ترجمة وتحرير نون بوست
يوم الجمعة، صرح رئيس القوات الخاصة الأمريكية، بأن روسيا قد وضعت موطئ قدم أكثر مصداقية من الولايات المتحدة في سوريا، وأن موسكو قد تستخدم هذا النفوذ لطرد القوات الأمريكية من هناك. وخلال مؤتمر أمني في معهد أسبن، قال قائد قيادة العمليات الخاصة، الجنرال ريموند توماس، إنه في حين لا تزال مكافحة الإرهاب تشكل أولوية بالنسبة لقواته، فإن القانون الدولي يمكن أن يمنع الولايات المتحدة من الحفاظ على وجود طويل الأمد في سوريا، حيث كان تدخلها غير شرعي من قبل الحكومة.
علاوة على ذلك، تشارك روسيا في الحرب ضد تنظيم الدولة وغيرها من الجهاديين في سوريا، لكنها تدخلت بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد. وهو أمر قال الجنرال توماس إنه يمكن أن يتيح لموسكو فرصة إنشاء قضية ملموسة لمغادرة الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، أورد الجنرال ريموند توماس، “هذه هي المعضلة التي نواجهها؛ فنحن نعمل في دولة ذات سيادة. الروس ومؤيديهم لم يستدعوا الأتراك في سوريا. ونحن بعيدون كل البعد عما يدعيه الروس “نحن نتواجد في سوريا، فهل ينطبق الأمر على الولايات المتحدة؟” كما أضاف الجنرال “إذا لعب الروس هذه البطاقة فإننا نرغب في البقاء لكن ليس لدينا القدرة الكافية للقيام بذلك”.
الجنود الروس، على العربات المدرعة، يقومون بدوريات في إحدى شوارع حلب، في شباط/ فبراير 2017. واعتبر نجاح الجيش السوري في الاستيلاء على حلب على نطاق واسع نقطة تحول في الحرب، وأظهر كيف أن دعم روسيا كان حاسما لجهود الأسد لإعادة السيطرة على المناطق التي خسرها أمام المتمردين والجهاديين
عموما، تقاتل الولايات المتحدة وروسيا لدحر تنظيم الدولة في سوريا، لكنهما يدعمان فصائل مختلفة لديها وجهات نظر متعارضة حول مستقبل سوريا السياسي. فمن جهتها، تساند واشنطن القوات الديمقراطية السورية، التي قال عنها توماس أنها عملت من أجل أن تنأى بنفسها عن وحدات حماية الشعب القومية الكردية.
علاوة على ذلك، أكد توماس أن وكالة المخابرات المركزية قد قطعت علاقاتها مع الجماعات المتمردة السورية الأخرى، التي تحاول إسقاط الأسد منذ سنة 2011. في المقابل، تدعم روسيا وإيران الجيش السوري وحلفاءه، الذين يرفضون التطلعات الوطنية للجماعات الكردية، والأيديولوجية السنية المتطرفة للجهاديين، ويدعون إلى انتفاضة سياسية من قبل المعارضة.
والجدير بالذكر أن الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لطالما طالبا الولايات المتحدة والدول الأخرى المعارضة للحكومة السورية، باحترام السيادة الوطنية للبلاد. وفي الوقت الذي بدى فيه الرئيس دونالد ترامب ملتزما بهذا الرأي أكثر من سلفه، اتخذ نهجا أكثر عدوانية في نيسان/ أبريل. وتبلور ذلك عندما أمر بشن هجوم لم يسبق له مثيل على قاعدة تابعة للقوات الجوية السورية، مدعيا أنها مصدر الأسلحة الكيميائية التي استخدمت ضد المدنيين قبل أيام. من جانبهم، نفى كل من الأسد وبوتين هذه المزاعم، ولكن شرعية الهجوم أثارت العديد من الشكوك في صفوف الخبراء.
جندي من الجيش الأمريكي يحمل بندقية بينما يقف حارس بجوار سيارة مدرعة. كما يزور بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي إلى التحالف ضد تنظيم الدولة، مدينة الطبقة، في 29 حزيران/ يونيو 2017. في الواقع، تشارك الولايات المتحدة أيضا في الحرب ضد تنظيم الدولة، لكنها تدعم فصيلا مختلفا عن روسيا غير مرتبط بالحكومة السورية.
في الحقيقة، تزعم الولايات المتحدة أنها لا تنوي استهداف القوات الموالية للحكومة، ولكنها فعلت ذلك في عدة مناسبات، وادعت أنها كانت تدافع عن “مناطق خفض التصعيد”. وفي الفترة الأخيرة، شنت الولايات المتحدة سلسلة من الهجمات على المقاتلين الداعمين للأسد في جنوب البلاد كما أسقطت طائرة سورية في الشمال. لذلك، واجهت موجة غضب من روسيا التي ذهبت إلى حد القول أنها سوف تستهدف طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وفي شأن ذي صلة، أشار توماس إلى هذا الحادث وغيرها من الحوادث، التي جدّت بين القوات المؤيدة للحكومة والقوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة، واصفا إياها “بالإشارات القريبة” التي قد تؤدي بعد سقوط تنظيم الدولة إلى تشكيك روسيا في التواجد الأمريكي في سوريا.
في الأسابيع الأخيرة، كان تقارب البلدين غير مستقر إلا أنهما تفاوضا على وقف إطلاق النار بين الجيش والمتمردين في جنوب غرب البلاد. ولكن، لا تزال التوترات قائمة، إذ أن قوات سوريا الديمقراطية والقوات المسلحة السورية طردت تنظيم الدولة من المناطق المحيطة بالرقة، التي يتخذها تنظيم الدولة عاصمة له، وبالتالي استطاعت روسيا فرض وجودها.
المصدر: نيوزويك