هل دخلت ليبيا مرحلة جديدة من الصراع بالوكالة؟

تزايدت المبادرات العربية والغربية بغية إيجاد تفاهم يخرج ليبيا من مأزق تردت فيه..لكن تبقى أهم وأنجح تلك المبادرات الخطوة الأممية بالصخيرات المغربية ديسمبر/كانون اول 2015، لولا أن حظيت بعرقلة من مجلس نواب طبرق الذي تسيطر عليه الإملاءات من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فهي لا تزال تمنعه من منح الثقة لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الذي أصبح رئيس الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
مطالب التعديل تفتح باب المبادرات
تعثرت الحكومة الوفاقية في بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي، رغم نجاحها الباهر في القضاء على تنظيم الدولة “داعش” بسرت، لم يعتبر حفتر ذلك بالإنجاز الكبير وهو الذي هدد مرارا بتحرير معقل تنظيم داعش ودار إقامة العقيد القذافي، قبل حتى أن تطلق قوات البنيان المرصوص عملياتها بسرت.
المحاولة الإماراتية جاءت بمعزل عن رفض لقاء القاهرة الذي كان سيكون اللقاء الثاني من نوعه بين حفتر والسراج، بقدرما كانت -كما يعتقد كثيرون كذلك- محاولة مفهومة لسحب البساط من المبادرة التونسية رغم محاولة الجهيناوي اقناعنا بخلاف ذلك.
غير أن ضعف حكومة الوفاق كان وراء ظهور مبادرات جديدة لتعديلها التي يطالب خليفة حفتر بمراجعة مادة تحرمه من منصب وزارة الدفاع (المادة 8)، وهو المنصب الذي ظل ولا يزال يحلم به منذ إطلاق عمليته العسكرية “الكرامة” بحجة محاربة الإرهاب وذلك بدعم وتدخل مصري وإماراتي.
المبادرة الإماراتية جاءت بمعزل عن رفض لقاء القاهرة الذي كان سيكون اللقاء الثاني من نوعه بين حفتر والسراج، بما قدرما كانت -كما يعتقد كثيرون كذلك- محاولة مفهومة لسحب البساط من المبادرة التونسية الجزائرية
تبعا لذك بدأت أجندات خارجية في طرح مبادرات للحل، فكان لقاء الإمارات الذي جمع حفتر بالسراج بعد فشل مماثل في لحظته الأخيرة بالقاهرة قيل حينها إن حفتر تلقى فيها مكالمة برفض اللقاء لسبب في نفس الرجل.
ديبلوماسية الجهيناوي مرضي عليها في تونس إلى كبير في تعاطيها مع الأزمة الليبية، إلا أن مبادرة تونس لا تزال مبادرة جامدة رغم كونها أكثر مبادرة تنال ثقة الليبيين، لابل لام مثقفون ليبيون تونس على تقصيرها في سبل حلحلة الأوضاع ببلادهم منذ أعوام.
لايبدو في نظري أن المبادرة الإماراتية جاءت بمعزل عن رفض لقاء القاهرة الذي كان سيكون اللقاء الثاني من نوعه بين حفتر والسراج، بما قدرما كانت -كما يعتقد كثيرون كذلك- محاولة مفهومة لسحب البساط من المبادرة التونسية الجزائرية، رغم محاولة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي اقناعنا بخلاف ذلك.
لا شك أن ديبلوماسية الجهيناوي مرضي عليها في تونس إلى كبير في تعاطيها مع الأزمة الليبية وغير الأزمة الليبية، إلا أن مبادرة تونس لا تزال مبادرة جامدة إلى الآن رغم كونها أكثر مبادرة تنال ثقة الليبيين، وهو ما قاله مناصرون للطرفين في ليبيا، لابل لام مثقفون ليبيون تونس على تقصيرها في سبل حلحلة الأوضاع ببلادهم منذ أعوام.
فرنسا على خط المبادرات
بدورها تحاول فرنسا جمع الفرقاء الليبيين على أراضيها من خلال جمعها السراج بحفتر في ثالث لقاء من نوعه بعد لقاء الإمارات منتصف مايو الفارط، وتسعى فرنسا منذ عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند لإرضاء حفتر بمنصب في مسعى اعتبره كثيرون ترسيخا متواصلا لقدمها منذ ثورة فبراير، وحنينا لماضيها الاستعماري بعد مقتل ثلاثة مجندين لها ببنغازي السنة الفارة وافتضاح قتالها إلى جانب حفتر.
إيطاليا بدورها توظّف في ملف الهجرة غير النظامية لصالحها، وذلك بمحاولة تحسين علاقتها بالجنوب الليبي حيث يتسلل المهاجرون وبمناطق الغرب حيث الاستثمارات الإيطالية في الغاز والنفط
حاولت إبطاليا طيلة الفترة الماضية لعب دور الوسيط بين فرقاء الأزمة الليبية لكن فشلت في ذلك ليتعمق الشرخ بين إيطاليا وحكومة البيضاء إلى ذلك تسعى فرنسا إلى ضمان مصالحها بالجنوب الليبي (افريقيا جنوب الصحراء) خاصة حماية مناجم اليورانيوم في النيجر.
ما لروما لروما
بيد أن مايثير انزعاج حفتر هو أن يسبق السراج (مباشرة بعد لقاء فرنسا بساعات) إلى روما، ومايثير انزعاجه أكثر هو مساعدة روما للغرب الليبي، وقد تحدثت وسائل إعلام ايطالية ما يفيد بطلب السراج التدخل الإيطالي في المياه الإقليمية الليبية للتصدي للهجرة السرية، ما أثار ثائرة حفتر فهدد بقصف كل من يقترب من شواطئ ليبيا، وكان ذلك مثار سخرية سلطات إيطاليا الرسمية.
وما من شك أن إيطاليا بدورها توظّف في ملف الهجرة غير النظامية لصالحها، وذلك بمحاولة تحسين علاقتها بالجنوب الليبي حيث يتسلل المهاجرون وبمناطق الغرب حيث الاستثمارات الإيطالية في الغاز والنفط.
كما حاولت إبطاليا طيلة الفترة الماضية لعب دور الوسيط بين فرقاء الأزمة الليبية لكن فشلت في ذلك ليتعمق الشرخ بين إيطاليا وحكومة البيضاء عقب استهزاء السفارة الايطالية بليبيا من قوائم إرهاب أعدها مجلس نواب طبرق.
لقد بات واضحا نفاق الغرب الاستعماري حتى بات موقفه لايستقر على حال متماهيا مع الوضع على الأرض الليبية فلربما تتغير الأوضاع بين عشية وضحاها فتخسر تلك الدول مصالحها.
بات واضحا نفاق الغرب الاستعماري حتى بات موقفه لايستقر على حال متماهيا مع الوضع على الأرض الليبية فلربما تتغير الأوضاع بين عشية وضحاها فتخسر تلك الدول مصالحها.
حاولت روما في أكثر من مناسبة ترميم علاقاتها مع سلطات شرق البلاد، في مخاطبة منها لود للشرق الليبي لكن دون جدوى..سيما بعد ترحيب إيطاليا بسيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي على المنشات النفطية الربيع الماضي.
لقد بات واضحا نفاق الغرب الاستعماري حتى بات موقفه لايستقر على حال متماهيا مع الوضع على الأرض الليبية فلربما تتغير الأوضاع بين عشية وضحاها فتخسر تلك الدول مصالحها.
في خضم هكذا مشهد لا يهدأ على حال، جدير بالمواطن والمراقب أن يتساءل بحيرة: أين بات الحل الليبي من بين جميع تلك المبادرات ؟ وهل دخلت ليبيا مرحلة جديدة من صراع بالوكالة بين طامعين من الخارج وطامحين في الداخل ؟