سيطرة قوات الجيش الوطني اليمنية على أحد أهم القواعد العسكرية “معسكر خالد بن الوليد” في 26 يوليو/تموز الجاري لم يكن بمحض الصدفة أو انتصاراً عابراً . بل يُعد أهم انتصارات الجيش و أعظمها منذ مطلع العام الجاري.
التطورات العسكرية الدراماتيكية التي شهدتها جبهة المخا الساحلية ،غربي محافظة تعز، خلال الاسابيع الأخيره جاءت بعد توقف دام لقرابة ثلاثة أشهر للعمليات العسكرية ، والتي تمكنت آنذاك من السيطرة على جبل النار ومنطقة نابطه وغيرها من المناطق المتصله والمرتبطة بموقع المعسكر الاستراتيجي.
وتسعى قوات الجيش الوطني للسيطرة على المعسكر والمواقع الاستراتيجية المحيطة به ضمن عملية “الرمح الذهبي” والتي أطلقتها القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف العربي مطلع العام الجاري في السابع من يناير/كانون الثاني.
يكتسب المعسكر أهمية جيوسياسية. إذ يقع في مفرق المخا غرب محافظة تعز و شرق مدينة المخا، على مفترق طريقين مهمين وهما طريق تعز الحديدة وطريق تعز المخا باب المندب.كما أنه يُشكل نقطة وصل يتوسط مديريات موزع و الوازعية والمخا الساحليه.
سيطرة قوات الجيش الوطني على معسكر “خالد” – الخط الدفاعي الثاني عن ساحل المخا – يمثل ضربة قاضية و عملية عسكرية ناجحة لها أبعاد و دلالات
يتمتع موقع المعسكر بسلسلة جبلية وهضاب تحميه من جميع الجهات ناهيك عن السور الحجري الخارج الضخم و التحصينات و الخنادق التي منحت الطرفين: قوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى الاستماتة عليه.
أما من الناحية الرمزية فهو يمثل أهم تحصينات المخلوع ،علي عبدالله صالح، باعتباره المعسكر الأول الذي قاده في حياته العسكريه ومنه خلاله ايضاً صعد إلى الحكم الممتد لأكثر من ثلاثة عقود ؛ الأمر ذاته الذي دفعه مطلع مارس/آذار من العام الجاري إلى إرسال تشكيلات الحرس الجمهوري وقوات النخبه بما فيها فرق القناصه للدفاع عنه وحمايته خصوصاً بعد أن كانت قوات الجيش والمقاومة على مقربة من المناطق المحيطة به.
دلالة وأهمية السيطرة
سيطرة قوات الجيش الوطني على معسكر “خالد” – الخط الدفاعي الثاني عن ساحل المخا – يمثل ضربة قاضية و عملية عسكرية ناجحة لها أبعاد و دلالات وانعكاسات على مسار العمليات العسكرية خلال الأيام القادمة.
يمكن القول أن السيطرة على مثل هذه القاعدة العسكرية المهمة من خلالها يمكن ضمان تأمين مدينة المخا وخطوط الملاحة الدولية في باب المندب و حماية بقية مناطق الساحل الغربي من خطر المليشيات الانقلابية والمتمثل بصواريخ الكاتيوشا متوسطة المدى.
استمرار حالة الجمود السياسي بشأن المساعي الأممية التي تهدف إلى حل الأزمة قد يُعجل من مسألة الحسم العسكري
بذلك يعني ضمان وجوود مناطق آمنه لإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية و إحياء النشاط الاقتصادي من خلال إعادة تشغيل ميناء المخا،و هذا يسهل على عملية إمداد تعز وغيرها من المحافظات التي تعاني ويلات الحرب بالمواد الغذائية والطبية.
أما على المستوى الميداني فتكمن أهميته في أن يصبح نقطة إنطلاق عمليات تحرك الجيش والمقاومة شرقا باتجاه مدينة تعز وغربا نحو الحديدة بالإضافة إلى قطع خطوط إمدادات المليشيات الإنقلابية بين محافظتي تعز و الحديدة،وهذا قد يُسهم في فتح الحصار عن تعز من الناحية الغربية وتطويق جيوب المليشيات المتبقية في بقية أجزاء مديريات الساحل.
ماذا بعد؟
قد يتساءل الكثيرون حول ماذا بعد هذا الانتصار الكبير؟ والجواب على ذلك مرهون بالخطط العسكرية التي إذا ما جعلت هذا الانتصار أخر محطتها للوقوف سيكون هناك متغيرات على الأرض.
كذلك استمرار حالة الجمود السياسي بشأن المساعي الأممية التي تهدف إلى حل الأزمة قد يُعجل من مسألة الحسم العسكري و التوجه نحو مدينة تعز لاستكمال تحريرها وكسر الحصار المفروض عليها منذ عامين بالتوازي مع تحرك أخر باتجاه ميناء الحديدة – ثاني أكبر ميناء في اليمن.