على عكس برنامجها المسطرّ لم تتمكّن مجموعة ناشطين من اليمين المتطرف المناهض للهجرة غير الشرعية من دول أوروبية عدّة من استكمال “حملتهم” التي يقولون إنها تهدف لحماية قارتهم من خطر الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين، إذ تصدّ لهم مجموعة من البحارة التونسيين ومنعوهم من أخذ امداداتهم من الموانئ التونسية.
رفض تونسي
لليوم الثاني على التوالي ظلت سفينة اليمين الأوروبي المتطرف والمناهض للهجرة “سي ستار” عالقة قبالة الشواطئ التونسية، بعد منع وصولها إلى الموانئ التونسية وتقديم الامدادات اللازمة لها كي تبحر مجدّدا.
وضع العمال أول أمس الأحد لافتات على قوارب صيد في الميناء كتب عليها “لن تمروا من هنا” و “لا للعنصرية”
وكان يفترض أن ترسو السفينة في ميناء جرجيس جنوب تونس والقريب من الحدود الليبية من أجل الشحن، بعد منعها من الرسو في مرفأ يوناني، لكنها قوبلت باحتجاجات العمال والصيادين في الميناء، وهو ما أجبرها على الاتجاه نحو ميناء صفاقس، لكنها واجهت صدا كبيرا من البحارة ومن المجتمع المدني أيضا، حيث دعا كل من الاتحاد العام التونسي للشغل والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية السلطات التونسية إلى عدم التعاون معهم، ودعا الاتحاد “الضباط والموظفين في المرافئ التونسية إلى عدم السماح لسفينة “سي ستار” العنصرية بتشويه سمعة مرافئ تونس”. وأضاف: “اطردوها كما فعل إخوتكم في جرجيس وصفاقس”.
وضع العمال أول أمس الأحد لافتات على قوارب صيد في الميناء كتب عليها “لن تمروا من هنا” و “لا للعنصرية” “لا للتطرّف” “ارحلوا”، ويتوقع أن تتوجه الباخرة إلى ميناء بديل للتزود بالوقود وخلافه، وأفادت تقارير اعلامية أن الاتصالات مع الناشطين الألمان والفرنسيين والإيطاليين الذين كانوا على متن السفينة مقطوعة، كما أنهم لم يقدموا أية معلومات عن وضعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أفادت مواقع مراقبة حركة الملاحة البحرية أن السفينة كانت، أمس الإثنين، متوقفة على أطراف المياه الدولية التونسية في جنوب شرق صفاقس.
وكانت مجموعة “جيل الهوية”، وخصوصا فروعها الفرنسي والإيطالي والنمسوي والألماني، استأجرت السفينة من جيبوتي بفضل حملة تبرعات إلكترونية تمكنت من جمع 200 ألف دولار (170 ألف يورو) منذ منتصف مايو الماضي، في إطار عمليتها “دافعوا عن أوروبا” (ديفيند يوروب) لاعتراض السفن وإعادة المهاجرين الذين يحاولون التوجه إلى أوروبا.
أهداف السفينة
يتكون طاقم سفينة “سي ستار” اليمينية التي ترفع علم دولة منغوليا، من مجموعة ناشطين من اليمين المتطرف المناهض للهجرة غير الشرعية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا. واستأجر هؤلاء الناشطون السفينة البالغ طولها 40 مترا من جيبوتي في إطار حملة “دافعوا عن أوروبا” والتي جمعوا خلالها نحو 170 ألف يورو منذ منتصف شهر مايو/أيار الماضي، لتمويل عملياتها لاعتراض السفن وإعادة المهاجرين الذين يحاولون التوجه إلى أوروبا.
يسعى هؤلاء اليمينيون إلى إعادة المهاجرين الذين تم إنقاذهم قبالة الشواطئ الليبية إلى أفريقيا
ويشير طاقم “سي ستار” إلى أن هدفه الأساسي هو فضح التعاون القائم في رأيه بين قوارب الإغاثة التابعة للمنظمات غير الحكومية والمهربين الذين يرسلون قوارب تغص بالمهاجرين من ليبيا، وترفع السفينة لافتتين كبيرتين كتب عليهما باللغة الإنجليزية “أوقفوا تهريب البشر” و”لن تتمكنوا من جعل أوروبا ملجأ لكم“.
ويسعى هؤلاء اليمينيون إلى إعادة المهاجرين الذين تم إنقاذهم قبالة الشواطئ الليبية إلى أفريقيا، ولكن خفر السواحل الإيطاليين، الذين ينسقون عمليات الإنقاذ في هذه المنطقة، يرون أن ليبيا لا تقدم “الملاذات الآمنة” التي يتطلبها القانون البحري. ويتمّ نقل المهاجرين إلى إيطاليا حيث سجلت السلطات استقبال أكثر من 96 ألف مهاجر هذا العام.
سفينة “سي ستار” اليمينية
وبحسب تسجيلات لمحادثات لاسلكية، توجه ناشطو اليمين المتطرّف على متن هذه السفينة إلى طواقم سفينتي الأكواريوس (التابعة لمنظمة “اس او اس ميديتيرانيه” وأطباء بلا حدود) وغولفو أزورو (التابعة لمنظمة بروأكتيفا أوبن أرمز) بالقول: “سنبدأ عملياتنا قبالة السواحل الليبية ونطلب منكم مغادرة مناطق الإنقاذ”.
وأضافوا: “أنتم تتصرفون كعامل محفز لمهرّبي البشر وتجعلونهم يكسبون الملايين، سنراقبكم، فقد انتهى الوقت الذي لم يكن أحد يشاهد ما تقومون به”. وترفع السفينة لافتتين كبيرتين كتب عليهما باللغة الإنجليزية “أوقفوا تهريب البشر” و”لن تتمكنوا من جعل أوروبا ملجأ لكم”، وتقول المجموعة إن منظمات غير حكومية، تعمل في مجال الإنقاذ في البحر المتوسط، تتواطأ مع مهربي البشر.