أكمل ما قد بدأته من حكي عن الزواج ,,
سأطرح سؤالا، ربما هو من أهم الأسئلة التى ستدور فى ذهن من قرر أن يبحث عن نصفه الآخر: لماذا سأتزوج؟ ولماذا هذه /هذا بالذات؟
كثيرة هى الإجابات التقليدية على هذا السؤال، سأـتزوج كي تستقر حياتى من التخبط والتنقل والترحال مابين هنا وهناك، سأتزوج كي أكمل نصف دينى، سأتزوج كى أستقر نفسيا وعاطفيا، كى أجد المرفأ الذى أعود إليه كل يوم من عناء اليوم، سأتزوج .. لأننى كبرت ولابد لى أن اتزوج، سنة الحياة.. إلخ من أجابات عديدة وكثيرة..
وليس كل ماهوتقليدى سئ ولابد أن نثور عليه ونغيره، لكن الإجابات النمطيه تريحنا من عناء التفكير، فبدلا من أن نضع لأنفسنا فلسفة للزواج وإجابة حقيقية نابعة من إحتياجاتنا نضع الأكلشيه المعتاد كى نتخلص من أول سؤال يطرق على العقل ..
نتزوج كى نبنى بيت صغير يناسب طرفى العلاقة، يُبنى على الحب المودة والرحمة، يحفه التفاهم كي نتجاوز أزمات الحياة بسهولة، كي نصنع عالما مختلف يخرج أناس يحققون شيئا ما للبشرية مهما كان بسيطا او عظيما، لكن يضعون بصمة على معادلة الحياة ,
الغاية الكبرى من أن يبدأ اثنين حياتهم سويا، هو أن يجد هو وهى “الحضن” ماديا ومعنويا، حضن يلتجأوا إليه دوما وابدا وليس فقط وقت الحاجة..
حضن بيتهم الصغير يحتويهم ويكبر الحب بينهم فتكون الأسرة متزنة ,,حضن أساسه فهم للعلاقة بينهم جيدا ,الإحتياجات النفسية والمادية ,الحكي المتبادل والحديث الذى لاينقطع عن تفاصيل الحياة.
نتزوج كي نستقر نعم، نستقر نفسيا وعاطفيا ونبدأ نرتكز على نقطة إرتكاز جديدة ونعيش حياة جديدة مختلفة عن الحياة السابقة ,
ورغم ذلك هناك اناس يستطيعون العيش دون زواج وحياتهم مستقرة ويكملون مسيرتهم ويعطون للحياة ,وليس معنى الحكي عن الإستقرار أن الذين قرروا ألا يتزوجوا او لم يجدوا أنصافهم الآخرى حياتهم مضطربة ,
لكن لكل مسار من مسارات الحياة طبعهم المختلف ,ومرحلة الزواج تضفى إستقرار نفسى معين يحتاجه البعض وقد يستغنى عنه البعض الآخر .
لذا لابد وأن يجيب الكل عن لماذا أتزوج ؟إجابة حقيقية نابعة مما يريده هو، لا مما يراه إجابة نموذجية
كما قال الكتاب..
ويأتى السؤال الأهم ,لماذا هو او هى بالذات ..؟
ماالذى يدفعك لإختيار تلك الفتاة، وماالذى يجعلك تريدين هذا الفتى؟ هل الوسامة والجمال، هل الإلتزام الأخلاقى والديني، هل المستوى المادى والإجتماعى؟ هل صفاته الشخصية؟ ..
دائما هناك مقولة تتردد أنه “حين يأتى الحب تجد نفسا غارقا فيه دون أدنى تفكير” ولكن هل يأتى دون أن يعجبك في الطرف الآخر شئ، أم انه كان به ماتريد فأحببت ..
لاأدرى فالحب هو تلك الدقة التى يدقه القلب دون سابق إنذار ويأتى بعدها حديث العقلانيات والتناسب .
ولكن إذا لم يكن هناك حب ودقة قلب ,ماهى أول ماجعلك تلتفت؟
القبول كما يقال دوما ..الخطوة الأولى لإزالة جدار الحيرة ..حين يحدث قبول بين الطرفين تجد الأسئلة الكثيرة والمتصارعة بالداخل .لماذا هو ولماذا هى ..
إجابة لماذا يحددها كل فرد يريد أن يبنى حياة مختلفة وحقيقية لامجرد فرض إجتماعى ..
الإجابة تكمن فيما تحتاجه أنت او انتى .
هل أحتاج رجل حنون يحتوينى جيدا ويدفعنى نحو طموحى قوى ؟
هل احتاج فتاة رقيقة تفهم جيدا معنى الزواج فتقوي ظهرى على حمل الإيام ؟
هل تريدها تعمل ام لا؟
هل تريده أكبر منها بسنوات كثيرة ام لا؟
هل يناسب عنفوانها وطموحها الجارف ؟
هل يناسبك أحلامه الغير واقعية آحيانا ؟
هل تستطيعين ان تكونى ام وصديقة وحبيبة وزوجة ؟
هل تستطيع أن تكون الكون كله بالنسبة لها ؟
ماالذى يعجبك وتتمناه فيها ؟
ماالذي تريدينه منه ؟
هل وهل وهل ؟
أسئلة كثيرة لابد أن نسألها ومزيد .. كى نجيب على سؤال لماذا هي بالذات.. ؟
تلك الخطوة ليست مجرد ديكور نضيفه على بيت جديد , بل هي قرار مصيرى يشكل كيان أسرة .. حين نتعرف جيدا على ذواتنا نستطيع أن نقدم لأنفسنا إجابة منطقية لسؤال البداية لماذا أتزوج ولماذا هى/ هو بالذات ؟؟
لازال الحكي مستمرا حول دهليز الحب والزواج …