أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن خطة أممية تتكوّن من ستّ نقاط لإعادة السلام إلى إفريقيا الوسطى، ووقف المجازر التي ترتكبها ميليشيا انتي بالاكا في حق المسلمين هناك.
وتقضي الخطة بنشر أكثر من ثلاثة آلاف جندي لحفظ السلام بإفريقيا الوسطى وتعزيز القوات الإفريقية والفرنسية المتواجدة هناك، وذلك خلال الأيام والأسابيع القادمة. كما تدعو إلى ضرورة التنسيق بين القوات الدولية وتزويد الافريقية منها بالدعم اللوجستي والمالي اللازمين، خصوصا فيما يتعلّق بالمياه والوقود، بالإضافة إلى تسريع عملية المصالحة السياسية.
ومن المتوقع أيضا أن يتم إيفاد رئيس لجنة التحقيق الأممية المعنية بحقوق الانسان للتحقيق في الجرائم المرتكبة في إفريقيا الوسطى، مع زيادة المساعدات المخصصة لهذا البلد، والتي لم تتجاوز الـ 15 في المائة من المبلغ الجملي الذي تحتاجه البلاد من أجل مواجهة الأزمة فيها.
وتفاعلا مع خطة بان كي مون، ونقلا عن وكالة الأناضول، قال أسقف الكنيسة الكاثوليكية بإفريقيا الوسطى: “أعتقد أنّ دعواتنا لقيت صدى طيّبا، فلقد جبنا جميع أنحاء أوروبا من أجل الحصول على دعم دولي لمساندة إفريقيا الوسطى وإنقاذها من دوامة العنف الطائفي، وقرار بان كي مون هو أكبر شاهد على ذلك، كما أنّ النقاط الستّ التي طرحها ضمن الخطة من شأنها أن تضمّد جراحنا”.
وشدد الأسقف على أنّه يتحدّث نيابة عن زعماء الدين في البلاد بمختلف انتماءاتهم ومرجعياتهم، مسلمين كانوا أم مسيحيين، أو غير ذلك، بمن فيهم “أساقفة بانغي واتحاد الكنائس الأنجيلية وأئمة الأقلية المسلمة”. كما تمّ عقد مؤتمر صحفي تناول تفاصيل الخطة وموقف زعماء الدين منها.
ويذكر أن ميليشيا انتي بالاكا (مسيحيين) حملت السلاح في الصيف الماضي في وجه المسلحين المنتمين لحركة سيليكا (مسلمين) الذين كانوا يمسكون بالسلطة آن ذاك، ومع ااستقالة رئيس الجمهورية ميشال دجوتوديا المنتمي إلى مسلحي سيليكا، انتقلت ميليشيات الانتي بالاكا من مهاجمة مسلحي حركة سيليكا إلى مهاجمة المدنيين المسلمين عامة.
وتوجه أصابع الاتهام إلى القوات الفرنسية المتواجدة في البلاد والتي يقدر عددها ب2000 جندي بالتقصير في حماية المدنيين المسلمين وبالانحياز إلى الأغلبية المسيحية، في حين تقول الجهات الفرنسية بأنها غير قادرة -إلى حد الآن- على فرض الأمن والسيطرة على ميليشيات الانتي بالاكا.
وفي بداية ديسمبر، نشرت فرنسا 1600 جندي في إفريقيا الوسطى لكن هذه الكتيبة المحدودة التي تتحرك بدعم من القوة الإفريقية البالغ عديدها ستة آلاف عنصر لم تتمكن من احتواء العنف بين المسيحيين والمسلمين. وتتجه الأمم المتحدة إلى نشر قوة لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى تضم نحو عشرة آلاف جندي، لكن هذا الأمر يتطلب موافقة الاتحاد الإفريقي الذي لا يزال مترددا فضلا عن قرار يصدره مجلس الأمن الدولي.