الممثل الإسباني خافيير بارديم الذي نقل التصريحات المثيرة للجدل عن السفير الفرنسي لدى واشنطن
يوم امس قرأنا تصريحا قيل انه لسفير فرنسا في واشنطن على لسان ممثل اسباني معروف، فحوى هدا التصريح اصابتني انا شخصيا بنوع من البارنويا او قل للدقة حالة هستيرية من احتقار كل ما هو فرنسي وكل ما هو مغربي، نعم احسست بالاشمئزاز من رائحة هذا التراب، ورحت ارسل اللعنات يمينا وشمالا على بلد لم يفلح يوما لا في اختيار نظامه ولا في اختيار “شعبه” بل حتى أعداؤه كانت البوصلة دائما كاذبة أو تائهة في أحسن الاحوال.
عبر القناة الاسبانية، التي صبت مياهها القذرة مباشرة في وجدان كل المغاربة، وباغتتنا رائحة قذرة لجيفة فرنسية لازالت تتوهم أنها جسد فرنسي بديع من عصر الأنوار، نعم كل المغاربة أحسوا بالاهانة حتى اشد المعارضين للملكية في البلاد.
فقد قالت صحيفة لوموند في العشرين من فبراير/شباط إنّ بارديم، المعروف بدفاعه عن الصحراويين وانتقاده اللاذع للمملكة المغربية وفرنسا، انتهز فرصة مؤتمر صحفي على هامش عرض فيلمه الوثائقي “أطفال السحاب” ليقول إن ديلاتر أبلغه ذات مرة بأن فرنسا تعتبر المغرب “عاهرة للمضاجعة ينبغي الدفاع عنها دون أن تحبها.”
وأنا اتابع تداعيات هذا التصريح القذر وإمتداداته، كان دماغي يقلب صفاحته يراجع كل ما قرأه وسمعه عن فرنسا ديدرو وروسو فرنسا الجمال والحرية والاخاء، فرنسا الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وكل تلك الصور الراقية الجميلة التي طبعت في أذهاننا عن فرنسا سواء عن قصد بسبب ما تلقيناه من ايديولوجية فرنكوفونية في المدارس والاعلام، او حتى ما كنا نقرأه بهدف الفضول والاطلاع.
إلا أن هذه العمليات الذهنية التي كان يقوم بها الدماغ كانت تنغص عليها صور قبيحة ومقززة تقفز كل مرة لتندس بين تلك الصور الجميلة التي ارتسمت في اذهان اغلبنا جميعا، وهي صور المجازر الجماعية والاغتصابات والقتل ونهب الثروات وقطع الرؤوس والتنكيل بالجثث التي كانت ولازالت تقوم بها الدولة الفرنسية في جميع مستعمراتها السابقة وهذه حقائق يجب أن يتذكرها دائما من يحاضرنا باسم الشرف.
ما أثارني أيضا ولمحاسن الصدف أن تصريحه هذا جاء من واشنطن التي يشتغل فيها سفيرا لدولته المارقة، واشنطن التي مرغت أنف دولتكم في التراب عندما تركتها وحيدة في أفغانستان وأجبرت دولتك العظيمة على الانسحاب قبل 2014.
واشنطن التي لا يمكن لفرنسا ان تحمي فضاءها وامنها العام وأسرارها إلا بطائراتها ومنظوماتها الصاروخية الدفاعية والهجومية، هل تناسيت كيف ارتمت دولتكم في أحضان معمر القذافي الذي دفع لرئيسكم السابق كل مصاريف حملته الانتخابية.
ألم تشعر بالخجل وانت ترى دلدولكم الحالي وهو يطرق اعتاب اكبر دولة خليجية ليلعق الاحذية وينال قسطا من النعيم الذي لطالما تمرغ فيه العم سام.
ألم تشعر بالخجل عندما تراجعت واشنطن عن ضرب سوريا وتركت دلدولكم هذا في حيص بيص، بل كان واضحا أن أوامر التحرك كانت تأتيه من البيت الابيض، الذي تجسس على دولتكم العظيمة الجبارة، نعم ايها الافاق من هناك من واشنطن.
نعم دولتنا تابعة لفرنسا وهذا نقوله في العلن لا في السر، وهذا هو التوصيف السياسي الذي يجب أن يعطى لعلاقة كهذه أما حين يصدر من مسؤول دبلوماسي وسياسي يجب ان يحترم نفسه وينضبط للاعراف والقواعد الدبلوماسية، فإن التوصيف يكون كالآتي: علاقتنا بالمغرب علاقة مصالح او “لدينا في المغرب مصالح كثيرة”، ولكن يبدو أن أسلوب إشتغالك في بلاد العم السام وما يعتريه من مافيوزية جعلك تتفوه بكلام على شاكلة قطاع الطرق او رعاة البقر.
سيدي السفير هي علاقة التبعية التي تجمع نظاما حاكما في المغرب بنظام حاكم في فرنسا، وهي نفس العلاقة التي تجمع نظامكم بنظام أمريكا، كلنا عشيقات سيدي السفير فلا داعي للغرور، وفي العشق لا فرق بين عجمي وعربي على رأي احد المدونين الظرفاء، ولا داعي للخوض أكثر كي لا امس الشعب الفرنسي بسوء.
قبل الوداع اريد ان اذكرك ايها السفير السفيه ان قانون تجريم الدعارة في بلدكم كانت وراءه وزيرة من أصول مغربية هي نجاة بلقاسم.