الصورة للقيادي أبو خالد السوري، من الناشط عبد الرحمن الكيلاني – حلب
أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية التابعة للجبهة الإسلامية عن مقتل القيادي وأحد مؤسسيها أبو خالد السوري في إطلاق نار سبقه تفجير في أحد مقرار الأحرار الذي كان فيه، متهمة بشكل مباشر الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – بذلك.
جاء مقتل أبو خالد بعد تفجير انتحاري نفذه أحد المهاجمين أمام مقر أحرار الشام في حلب، تبعه دخول العناصر المهاجمة إلى دخل المقر وإطلاق النار الأمر الذي أسفر عن مقتل أبو خالد وآخرين ليتبعه بعد ذلك انفجار ثاني، القصة التي يرويها أبو يزن الشامي الذي كان معه وقت الهجوم.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن أبو خالد السوري هو من مواليد مدينة حلب عام 1963، واسمه الحقيقي محمد بهية، وهو من قيادات الجيل الأول لتنظيم القاعدة، وشهد ولادة “الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبين” عام 1998، وكان مقربا لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، و وصفه المنظر السلفي الجهادي الكبير أبو مصعب السوري – الذي سلمته باكستان للسلطات السورية وأشيع بأنها أطلقت سراحه لفترة وجيزة في إبريل 2012 ثم أعادت اعتقاله – في كتابه “دعوة المقاومة الإسلامية العالمية” بقوله: أخي وصديقي ورفيق دربي ومساري الصابر المصابر المجاهد الشيخ أبو خالد السوري حفظه الله وأمتعنا والأمة به وبأمثاله، وأضاف:” كم كنت أتمنى أن يطلع على هذا الكتاب قبل نشره بالإضافة إلى الشيخ أسامة بن لادن، والدكتور أيمن الظواهري، والشيخ أبو الليث الليبي”.
أبو خالد السوري، أو أبو عمير السوري قضى 40 عاماً يطوف من أفغانستان مروراً بالبوسنة والشيشان والعراق وأخيراً سوريا التي دخلها في أوائل العمل السلمي السوري موفداً من أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث عمل على تأسيس العديد من التنظيمات التي تتبع تنظيم القاعدة دون الإعلان عن ذلك – حسب ما يقول أبو هنية- ، كما أنه ساهم بشكل كبير في تأسيس حركة أحرار الشام وتحالف الجبهة الإسلامية.
ويعتبر أبو خالد السوري كذلك من مؤسسي العمل الجهادي في افغانستان برفقة عبد الله عزام ، ثم أصبح صديقاً لأسامة بن لادن في بيشاور .. لينقل بعدها إلى صفوف القتال في الشيشان برفقة خطاب، قبل أن ينتقل للعراق ويرافق أبو مصعب الزرقاوي ومن بعده أبوعمر البغدادي في قيادة “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”.
وعند نشوب الخلاف بين جبهة النصرة وداعش بعد إعلان الأخيرة عن قيام “الدولة الإسلامية”، انتدب أيمن الظواهري أبو خالد السوري لحل الخلاف بينهما ، الأمر الذي نتج عنه بحكم أبو خالد لصالح جبهة النصرة بالبقاء في سوريا بإمارة الجولاني وعودة داعش إلى العراق بأميرها البغدادي أو انضمامها إلى راية الجولاني، الأمر الذي رفضه البغدادي.
ويقول ناشطون أن مقتل أبو خالد في البداية رداً على مقتل “حجي بكر” وهو الرجل الثاني في تنظيم داعش، وثانياً في خطاب أبو خالد السوري الذي انحاز للكتائب المقاتلة ضد داعش في الاقتتال الأخير المستمر منذ أشهر، حيث حذر من “تطرف” تنظيم داعش وسعيه “لإفساد الجهاد”.
واتهم أبو خالد في بيان أصدره بعد فشله في حل النزاع بين جبهة النصرة وداعش بأن جماعة داعش “يسيرون وفق أجندة أجهزة استخبارات وأمن لا تريد الخير لهذه الأمة” وأن “جماعة الدولة يقومون بتكفير كل من يعارضهم أو يختلف معهم ويهدرون دمه وكأنهم ملكوا الإسلام، يدخلون فيه من يوافق هواهم ويطردون كل من يخالفهم”، الأمر الذي جعل أبو خالد هدفاً مباشراً لداعش.