ربما تكون عمليات زراعة السماعات داخل قوقعة الأذن لمساعدة من يعانون من ضعف أو فقدان لحاسة السمع معجزة طبية ساعدت الكثيرين على متابعة حياتهم بشكل طبيعي، ومع ذلك كانت لديهم مشكلة في التعامل مع هواتفهم الذكية بأريحية، إلا أنه كانت هناك شركة واحدة فقط استطاعت الانتباه لذلك واقتنصت الفرصة لتستطيع في النهاية البدء في وضع الأصوات داخل رؤوسنا.
في تجربة هي الأولى من نوعها، تعتزم شركة آبل أن تصنع السماعات الخاصة بهواتفها المحمولة آيفون، والتي يمكن زراعتها داخل قوقعة الأذن لمساعدة ضعاف السمع في استخدام هواتفهم المحمولة بطريقة فريدة من نوعها، وهي أن تجعل الشركة الأصوات نفسها داخل رؤوسهم.
يعد ذلك التعاون بين شركة خاصة بالتكنولوجيا مثل “آبل” وشركة خاصة بزراعة السماعات داخل الأذن مثل “Cochlear” التعاون الأول من نوعه، وذلك لإنتاج السماعات الأولى من نوعها التي تجمع بين العلاج الطبي والتقنية التكنولوجية الخاصة بالهواتف المحمولة، وهو المُنتج الذي وافقت على إنتاجه السلطات الطبية المختصة في الولايات المتحدة في شهر يونيو/حزيران الماضي.
سيستطيع كل من يستخدم ذلك المنتج الناتج من اتحاد الشركتين سماع الاتصالات الهاتفية داخل دماغه نفسها، بل ويستطيع أن يسمع الموسيقى الموجودة على جهازه ورسائل البريد الصوتية، وكذلك يمكنه التحدث وسماع صوت “سيري” (Siri) محرك البحث الخاص بشركة آبل.
على الرغم من أن شركات زراعة السماعات داخل الأذن قد بذلت كامل جهدها لتقديم أفضل خدمة لعملائها، فلطالما عانى هؤلاء العملاء من استخدام هواتفهم المحمولة، لتأتي شركة آبل في النهاية بتقديم سماعات خاصة بنظام التشغيل IOS تلائم عمليات الزراعة داخل قوقعة الأذن.
في تجربة هي الأولى من نوعها، تعتزم شركة آبل أن تصنع السماعات الخاصة بهواتفها المحمولة آيفون، والتي يمكن زراعتها داخل قوقعة الأذن لمساعدة ضعاف السمع في استخدام هواتفهم المحمولة بطريقة فريدة من نوعها، وهي أن تجعل الشركة الأصوات نفسها داخل رؤوسهم
سماعات من صنع آيفون
استطاعت شركة آبل بالتعاون مع الشركة المنتجة للسماعات أن تصنع منتجًا أو “معالجًا” يستطيع التوفيق بين السماعة الطبية وخصائص الهاتف “آيفون” في شكل منتج يتم زراعته داخل الأذن بالفعل وهو معالج “نوكلوس7″، ولأن الكثير من المصابين بضعف السمع لا يستعملون أجهزة مساعدة لتحسين حاسة السمع لديهم بل يفضلون عمليات زراعة السماعات نفسها، اختارت الشركة المنتج الأكثر تفضيلًا بين ضعاف السمع، وهو منتج تقني يتم زراعته داخل الأذن، يساعدهم على السمع بشكل أفضل، واستخدام الهاتف الذكي في نفس الوقت.
يحقق ذلك المنتج طفرة حقيقية في عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية، كما يخدم شريحة من المستخدمين لم تكن في مركز اهتمام شركات التكنولوجيا العملاقة، فمن خلال ذلك المعالج (Processor) الذي أنتجته الشركة، يستطيع المستخدم التحكم فيما يسمعه داخل رأسه، بل ويستطيع التحكم في حجم الصوت على عكس أجهزة السماعات الطبية الأخرى، كما يحتوي على خاصية “Find My Processor” أي خاصية العثور على الجهاز المعالج للسماعة في حالة ضياعه كما هو الحال بالنسبة لخاصية (Find My Iphone).
يقول جان جانسين نائب رئيس شركة السماعات الطبية في تقرير عن التعاون بين الشركة وشركة آبل بأن ذلك التعاون تمت مناقشته على مدار السنين الماضية، وبدأت دراسة إمكانية إطلاقه بشكل طبي خلال العام الماضي، وهو الآن متوفر في السوق بشكل يمكن السلطات الطبية من التحكم فيه.
يحقق ذلك المنتج طفرة حقيقية في عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية، كما يخدم شريحة من المستخدمين لم تكن في مركز اهتمام شركات عملاقة التكنولوجيا
سهولة الاستخدام وعبقرية في التصميم
ربما تكمن خلف كواليس إطلاق المنتج شهور من العمل على التحكم في بطارية الجهاز وكيفية جعلها توائم جهاز آيفون بشكل لا يزعج المستخدم ويكون سهل عليه استخدامه، فكما هو واضح في الصورة، يمكن للمستخدم تفعيل الجهاز من خلال تفعيل بضعة خيارات على جهازه المحمول بشكل سلس وسهل.
استطاعت شركة “آبل” تصميم المنتج المثالي لكل من يستخدمون أجهزة طبية مساعدة على السمع في أذن واحدة وجهاز تمّ زرعه في الأذن الأخرى، إذ إن المعالج الذي يعمل بشكل متوازٍ مع جهاز آيفون يستطيع العمل بكفاءة ليوائم السماعة الموجودة داخل الأذن وجهاز المساعدة على السمع الخارجي في الأذن الأخرى، وبهذا يكون قد حل أكثر المشاكل التي تواجه مستخدمي تلك السماعات، وهي عدم الموائمة في استخدام كلتا الأذنين في استخدام الهواتف المحمولة.
فيديو تعريفي بالمنتج
شركة آبل الأولى والوحيدة في هذا المجال
يبدو أن تلك التقنية الحديثة لن تساعد فقط ضعاف السمع على التحكم في التعامل مع أجهزتهم المحمولة فحسب، بل ستساعدهم على التحكم في الأصوات الموجودة في البيئة المحيطة بهم بشكل أفضل ممن لا يعانون من نفس المرض
تبدو شركة آبل الأولى والوحيدة في مضمار صناعة سماعات البلوتوث القادرة على نقل الأصوات من الجهاز المحمول إلى الأذن بجودة عالية، من خلال معالجات تستطيع العمل على كل من السماعات الطبية المزروعة داخل الأذن أو السماعات الخارجية، ولا يبدو أن هناك منافس حقيقي معلن لها حتى الآن.
يبدو أن تلك التقنية الحديثة لن تساعد فقط ضعاف السمع على التحكم في التعامل مع أجهزتهم المحمولة فحسب، بل ستساعدهم على التحكم في الأصوات الموجودة في البيئة المحيطة بهم بشكل أفضل ممن لا يعانون من نفس المرض، حيث يساعد ذلك الجهاز على أن يكون المستخدم هو الوحيد الذي يسمع ما يدور على هاتفه دون أن يعرف من حوله ما الذي يدور بحق، لأن كل شيء يتم نقله من الهاتف إلى داخل دماغ المستخدم مباشرة.
لا عجب أن يمتد تفوق شركة آبل التكنولوجي وتفرده لأكثر من ذلك، فمع خطة فيسبوك الجديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل البشر يتواصلون مع بعضهم البعض دون الحاجة للتحدث أو استخدام اللغة، هذا يعني أن جهاز السماعات المستخدم لضعاف السمع ما هو إلا خطوة أولى لشركة آبل لخضوع الدماغ البشري تحت سيطرة عبقريتها التكنولوجية، ومن الممكن أن يكون مجرد جهاز شائع الاستخدام في المستقبل من قبل مختلف أنواع المستخدمين وليس ضعاف السمع فقط.