قال مترجم مصري وصاحب شركة خاصة تترجم الكتب الصينية إلى العربية، أن الصين تحاول التواصل المباشر مع الثقافة العربية، وتسعى إلى توضيح صورتها للقارئ العربي الذي كان يعرفها فقط عبر ما يقدمه الإعلام الغربي، كما تسعى في نفس الوقت إلى نقل الثقافة العربية مترجمة إلى الصينية لتعريف المواطن الصيني بالعالم العربي وثقافته.
وقال أحمد السعيد صاحب دار بيت الحكمة للثقافة والإعلام في الصين ووكيل دور النشر الصينية في المنطقة العربية، في تصريح للأناضول، على هامش مشاركة الصين في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء (شمال)، أن الطموح الصيني لنشر الكتب الصينية باللغة العربية يعود لعدم فهم المواطن العربي للثقافة الصينية جيدا، وهو ما يدفعها للمشاركة في المعارض العربية “حتى يكون النقل مباشر من الكاتب الصيني إلى القارئ العربي”.
وحسب الناشر المصري الحاصل على الدكتوراه في علم الأعراق البشرية من جامعة ننغيشيا (شمال غرب الصين)، فإن الحكومة الصينية تسعى للتعاون مع الدول العربية في المجال الثقافي، وهو ما توج في سنة 2011 بتوقيع 271 اتفاقية تبادل حقوق نشر بين الصين والدول العربية، وبصدور حوالي 50 كتابا لدور نشر صينية باللغة العربية العام الماضي، من بينها مجموعة أدبية وروايات وقصص قصيرة، وكتب في الثقافة والتاريخ.
وأشار السعيد إلى أن الحكومة الصينية تدعم نشر الكتب المترجمة إلى العربية، مما يجعل ثمن الكتاب مخفضا وتحدده فيما بعد دور النشر العربية التي تنشره. مضيفا أنه تم مؤخرا البدء في طبع الكتب المترجمة من الصينية في العالم العربي مما خفض من تكلفة الكتاب.
ويقول أحمد السعيد أنه أسس شركته الخاصة “بيت الحكمة” تيمنا بالبيت الذي أسس في بغداد في العصر العباسي وقام على ترجمة علوم الرياضيات والفلسفة والأدب إلى اللغة العربية.
وفي الرواق الصيني المزين بالفوانيس الحمراء التي يستعملها الصينيون للاحتفال بالسنة الجديدة، يتوافد شباب وأطفال مرددين جملة “نيهاو” التي تعني باللغة الصينية “مرحبا”، ويتصفحون الكتب حول الثقافة الصينية مترجمة إلى اللغات العربية والفرنسية، والانجليزية والإسبانية.
ويقول لاي جونغ نائب مدير دار النشر “الصين للقارات” والمسؤول عن الرواق الصيني في المعرض، أن “الكتب موجهة بالأساس إلى الخارج من أجل تعريف الأجانب من كل الدول بالثقافة الصينية.. كما توجد كتب أخرى تؤرخ للحضارة والفنون والتاريخ والجغرافيا”.
وأشار لاي جونغ إلى أن الكتب الصينية التي تتعلق بالإسلام تتم ترجمتها إلى اللغتين التركية والعربية “بحكم القاعدة الكبيرة للقراء ككتاب الإسلام في الصين لمؤلفه جهانغ غوانكليغ”.
وعن الأسلوب المتبع في ترجمة الكتب الصينية إلى اللغات الأجنبية، قال لاي جونغ أن العربية تعتبر من اللغات التي تتم الترجمة إليها مباشرة دون الحاجة إلى المرور عبر ترجمة من لغة أخرى. وأن دار النشر تعتمد سياسة خاصة في ترجمة أي كتاب، بالاعتماد على مترجم رئيسي ومترجم آخر ليحقق الترجمة الأولى ويتأكد منها.
ويذكر أن الصين كانت ضيف شرف المعرض الدولي في إسطنبول التركية في شهر نوفمبر /تشرين الثاني 2013 عرف مشاركة أكثر من 100 دور نشر صينية.