مروعة يتعرضون لها.
وفي مقال آخر نشره موقع الجزيرة الإنجليزية قبل عدة أيام قال الموقع أن الأطفال المحتجزين يعانون من فقد أبسط حقوقهم المشروعة، حيث يُسجنون مع البالغين في زنازين ضيقة ويعانون من التعذيب والضرب المستمر.
وتتهم منظمات حقوقية الجيش والداخلية من جهة ومؤيدي الرئيس مرسي من جهة أخرى باستغلال الأطفال في الدعايا السياسية، فأثناء إحدى جلسات محاكمة الرئيس محمد مرسي أحضر بعض مؤيدي السيسي أطفالهم أمام المحاكمة ورفعوا صوره في حين وضعوا أحذية تشبه أحذية الجيش فوق رؤوسهم، كما أن عددا كبيرا من الأطفال شاركوا في اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي وارتدى بعضهم لباسا أبيض يشبه الأكفان وهو ما أثار انتقادات في حينها.
ويشير تقرير التيليغراف إلى عبارات محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي قال في 10 يناير: “كنا ننتظر حتى تتحول التظاهرات للعنف، ولكننا الآن نقوم بمواجهة أي تجمع، وعندما نواجهها يهرب البعض ولكننا نلقي القبض على شخص”. ويعني إبراهيم هنا أن القانون يسمح له باعتقال أي شخص ينظم تجمعًا بدون إذن من وزارته, ويلاحظ أن عمليات الاعتقال زادت بعد إقرار القانون حيث زاد عدد المعتقلين منذ شهر نوفمبر الماضي. وحتى عندما يصل الأطفال أخيرًا لسجون الأحداث، فالأوضاع ليست أحسن من سجون الكبار.
ويتحدث قاصرون خرجوا من السجون عن اعتداءات وانتهاكات من الأولاد الذين تعينهم مصلحة السجن للحفاظ على النظام في داخل السجن. ويقول حسام (17 عامًا): “قضيت20 يومًا في زنزانة الاستقبال”، والذي وصف نظامًا من الإهانة والإرهاب للقادمين الجدد, ويقول: “هناك نظام فرضه مسؤول العنبر، ويضم الوقوف في أوضاع غير مريحة ولساعات، والضرب بالعصي وتعليق الأطفال. ويضم العقاب عدم الوقوف ثابتًا أثناء الاجتماع اليومي، وحك الرأس أو الجسد بدون إذن من رئيس العنبر”.
ويقول حسام: “قد يحرم رئيس العنبر أو من معه الأطفال من دخول الحمام أو يقومون بمضايقتهم أثناء وجودهم فيه؛ لأن الباب يجب أن يظل مفتوحًا, ولم يسمح لصبي الذهاب للحمام لمدة 12 يومًا مما أدى لنزيف داخلي ولم تقدم له العناية الطبية مع ذلك. قال حسام: إن بعض الأطفال تعرضوا للانتهاك الجنسي من قادة العنابر.
ورغم أن عدد المعتقلين لا يزال غامضا إلا أن مستوى الانتهاكات واضح فكما تقول هبة “تم دفعنا وضربنا بأعقاب البنادق، وطلبوا من كل شخص أن يستلقي على وجهه وأغلقوا أعيننا”.
وتضيف هبة وهي في عمر أقل من15 عاما حيث يحظر القانون المصري اعتقال القاصرين “قام رجال بتفتيشنا، ولمسوا معظم أجزاء جسدنا، ووضعوا أيديهم داخل ملابسنا”.
وكانت هبة قد اعتقلت ونقلت إلى معسكر لمكافحة الشغب في القاهرة واحتجزت مع 20 امرأة في زنزانة لا يتجاوز طولها 4.50 متر، وكما يحظر القانون المصري اعتقال القاصرين دون سن الـ15، فإنه حظر احتجازهم مع الكبار في العمر.
ووصفت هبة الوضع داخل الزنزانة بـ “الخانق” حيث ظلت النساء طوال الوقت في ملابسهن من أجل منع الحرس من التحرش بهن , وسمح للمجموعة بالخروج مرة لمدة خمس دقائق لممارسة الرياضة، وهو ما يعتبر خرقا للقانون الدولي الذي يحدد ساعة على الأقل للخروج يوميا من زنازين السجن, أما الطعام الذي يتناولونه فهو كما تقول “سيء، وعادة ما تتم مصادرة الطعام الذي يحضره الأهالي إما بعضه أو كله”.
و “في العادة ما يوزع الحرس علينا علبة جبنه واحدة للجميع وبعض الخبز، وأحيانا ما يحتوي الطعام على الصراصير”.
وقبل أكثر من شهرين نشرت التيليغراف تحقيقا بعنوان “الفتيات “الإرهابيات” اللواتي وحدن مصر” عن اعتقال طالبات في مصر وسجنهن بتهمة المشاركة في مظاهرات مساندة للرئيس محمد مرسي.