الجيش والإعلام يبيعان الوهم الكاذب للمصريين

Gamal-Shiha-demonstrates--012

“قام المستشار عدلي منصور والمشير عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة بمشاهدة  أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية، والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، كما يمكنه القضاء على فيروس “سي” بتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات وبنسبة نجاح تجاوزت 90%.” – صحيفة المصريون

“قال الدكتور أحمد مؤنس، أحد أعضاء الفريق الطبي المكتشف لعلاج الفيروس”سى”، أن جهاز علاج  فيروس “سي” من اختراع اللواء إبراهيم عبد العاطي أحد ضباط القوات المسلحة، مؤكدا أن فترة علاج الفيروس تتراوح ما بين 14 إلى 16 ساعة، ولا يوجد له آثار سلبية ونسبة النجاح من المرض تصل إلى 95%.” – صحيفة الدستور

“قدم حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبى المصرى والمرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، التحية للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة على انجازها لابتكار جهاز معالجة فيروس الكبد الوبائى “فيروس c” وفيروس الايدز.” – صحيفة الوطن

“أقر رئيس الجمهورية، عدلي منصور، والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسي، اكتشافا مصريا جديدا، يقضي على فيروس “سي”، والإيدز، وإنفلونزا الخنازير.” – صحيفة أخبار اليوم 

“وكان رجال القوات المسلحة حققوا طفرة علمية باختراع أجهزة للكشف عن المصابين بفيروس سي والايدز بدون الحاجة الى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة ، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعد تصريح وزارة الصحة والسكان.” – صحيفة الوفد

هذه عينة من الأخبار التي تنشرها الصحف المصرية بخصوص خبر قديم صدره الجيش للإعلام مرة أخرى بعد الإعلان عنه لأول مرة قبل أكثر من عام. 
الخبر كما صورته وسائل الإعلام المصرية يقول أن الجيش استطاع اكتشاف علاج لأمراض نقص المناعة المكتسب الإيدز، الكبد الوبائي (سي) ، وإنفلونزا الخنازير. 

لكن قبل عام بالضبط، (25 فبراير 2013) وأثناء فترة الرئيس مرسي، أعلن الجيش عن اكتشافه، وحينها كتبت صحيفة الغارديان البريطانية أن الجيش يبيع الأمل ولا شيء سواه. 
قالت الغارديان حينها أن الجهاز يستخدم بطريقة تبدو يدوية بالرغم من كونه جهازا رقميا. يتجه المؤشر نحو الشخص المصاب بفيروس سى، بينما يظل ثابتاً فى عدم وجود مرضى بالفيروس. 

إذا فالجهاز بحسب مستخدميه من الأطباء، يُستخدم فقط في “اكتشاف المرض” وليس علاجه أو التعامل معه، بل إن عددا من العلماء شككوا حينها في الأمر.

https://www.youtube.com/watch?v=1cQMcBUMqzE

الجيش وكعادة الأنظمة القمعية التي تحكم شعوبا بذاكرة الأسماك، يعلم جيدا أن الشعوب تنسى، وكما فعلت أنظمة سابقة حين كان الرئيس يفتتح المصنع الواحد مرتين وثلاثا على مدار أعوام متتالية للإيحاء للشعب أن الجيش يقوم بالعمل الذي يجب عليه، قام الجيش هذه المرة بفعل الأمر نفسه، فأعلن مرة أخرى عن جهاز أعلن عنه سابقا، لكن بمواصفات مبهرة هذه المرة، فالجهاز الذي كان يكشف المرض عن بعد بطريقة الكشف عن المتفجرات، صوره الإعلام أنه يكشف عن ثلاثة من أخطر أمراض العصر، ليس هذا فحسب، وإنما يعالجها أيضا، وفي ستة عشرة ساعة!!








الجهاز الذي أثبت نجاحه في الكشف عن 95٪ من الحالات (وليس علاجها بالطبع) اعتبره بعض العلماء ثورة بحسب الغارديان، فيما رآه البعض الآخر (بينهم محررو الغارديان العلميين) مجرد بيع للوهم أو قل الأمل.

فالجهاز الذي يقول الجيش أنه يعتمد على موجات تصدرها الخلايا المصابة بالأمراض المذكورة تختلف عن موجات الخلايا السليمة، وهذا بحسب الغارديان محض هراء حيث لا يوجد جهاز ماسح في العالم يستطيع التعامل مع الموجات التي تصدرها الخلايا المصابة أو السليمة منها.

الغارديان يقول محررها سايل لين في مقاله المنشور في 28 فبراير 2013، إن المعركة الحقيقية هي ضد الإعلام الكاذب الذي يروج للاختراع الجديد عبر دعايا كاذبة لأشخاص يائسين، لكن الجيش -بعد عام- دخل على خط المعركة وصار هو الآخر مروجا لتلك الدعايا الكاذبة.