ترجمة حفصة جودة
تستطيع ديزني الآن أن تتبع ضحكاتك وابتساماتك وعبوسك داخل قاعات السينما المظلمة، حيث يستخدم ذراع البحث الإعلامي المتعدد آلات تستطيع تقييم ردود أفعال الجماهير على الأفلام استنادًا لتعبيرات وجوههم، هذا ما أعلنوه في ورقة بحثية جديدة.
تستخدم ديزني ما يُسمى بالتشفير التلقائي التحليلي المميز “FVAEs” للتنبؤ بردود فعل المشاهد على بقية الفيلم بعد تتبع تعبيرات وجهه لعدة دقائق.
تتعلم تقنية “FVAEs” مجموعة من تعبيرات الوجه مثل الابتسامات والضحك من المشاهدين، ثم تربط بين جميع المشاهدين لترى هل يقومون بالضحك على نفس المشاهد أم تظهر عليهم تعبيرات أخرى، هذه التقنية أكثر تطورًا من الطريقة التي تستخدمها أمازون ونتفليكس لتقديم اقتراحات لمشاهدة وشراء منتجات جديدة استنادًا لتاريخ تسوقك ومشاهداتك.
هذه التجربة حدثت في أثناء عرض الأفلام في مسرح محدد يتسع لـ400 شخص
من خلال وضع 4 كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء وأضواء تعمل بالأشعة تحت الحمراء أيضًا فوق شاشة المسرح، سيتمكن الباحثون من تعرف 16 مليون من معالم وتعبيرات الوجه لأكثر من 3100 من رواد المسرح خلال 150 عرضًا لـ9 من أفلام ديزني ومن ضمنهم سلسلة أفلام حرب النجوم مثل فيلم القوة تنهض وزوتروبوليس وكتاب الأدغال.
يحلل جهاز الكمبيوتر بعد ذلك البيانات، (قبل أن تشعر بالقلق، ديزني لا تتبع كل خطواتك في مسرح مدينتك، فهذه التجربة حدثت في أثناء عرض الأفلام في مسرح محدد يتسع لـ400 شخص، وكان للجمهور حق اختيار المشاركة من عدمه).
هذه التكنولوجيا الجديدة تساعد استوديو الأفلام في الحصول على قراءة أفضل للفيلم من خلال جمهور الاختبار، فهذا الجمهور يشاهد الفيلم مبكرًا في عروض خاصة، والتي كانت لفترة كبيرة عنصرًا أساسيًا في هوليوود.
يؤمن المخرج بول فيغ – مخرج فيلم صائدو الأشباح – بعروض الاختبار بجنون كما يقول عن نفسه
تقوم استوديوهات الأفلام بتغيير الأفلام أو تبديل بعض المشاهد عندما لا تحصل على ردود الأفعال المطلوبة من جمهور الاختبار، بهذه الطريقة انتهى عرض فيلم “E.T.” بعد صعوده وهو فيلم خيال علمي صدر عام 1982 يحكي عن صداقة تحدث بين طفل أرضي ومخلوق فضائي، لكن جمهور الاختبار رفض الفيلم.
يؤمن المخرج بول فيغ – صاحب الأفلام الكوميدية صائدو الأشباح والإشبينات – بعروض الاختبار بشدة، حيث يقول إنه يعتمد على تلك العروض كالمجنون، وقال للجمهور في أثناء مهرجان تريبيكا للأفلام في شهر أبريل: “سأحاول عرض الفيلم أمام جمهور الاختبار بأسرع ما يمكن، قد يستغرق الأمر 4 أسابيع، لكن أعتقد أنكم ستحبون الفيلم”.
من الممكن توظيف هذه التقنية الجديدة خارج قاعات السينما
تميل هذه الاختبارات للاعتماد على التقارير الذاتية من رواد المسرح، ويقول البحث إن هذه التقارير ذاتية غير موضوعية ومكثفة الجهود لكنها تفتقر إلى الكثير من التفاصيل الدقيقة المؤقتة، فهي تتطلب شخصًا يستطيع التفكير بوعي ويوثق ما يشاهده، هذا يعني أنه قد يفوت بعض الأجزاء المهمة في الفيلم.
تزود بعض الاستوديوهات جمهورها بأجهزة قابلة للارتداء والتي تتبع ضربات القلب وبعض الاستجابات البدنية الأخرى، مثلما قامت شركة “20th Century Fox” مع فيلمها “العائد”، لكن ديزني تقول إن نهجها يقوم على رؤية أفضل، لأنها تسمح للمشاهدين بتجربة الفيلم بطريقة طبيعية تمامًا.
يقول فريق البحث إن هذه الطريقة ممن الممكن توظيفها خارج قاعات السينما، من الممكن استخدام “FVAEs” لتحليل الغابات عن طريق تسجيل الاختلافات في استجابة الأشجار للرياح وفقًا لحجم ونوع الشجرة وكذلك سرعة الرياح، من الممكن استخدام هذه النماذج لمحاكاة الغابة في أفلام الرسوم المتحركة، هذا الأمر قد يكون مفيدًا لنماذج الحدائق في ديزني والذي أصبح أكثر واقعية كل يوم عما قبله.
المصدر: كوارتز