أعادت عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الحديث عن التخوفات الدينية التي صرح بها على مدار العقود السابقة رجال الدين اليهود عن “نهاية إسرائيل” وقرب نهاية المشروع الصهيوني، وأن العقد الثامن هو لعنة صهيونية، ليس بعوامل خارجية كالمقاومة فحسب، بل بانهيار “إسرائيل” من الداخل.
عبر عن ذلك صراحةً قبل عامٍ من الطوفان، في الذكرى الـ74 لاحتلال فلسطين، وإقامة “دولة إسرائيل”، رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك، حين أطلق مخاوفه في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، قائلًا إن زوال “إسرائيل” يقترب مع قرب حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها.
“لعنة العقد الثامن” هي رواية يتفق عليها أغلب المؤرخين، وهي أن اليهود عمومًا أقاموا لأنفسهم في فلسطين على مدار التاريخ القديم كيانين سياسيين مستقلين، وكلا الكيانين تهاوى وآل إلى السقوط في العقد الثامن من عمره، وهما: “مملكة داوود وسليمان”، وهي الدولة الأولى لليهود، ولم تصمد أكثر من 80 عامًا، وكذلك “مملكة الحشمونائيم”، وهي الدولة الثانية لهم التي انتهت في عقدها الثامن أيضًا.
تتكرر الفوضى في الاحتلال الإسرائيلي الحاليّ لفلسطين، فوضى داخلية وأخرى خارجية، وهو ما عبّر عنه بتفاؤل صريح المؤرخ اليهودي إيلان بابيه، حين قال: “نحن في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني، هي مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، فيجب أن نكون جزءًا من الجهود لتقصير هذه الفترة”.
يشير بابيه، وهو صاحب كتاب “التطهير العرقي في فلسطين” الذي وثق فيه جرائم الاحتلال خلال النكبة عام 1948، إلى ما اعتبرها خمسة مؤشرات على بداية نهاية الصهيونية، لخصها في: الحرب اليهودية الأهلية، ودعمٌ غير مسبوق لفلسطين، وعجز اقتصادي في “إسرائيل”، وضعف الجيش، وجيلٌ يهودي جديد يكفر بـ”إسرائيل” كمشروع صهيوني.
خلال ندوة عقدت مؤخرًا في حيفا في الداخل الفلسطيني.. ناقش المؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية، إيلان بابيه، 5 أسباب تبشّر ببداية نهاية المشروع الصهيوني#طوفان_القدس#غزة_تنتصر pic.twitter.com/2rmRGy5Rs9
— نون بوست (@NoonPost) January 16, 2024
الحرب اليهودية الأهلية
قبل طوفان الأقصى، شهدت الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي تشرذمًا غير مسبوق، مع وصول شخصيات استيطانية يمينية متطرفة إلى مركز صنع القرار في حكومة الاحتلال، ومنهم: إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريش.
يضاف إلى ذلك، التعديلات القضائية التي طرحتها حكومة بينامين نتنياهو والتي تقوّض عمل القضاء وتمنح الجهاز التنفيذي اليد العليا في الحكم والقرار، وهو ما يراه إيلان بابيه مستقبل الحرب بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي بـ”إسرائيل”.
من وجهة نظره، فالمجتمع العلماني، ومعظمه يهودي أوروبي، يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة، في حين أنه على استعداد لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أما التيار المقابل فيتمثل في “دولة يهودا”، وإنشاء المستوطنات في الضفة، ويطمح إلى تحويل “إسرائيل” لدولة دينية يهودية عنصرية.
على غرار بابيه، أشار الصحفي الإسرائيلي آري شفيط في كتابه “بيت ثالث: من شعب إلى قبائل إلى شعب” الصادر في مايو/أيار 2021، إلى قلقه الكبير على “إسرائيل”، مستعرضًا مستقبلها والتهديد الوجودي الذي يواجهها وكيف تفكّكت وكيف يمكن أن يجري تركيبها مجددًا، ذلك أنه لن يكون هناك “بيت رابع”.
وفق شفيط أيضًا، فإن “إسرائيل” الحاضر وهي دولة عظمى عسكريًا وتكنولوجيًا وحديثة وثابتة اقتصاديًا، إلا أن قوتها هذه مُهدّدة ليس بسبب مخاطر خارجية، بل بسبب التمردات الداخلية التي أدت إلى انهيار النظام السابق، وعدم بروز نموذج جامع جديد قادر على تأليف الجماعات المختلفة، فهذه التمردات التي فككت الدولانية القديمة وأُسس هيمنتها، لم تُفكك “إسرائيل” كدولة، بل هويتها الداخلية الجمعية الواحدة، وهي تُهدد بتحويلها من دولة إلى قبائل.
كانت التعديلات القضائية قبل الطوفان، هي العنوان الأبرز الذي يتصدر المشهد الإسرائيلي منذ مطلع عام 2023، والتي وصفها رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، بـ”أن إسرائيل قد تنجرّ إلى حرب أهلية وهو أمر غير مستبعد، ومن يظن أننا لن نصل إلى ذلك فليس لديه فكرة عمّا نعيشه”، كما تعمّقت حدة الاستقطاب داخل مجتمع المستوطنين الإسرائيليين نتيجة سياسات حكومة نتنياهو، ومواصلتها السعي لإضفاء الطابع الديني على الفضاء العام في “إسرائيل”.
دعم غير مسبوق لفلسطين
المؤشر الثاني، بحسب بابيه، هو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد على إسقاط هذا النظام بجنوب إفريقيا، مشيرًا إلى حركة مقاطعة “إسرائيل” BDS وسحب الاستثمارات منها، بالإضافة إلى الدخول في فترة جديدة بتحول الضغط على الاحتلال من الشعوب إلى الحكومات، وتأطير “إسرائيل كدولة فصل عنصري من المنظمات غير الحكومية مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش وبيتسيلم”.
هذا تحديدًا، ما قاله إيهود باراك، في مقاله المتخوِّف، حين قال: “إسرائيل تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء”، وحذّر من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، وأن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”.
مع بدء طوفان الأقصى، وتجاوز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 100 يوم، لم تغير قنوات عالمية وعربية موجتها عمّا يحدث في الأراضي الفلسطينية، فيما اندلعت مظاهرات في دول مختلفة من العالم نصرة لفلسطين وقضيتها ورفضًا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبدأت ملامح الاحتلال تتعرى دوليًّا أمام جمهور في دول تعتبر حليفة للاحتلال، مثل بريطانيا وأمريكا اللتين شهدتا أكبر مسيرات في تاريخهما، وكان عنوانها فلسطين.
وفق استطلاع للرأي أجراه باحثون من جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة الاستطلاعات (هاريس إنسايت آند انالايتيكس)، أظهر أن نصف الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعتقدون أنه ليس لـ”إسرائيل” الحق في الوجود، وأن الطريق إلى إنهاء الصراع هو وضع حد لها ونقل أراضيها إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ذكر موقع “أكسيوس الأمريكي” كذلك أن 210 آلاف منشور استخدم وسم “قف مع فلسطين”، فيما استخدم 17 ألف منشور وسم “قف مع إسرائيل” على منصة تيك توك، ليعود كابوس معركة “سيف القدس” عام 2021، والالتفاف العالمي الشعبي حول الفلسطينيين بشكل أكبر في معركة تُدار حول صدق الرواية.
توسعت حملات دعم فلسطين، إلى حملات مقاطعة داعمي “إسرائيل” حول العالم، من المؤسسات والشركات التجارية والشخصيات العامة، على سبيل المثال، تواصل شركة “ستاربكس” الأمريكية خسائرها بتكبد أكثر من 12 مليار دولار منذ بدء حرب الإبادة على غزة، بعد إعلانها دعم الاحتلال، وانخفضت أسهم الشركة إثر تراجع أرقام المبيعات بأكثر من 1% اليوم، وهي أكبر خسارة للشركة منذ الاكتتاب العام في 1992، كما فقدت أكثر من 10% من قيمتها منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني عندما ترك آلاف العمال وظائفهم في الولايات المتحدة.
عجز اقتصادي في “إسرائيل”
يرتبط المؤشر الثالث بالعامل الاقتصادي، إذ يقرأ المؤرخ الإسرائيلي “رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل، حيث يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك.. بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر، رغم الإنفاق الضخم على الحرب بعد 7 أكتوبر، ورغم دعم الولايات المتحدة، هناك”.
خلال طوفان الأقصى، أظهر استطلاعٌ للرأي أجراه موقع “وي تشيك” ارتفاعًا بنسبة 50% في المعروض من الشقق المتاحة للإيجار في “إسرائيل” وانخفاضًا بنسبة 1.5% في الإيجارات منذ عملية طوفان الأقصى، وتحول الكثير من أصحاب الشقق الذين كانوا يؤجرون وحداتهم لفترات قصيرة قبل الطوفان إلى إتاحتها للإيجار العادي، فقد ساهم تأخير بدء السنة الدراسية في زيادة العرض وانخفاض الطلب على شقق الإيجار، ويضطر أصحاب الشقق التي لا تشمل ملجأ من صواريخ المقاومة إلى خفض الإيجار مع اتجاه العزوف عنها.
وفي إحصائيات 100 يومٍ من الحرب، قالت وزارة مالية الاحتلال، إن الاحتلال سجل عجزًا في الميزانية بلغ 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 مقارنة بفائض قدره 0.6% في عام 2022، وأرجعت الأمر إلى زيادة الإنفاق الحكومي لتمويل الحرب، وكان المتوقع أن يبلغ العجز 3.4% في تقدير سابق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ووفقًا للبيانات الواردة في تقرير مكتب التشغيل للاحتلال، فإن 123 ألفًا منهم سُجّلوا كباحثين عن عمل خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحده، في حين أن 209 آلاف هم باحثون عن عمل تمّ تسجيلهم في خدمة التوظيف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أيضًا.
أما دائرة الإحصاء المركزية لدى الاحتلال، فتشير إلى قفز معدل البطالة واسع النطاق مرتَين ونصف في غضون شهر واحد، ليصل إلى 10.4% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي أعلى نسبة تسجَّل منذ أبريل/نيسان 2021، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع في ظل الحرب.
أغلقت “أرض اللبن والعسل” كذلك أبواب شركاتها، هذه الأرض التي تحدث عنها أحد مؤسسي “الشركة الاقتصادية لأرض إسرائيل” لويس برانديس بأن هذه الأرض – في إشارة إلى فلسطين – التي كانت غير مشجرة منذ جيل مضى، وكان من المفترض أنها قاحلة وجرداء ولا أمل فيها، ظهرت أنها غير مشجرة وقاحلة نتيجة إساءة الإنسان استعمالها، ولقد برهنت الآن أنها أرض باستطاعتها أن تصبح مرة أخرى أرض العسل واللبن”.
ضعف جيش الاحتلال
المؤشر الرابع، وفق بابيه، يكمن في “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”، وهو ما انعكس بشكل واضح في بيانات موقع “زمان إسرائيل” العبري، بأنه غادر نحو 370 ألف إسرائيلي الأراضي المحتلة منذ اندلاع “طوفان الأقصى” وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أما في نوفمبر/تشرين الثاني فقد غادر نحو 139 ألفًا و839 إسرائيليًا، ولم تسجل أي بيانات عودة لجميع من غادر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بين الجبهتَين الجنوبية والشمالية وجد الاحتلال نفسه أمام أكثر من نصف مليون مستوطن كما أعلن جيش الاحتلال، فرّوا من مكان سكنهم بحثًا عن أمان في أراضٍ محتلة، كما أعلن عن خطة “هبوب الريح” لإخلاء المستوطنات الحدودية، ولم يستطع بعد أكثر من مئة يومٍ من الطوفان أن يعيد المستوطنين إلى مستوطناتهم.
ومع بداية عام 2024، حاول الاحتلال الإسرائيلي أن يرشو سكان مستوطنات غلاف غزة للعودة إلى بيوتهم، لكنهم رفضوا لأن الجبهة ما زالت آمنة، وجيش الاحتلال عجز عن تأمينها، ووصف رئيس بلدية مستوطنة “سديروت” ألون دافيدي، خطة حكومة الاحتلال المتمثلة “في طلبها من السكان العودة إلى غلاف غزة مقابل منحة مالية، بالخطة الوهمية والغبية”.
كما قال دافيدي: “الحكومة والجيش لا يتكلمان بشفافية”، منتقدًا “منحة العودة التي تتيح لسكان سديروت مغادرة الفنادق التي يقيمون فيها والعودة للعيش في المدينة”، مضيفًا: “تعلمنا من 7 أكتوبر أن حكومتنا وجيشنا فشلا في تقييماتهما، والآن يطالبوننا بالعودة مقابل مكافأة مادية غبية، دون أي وضوح بخصوص المستقبل”.
جيل يهودي جديد
آخر المؤشرات التي يراها إيلان بابيه، هي موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى في أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينًا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”.
وقال: “هذا الافتراض لم يعد يحظى بتأييد العديدين من الجيل الشاب من اليهود، وعدد غير قليل منهم ينشطون بالفعل في حركة التضامن مع الفلسطينيين. هذا الجيل يترك الأصوليين المسيحيين كأساس رئيسي للوبي المؤيد لإسرائيل في المستقبل، وليس قاعدة صلبة للشرعية الدولية”.
وخلال الطوفان، هتف كثير من اليهود في دولٍ عدة، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، بعبارة “ليس باسمنا”، مدينين مجازر “إسرائيل” في غزة، وفضح أساليب الحركة الصهيونية في “غسل دماغهم” وإقناعهم بأفكار مغلوطة عن تاريخ الصراع في فلسطين المحتلة، ولجأ هؤلاء، بشكلٍ واضح، إلى تطبيق “تيك توك” للجهر بمواقفهم، حيث أكدوا أن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ترفض نقل وجهة نظرهم، وتصر على إبراز وجهة النظر الواحدة بشأن قضية فلسطين.
وبينما تشهد الولايات المتحدة مظاهرات غير مسبوقة دعمًا لفلسطين ورفضًا للإبادة الجماعية، فإن أغلب هذه المظاهرات جاءت بتنظيم يهودي، أهمها تلك المظاهرة التي اقتحم فيها عشرات المتظاهرين من حركة “اليهود من أجل السلام” الكايبتول في مقر الكونغرس الأمريكي بواشنطن، ورفع المحتجون شعارات رافضة للعدوان على قطاع غزة، منددين بسياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومنع سقوط المزيد من الضحايا.
وفي مظاهرة بلندن، التي تشهد أكبر مظاهرات في تاريخيها دعمًا لفلسطين، صرخت يهودية عبر الإعلام، بأن عائلتها تمتلك تاريخًا مؤلمًا مع الهولوكوست، وتم وعدها بـ”عدم حدوث مثل هذا مرة أخرى”، وهذا يعني لأي شخص وليس فقط اليهود.
ودعت المتحدثة إلى وقف تجويع الملايين أطفال غزة، وأنه لا يوجد معاداة للسامية في الوقوف ضد التهجير القسري لسكان غزة ووقف الاحتلال والفصل العنصري.
في أثناء ذلك، أوضح الأمين العام ليهود من أجل العمالة في بريطانيا جلين سيكر “أن محاولة وزيرة الداخلية البريطانية لتجريم دعم فلسطين تؤكد عنصرية التصريح، بل تعكس الفساد السياسي في هذه الحكومة”.
وإن كان الاحتلال يريد أن ينسى لعنة العقد الثامن، أعاد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام تذكيرهم بها، في خطابه يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، بقوله: “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرأوا ذلك جيدًا، ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.