“لقد خاض كل من أذهل العالم بإنجازاته معركة طويلة مع الفشل، وأهم من ذلك أنه تحدى نفسه قبل أن يبدأ في تلك المخاطرة، لذا فكل من أراد أن يترك أثرًا عظيمًا، يجب عليه أن يخاطر” كانت تلك إحدى العبارات المشهورة على لسان الممثل الذي أدى دور “ستيف جوبز” في فيلم “جوبز” ( JOBS) الذي يروي فلسفة مؤسس أكثر الإمبراطوريات الناشئة نجاحًا في عالم التكنولوجيا.
في الواقع تكون تلك العبارة هي جوهر ريادة الأعمال، فريادة الأعمال لا تعني مبلغ من المال يُستثمر في مشروع ما لتحقيق المكسب المادي، بل تعني في جوهرها المخاطرة بفكرة مختلفة وجديدة، ومن ثم تجميع المصادر المناسبة سواء كانت مالية أو بشرية من أجل تطبيق تلك الفكرة، ومن ثم البدأ في العمل.
ريادة الأعمال هي من أكثر الصناعات الناشئة انتشارًا، وعلى الرغم من ذلك فإنها من أكثر الصناعات المخادعة أيضًا، إذ يتوقع الأغلبية بأنهم باستطاعتهم أن يكونوا رواد أعمال ناجحين بسهولة، إلا أنهم يقومون بالاستسلام قبل أن يستطيعوا إكمال منتصف الطريق، ولهذا ربما تكمن الحكمة في أخذ العبرة ممن سبقوهم، وربما يكون الحل الأمثل في مجموعة من أقوى الأفلام التحفيزية الخاصة بريادة الأعمال.
1- المتدرب (The Intern)
لا يكفي رائد الأعمال أن يكون لديه فكرة يود الاستثمار فيها فحسب، بل يجب عليه الإلمام بطريقة التطبيق والإدارة واختيار الأسلوب الأنسب لتطبيق فكرته على أرض الواقع
هو فيلم يصور الفارق بين الأساليب المختلفة في إدارة الأعمال من خلال إظهار الفارق بين الأجيال، وذلك من خلال مقارنة بين المتدرب ذي السبعين عامًا “روبرت دي نيرو” من خلال برنامج تدريب للمتقاعدين، وبين مديرته “آن هاثاواي” التي تمثل شريحة المديرين المهووسين بالعمل “Workaholics”.
كان المتدرب يمثل موظفًا من جيل “إكس” وهو الجيل الذي يفضل الطريقة التقليدية في أداء المهام، ويكون شديد الولاء للأشخاص أكثر من الأفكار أو المؤسسات، أما آن هاثاواي المديرة، فتمثل الجيل الحديث من المديرين، والذي لا يفضل التعامل مع السلطة ولا يتستسيغ وجودها، كما أنها تفضل النتائج السريعة على تحقيق نفس النتائج على مهل، ولا تسامح الأخطاء.
لا يكفي رائد الأعمال أن يكون لديه فكرة يود الاستثمار فيها فحسب، بل يجب عليه الإلمام بطريقة التطبيق والإدارة واختيار الأسلوب الأنسب لتطبيق فكرته على أرض الواقع، ولا يوجد هنا الأسلوب الأفضل من بين أساليب الإدارة المختلفة، ولهذا يجب على رائد الأعمال أن يتحلى بالقدرة على المخاطرة، لأنه في أغلب الأحيان ما ينتظر رواد الأعمال دومًا في محاولتهم الأولى هو الفشل.
2- قراصنة وادي السيليكون
فيلم (Pirates of Silicon Valley) يعد من أفلام السير الذاتية الممتعة
فيلم (Pirates of Silicon Valley) يعد من أفلام السير الذاتية الممتعة عن قصة حياة الرجال الذين جعلوا عالم التكنولوجيا على ما هو يبدو عليه اليوم
فيلم (Pirates of Silicon Valley) يعد من أفلام السير الذاتية الممتعة عن قصة حياة الرجال الذين جعلوا عالم التكنولوجيا على ما يبدو عليه اليوم، حيث سيصور لك الفيلم صراعاتهم في مراحل دراستهم الأولى، ومن ثم فترة تأسّيسهم لشركاتهم التي غيرت مسار التكنولوجيا للأبد، وستعيش رحلتهم خلال بنائهم للإمبراطوريات الخاصة بالشركات العالمية مثل آبل ومايكروسوفت.
سيوضح لك الفيلم أهمية الفارق بين المدير ورائد الأعمال، والفارق بين الرغبة في الحصول على الحصة الأكبر من السوق والقدرة على تغيير مسار حياة الناس وطريقتهم في التواصل وطريقتهم في أداء وظائفهم، بل وطريقتهم في اختيار أساليب حياتهم.
فيلم (Pirates of Silicon Valley) يعد من أفلام السير الذاتية الممتعة عن قصة حياة الرجال الذين جعلوا عالم التكنولوجيا على ما يبدو عليه اليوم
يستطيع الفيلم بطريقة درامية تقديم أهم مفاهيم ريادة الأعمال لك في أثناء مشاهدتك من خلال عرض السير الذاتية لأهم رواد الأعمال في عصرنا الحالي، فسترى الفارق بين الحلم بفكرة ستغير العالم كما في حالة ستيف جوبز مؤسس شركة آبل، أو القدرة على تحمل الفشل والتحلي بالأمل بشكل مستمر كما في حالة بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت.
3- لعبة العقول
لا يميز رائد الأعمال قدرته على المخاطرة فحسب، بل يميزه شيء خاص وفريد من نوعه، وهو قدرته على اقتناص الفرص
(Brain Games) عبارة عن أجزاء لفيلم وثائقي لا يختص بريادة الأعمال وحدها بل يناقش مبادئ تفيد الجميع في مختلف وظائفهم ومجالات حياتهم، ولكنه في الأصل يناقش أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل رائد أعمال.
لا يميز رائد الأعمال قدرته على المخاطرة فحسب، بل يميزه شيء خاص وفريد من نوعه، وهو قدرته على اقتناص الفرص، وهذا يعني المشاهدة عن كثب لكل ما يدور حوله والقدرة على اقتناص النقص والعجز الموجود في السوق الذي يود المشاركة والعمل فيها، ومن ثم يخرج بفكرة تلبي هذا الطلب وتكفي حاجة السوق من العجز والنقص.
تتحدث أجزاء الفيلم المختلفة عن طريقتنا في تناول وجهات النظر وكيفية المشاهدة عن كثب لكل ما يدور من حولنا، وهذا يؤثر بشكل كبير بالتبعية على طريقتنا في التفكير واتخاذ القرارات.
لم يغفل الفيلم أهمية التجارب الماضية وكيفية حسن استغلالها من قبل رواد الأعمال لتفادي القرارات الفاشلة في المستقبل وكيفية توظيف التجارب من الماضي لخدمة أهداف المستقبل، وذلك من خلال “مفارقة الاختيار” الذي تم تقديمه بشكل علمي من خلال شرحه بطريقة طبية على الدماغ البشري من خلال أجزاء الفيلم.
4- التدريب (The internship)
ربما تكون تجربة مشاهدة هذا الفيلم بالذات تجربة ممتعة لأنها تستطيع أن تطلعك على عالم الدهاء التكنولوجي من الداخل في جولة درامية سريعة
فيلم سيمنحك تجربة التدريب في شركة “جوجل” من خلال “بيلي” و”نك” اللذين فقدا وظيفتهما لينتهي بهما الحال في برنامج للتدريب في شركة جوجل، حيث يعرف الفيلم بفلسفة الشركة، وتسميتها “الجوجلية” أو “Googliness” وهي تعني السعي وراء الشغف بجعل العالم مكانًا أفضل باستخدام التكنولوجيا.
تدور أحداث الفيلم بين التحديات التي يصادفها المتدربون في الشركة من أجل الحصول على فرصة عمل دائمة بها، والتي استطاع فيها بطلا الفيلم “بيلي” و”نك” أن يفوزا هما وفريقهما بفرصة العمل لأنهم استطاعوا تقديم استراتجية “Googliness” خلال فترة تدريبهم.
ربما تكون تجربة مشاهدة هذا الفيلم بالذات تجربة ممتعة لأنها تستطيع أن تطلعك على عالم الدهاء التكنولوجي من الداخل في جولة درامية سريعة، وذلك من خلال تقديم مفهوم العمل الجماعي والقدرة على تعزيز التعاون بين أفراده واكتشاف نهج جديد لأداء المهام بطريقة فعالة أكثر من قبل المتدربين والمنافسة القوية لنيل فرصة العمل الدائم في جوجل.
5- تاكر (Tucker)
الفيلم هو قصة حقيقية لرائد أعمال استطاع تطبيق حلمه واستطاع السيطرة لوقت طويل إلا أنه فشل في النهاية أمام المنافسين
من أشهر شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة التي فشلت ولم تستطع المنافسة مع الشركات العالمية الموجودة حتى يومنا هذا، حيث بدأ تاكر بحلم صناعة السيارات في الحرب العالمية من حيث تصميمه لسيارات المدرعة للجيش الأمريكي، ومن ثم يبدأ في تحقيق حلمه بصناعة “سيارة المستقبل” التي أرادها أن تحظى بمبادئ السلامة التي يتجاهلها صناع السيارات الآخريين.
لم يدعه المنافسون وشأنه واستطاعوا هزيمته بمختلف الأساليب القانونية وغير القانونية لاتهامه بالغش، والذي أدى إلى غلق مصنعه في النهاية مع براءته في المحكمة بعد أن أثبت قدرته على الإنتاج السليم.
الفيلم قصة حقيقية لرائد أعمال استطاع تطبيق حلمه والسيطرة لوقت طويل إلا أنه فشل في النهاية أمام المنافسين، وهو من أفضل الأفلام التحفيزية لرواد الأعمال لأنه يبرز الأخطاء التي قد يقع فيها رائد الأعمال من خلال اختيار أسلوب الإدارة غير المناسب.
القائمة لا تنتهي عند هذه الأفلام، فكما ذكرنا سابقًا، ريادة الأعمال هي أكثر الصناعات الناشئة انتشارًا، ولأن نجمها براق، فالمنهزمين في تلك الصناعة أكثر من الناجحين، والمؤثرين فيها أكثر بكثير من الناجحين، ولهذا فإن قائمة الأفلام لا تنتهي، ولن تنتهي مادامت المنافسة مستمرة.