ترجمة حفصة جودة
يقوم المحامي الخاص روبرت ميلر بتحقيق موسع يتضمن الأنشطة التجارية للرئيس دونالد ترامب بالإضافة إلى شركائه ومن ضمنهم صهره جاريد كوشنر، لقد بحثنا في كيف حاول كوشنر لكنه فشل في الحصول على إنقاذ مالي من قطر بقيمة نصف مليار دولار، فهل أثرت صفقته الفاشلة على تعامل ترامب مع الأزمة الدبلوماسية في الخليج؟ تحدثنا مع ريان جريم من صحيفة إنترسبت والذي كتب مقال بعنوان: “جاريد كوشنر حاول لكنه فشل في الحصول على إنقاذ مالي بنصف مليار دولار من قطر”.
آمي غودمان: أعلنت بلموبرج أن المحامي الخاص روبرت ميلر قد توسع في تحقيقه حول الرئيس ترامب وتواطؤه المحتمل مع روسيا، يبحث ميلر في أنشطة ترامب التجارية بالإضافة إلى أنشطة شركائه ومن ضمنهم صهره جاريد كوشنر، ووفقا لبلومبرج فالمحققون مهتمون بمحاولة كوشنر لتأمين الدعم المالي من أجل بعض ممتلكاته العقارية العائلية.
ضيفنا اليوم ريان جريم من جريدة إنترسبت والذي كتب مؤخرا مقال بعنوان ” جاريد كوشنر حاول لكنه فشل في الحصول على إنقاذ مالي بنصف مليار دولار من قطر”، كشف المقال عن مفاوضات كوشنر ووالده شارلز المباشرة مع الملياردير رئيس وزراء قطر السابق شيخ حمد بن جاسم الثاني لإعادة تمويل ممتلكاتهم في 666 الجادة الخامسة في نيويورك.
لعب كوشنر دورا خلف الستار في إقناع الرئيس ترامب بأن يتخذ موقفا ضد قطر
طوال عامي 2015 و2016 سعى كوشنر إلى الحصول على قرض قيمته نصف مليار دولار من المستثمر القطرى لإنقاذ ممتلكاته، لكن بعد محادثات واعدة فشلت الصفقة، نُشرت القصة أثناء وقوع قطر في أزمة دبلوماسية كبيرة مع جيرانها الخليجيين ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية، وقف الرئيس دونالد ترامب في صف السعودية، ووفقا لإنترسبت فقد لعب كوشنر دورا رئيسيا خلف الكواليس في تصعيد الموقف الأمريكي ضد قطر.
في هذا الحوار يحدثنا ريان جريم عما كتب عنه على نطاق واسع.
ريان جريم: حسنا؛ إليكم خلفية صغيرة عما حدث، كما تعلمون فقد ذهب الرئيس ترامب إلى السعودية هذا الربيع، وبعدها بفترة قصيرة قامت السعودية والإمارات وبعض دول الخليج بمقاطعة عزل قطر، وعلى الفور أرجع دونالد ترامب الفضل له في ذلك فقد قال: “لقد دفعتهم للقيام بذلك، فكما تعلمون لقد اقترحت عليهم أن يتخذوا موقفا صارما من قطر”، لم يكن موقف ترامب متسقا تماما لك هذه كانت مسرحيته الأولى، حاول ريكس تيلرسون –وزير الخارجية- التوسط لإنها هذا الحصار لكنه يعتقد أن جاريد كوشنر لعب دورا خلف الستار في إقناع الرئيس ترامب بأن يقول: “لا؛ يجب أن نتخذ موقفا صارما ضد قطر”
لذا ما نكشف عنه الآن أنه ربما يكون هناك أسباب لهذا العداء، فكما قلنا حاول كوشنر العام الماضي الحصول على نصف مليار دولار لتأمين الاستثمار في ممتلكاته التي تقع في الجادة الخامسة بنيويورك، كانت شركات كوشنر ذات استثمارات عالية وقد حققت ظهورا قويا عام 2007، لكن التوقيت لم يكن ليصبح أكثر سوءا، حيث بدا بشكل درامي أنها دفعت كثيرا، ويبدو أن استثمارات الشركة بمبلغ 500 مليون دولار قد قضت على قيمة الممتلكات الحالية.
التعليقات المنشورة على الإنترنت والمنسوبة إلى أمير قطر لشن هذا الحصار؛ كانت في الحقيقة عملية قرصنة إماراتية
لذا وافق القطريون على منحهم 500 مليار دولار في حالة استطاعوا أن يحصلوا على باقي التمويل من مكان آخر، ذهب كوشنر إلى الصين لكن الصفقة فشلت عندما انتشر الخبر بين العامة، وحينها قال القطريون: “يبدو أنكم لن تستطيعوا الحصول على بقية الاستثمار لذا لن نستطيع الدفع في الوقت الحالي”، بعد أسابيع قليلة من ذلك أعلنت دول الخليج مقاطعة قطر.
وهكذا؛ علينا أن نسأل هذا السؤال المزعج الآن، ماذا لو نجح الاستثمار؟ هل كانت إدارة ترامب ستتخذ نفس موقفها المتشدد من قطر؟ وهل يراه المستثمرون الآخرون كعقاب لعدم الاستمرار فيما يراه معظم الناس في هذا المجال بأنه استثمار سئ حقا؟
آمي غودمان: وبالطبع أدى الاجتماع في المملكة العربية السعودية إلى العديد من التطورات المختلفة، من بينها عقد أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية، كان كوشنر هنا أيضا ويبدو أنه مقربا من ابن الملك والذي هو في نهاية المطاف مسؤولا عن تلك الحرب المدمرة التي تشنها السعودية بدعم الولايات المتحدة في اليمن.
حدثت هذه الأمور عند ذهاب ترامب وكوشنر وآخرين من بينهم تيلرسون إلى المملكة العربية السعودية، وعندما خرجوا أعلن الرئيس ترامب أن له الفضل في عزل دول الخليج لقطر، لكن يبدو أن ذلك حدث ضد رغبة وزير الخارجية ريكس تيلرسون والتذ كان يحاول جمع القوات في السعودية وقطر لحل النزاع بين الدولتين.
يعتقد تيلرسون أن يوسف العتيبة هو من كتب تلك التصريحات وقرأها ترامب من خلال كوشنر
ريان جريم: بالطبع، وكان الوسيط في ذلك كله سفير الإمارات لدى المملكة المتحدة يوسف العتيبة المقرب من كوشنر، هذا هو الشخص الذي دفع بشدة تجاه مقاطعة قطر في العاصمة واشنطون، وما سربته المخابرات الأمريكية في ذلك الوقت إلى واشنطون بوست يقول أن التعليقات المنشورة على الإنترنت والمنسوبة إلى أمير قطر لشن هذا الحصار؛ كانت في الحقيقة عملية قرصنة إماراتية
وكما تعلمون فبعد نشر هذه التعليقات مباشرة على لسان الأمير –حيث كان يمجد إيران ويتحدث بلهجة شديدة مع الولايات المتحدة- أعلنت خدمة الأخبارالقطرية خبرا تقول فيها: “لقد تعرضنا للاختراق وهذه التصريحات ليست حقيقية، نحن نسحب هذه التصريحات ولا نعلم منا حدث وسوف نفتح تحقيقا في هذا الأمر، لكن الأمير القطري لم يتفوه أبدا بتلك التصريحات”.
ووفقا لمصادر المخابرات الأمريكية؛ فقد نظمت الإمارات هذا الاختراق لنشر هذه التصريحيات التحريضية بدعم ترامب، واتخذتها مع السعودية ذريعة لفرض هذا الحصار ومقاطعة قطر، وكما قلت فكوشنر والعتيبة حليفان مقربان، ويعتقد تيلرسون أن يوسف العتيبة هو من كتب تلك التصريحات وقرأها ترامب من خلال كوشنر.
المصدر: ديموكراسي ناو