البعوض، الذباب، الخنافس، الفراش، النمل، النحل، الديدان، اليعاسيب، العناكب، وغيرها، أنواع وأجناس تنتمي إلى مملكة الحشرات، تلك المجموعة التي تُعد الأكثر تنوعًا بين الكائنات الحية على سطح الأرض، نظرًا لاحتوائها على أكثر من مليون نوعًا مصنفًا، إضافةً إلى عشرات ملايين الأنواع غير المصنفة، علمًا بأن تاريخ وجود الحشرات على كوكب الأرض يعود إلى زمن سحيق يُقدر بـ400 مليون عام.
وفي المقال التالي، نرصد لكم بالمعلومة والصورة، باقةً من أغرب وأندر الحشرات في الطبيعة، فمنها الأجمل والأكبر والأثقل والأقوى والأسرع والأشد فتكًا، ومنها التي تتميز بسمات غريبة نادرة، جعلتها جديرةً بولوج موسوعتنا الفريدة المصغرة الخاصة بعالم الحشرات.
– خنفساء السلحفاة الذهبية “Golden Tortoise Beetle”
من أجمل الحشرات شكلًا ولونًا، اكتسبت اسمها من شكلها الذي يشبه السلحفاة ولون درعها الذهبي الرائع، وهي تعيش عادةً في أمريكا الشمالية، ويبلغ طولها نحو سبعة مليمترات، وتتغذى على أوراق الأشجار، كما تمتلك القدرة على تغيير لونها ليتماهى مع البيئة المحيطة، كنوع من أنواع التمويه الذي يحافظ على بقائها.
– خنفساء هرقل “Hercules Beetle”
إحدى أكبر وأقوى أنواع الحشرات على وجه الأرض، يصل طول بعضها إلى 17 سنتيمترًا، وتمتلك القدرة على حمل عشرات أضعاف وزنها وحجمها، وهي تعيش في الغابات الاستوائية، وتتغذى على الخشب وأوراق الشجر، وتتميز بوجود قرن طويل يخرج من رأسها، لذا تسمى أيضًا بخنفساء وحيد القرن.
– الذباب المضيء “Firefly”
وهي حشرات صغيرة الحجم، تنتشر في المناطق الاستوائية الحارة وبعض مناطق شرقي آسيا، تنتمي إلى فصيلة الحشرات المضيئة “Lightening Bugs” التي تضم أكثر من ألفي نوع، وجميعها تتميز بقدرتها العجيبة على إصدار الضوء، الذي يعود سببه لوجود عناصر كيميائية مضيئة داخل أجسامها.
يُذكر أن بعض الصيادين الصينيين يقومون باصطيادها ووضعها داخل أوعية شفافة واستعمالها كمصابيح!
– ويتا العملاقة “Giant Weta”
أكبر حشرة في العالم على الإطلاق، إذ يبلغ طولها نحو عشرين سنتيمترًا، ويتجاوز وزنها سبعين غرامًا، وهي تتغذى على الحشرات الأصغر حجمًا، إضافةً إلى بعض أنواع الفاكهة كالجزر، وقد تم اكتشافها في إحدى الجزر النيوزلندية، وهي من الأنواع النادرة المهددة بالانقراض.
– خنفساء جالوت “Goliath Beetle”
يصل طولها إلى 11 سنتيمترًا، ووزنها إلى نحو مئة غرام، مما يجعلها تتصدر قائمة أثقل الحشرات وزنًا في الطبيعة، وهي تعيش في الغابات الاستوائية الإفريقية، وتتغذى على الفواكه المتعفنة وبقايا الحيوانات الميتة والروث، وتتميز بلونيها الأبيض والأسود.
– النطاط الأخضر “Green Planthopper”
من أجمل الحشرات وأكثرها قدرةً على التمويه، فهي ذات جناحين خضراوين مثلثي الشكل، يشبهان إلى حد كبير وريقات الأشجار التي تتغذى عليها، ويتراوح طول هذه الحشرة بين 15 وثمانين ميليمترًا، وهي تعيش في مناطق عديدة من العالم، أبرزها شرقي آسيا.
– سرعوف الزهرة الشوكي “Spiny Flower Mantis”
تُعد هذه الحشرة المتوسطة الحجم أفضل صديق للمزارعين، فهي تتغذى على الحشرات الأخرى الضارة بالمزروعات كالجراد، ويساعدها في ذلك طبيعة جسمها الشوكية وكلاباتها القوية، إضافةً إلى حركتها الرشيقة، إذ تمتلك خاصية تحريك رأسها وتدويره 360 درجة! كما تمتلك ميزة تغيير لونها ليتلاءم مع البيئة المحيطة.
– فراشة الصقر الطنان “Hummingbird hawk-moth”
أهي فراشة أم صقر أم طائر طنان؟ في الواقع هي مزيج من هذا وذاك، فقد أخذت سرعة جناحيها وطنينها من طائر الطنان، ولونها وشكل عينيها من الصقر، ولكنها بالطبع حشرة! فهي نوع نادر من الفراشات التي تعيش في المناطق الاستوائية، وتتغذى على رحيق الأزهار، عبر أنبوب دقيق تمده نحو الزهرة وتستعمله لسحب الرحيق.
– ذبابة إنتراكتيكا “Antarctic midge”
رغم أن شكلها لا يُعد مميزًا بين الحشرات، وحجمها لا يتجاوز السنتيمتر الواحد غالبًا، تُعد هذه الذبابة الصغيرة غير الطائرة من العجائب، والسبب في ذلك يعود لكونها النوع الوحيد من الحشرات القادر على الحياة في جليد القارة القطبية الجنوبية، إذ إن أجسامها تكيفت لتحتمل درجات حرارة تصل إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر!
– يرقة السنور “Puss Caterpillar”
من الحشرات الصغيرة نسبيًا إذ لا يتجاوز طولها 3.5 سنتيمتر، تعيش في بعض مناطق أمريكا الشمالية، وتتطفل على الأشجار فتتلف أوراقها وثمارها، وهي من الحشرات السامة التي من الممكن أن تؤذي الإنسان بمجرد لمسها، حيث تلسع بشويكاتها السامة الموجودة على عمودها الفقري، المغطى بشعر جذاب يشبه شعر القط أو السنور.
– العلَقة الحمراء العملاقة “Giant Red Leech”
قد تحسبها نوعًا من الأفاعي لأول وهلة، ولكنها في الحقيقة جنس من الحشرات التي تتغذى على الدماء، وتسمى بالعلَقات، وهي معروفة في الجزر اليابانية، وتتميز عن بقية أبناء جنسها بلونها الأحمر الفريد وطولها الغريب، الذي قد يصل إلى خمسين سنتيمترًا!
– حشرات الوجه البشري “Man-faced stink bug”
وهي مجموعة من الحشرات النادرة، تعيش وتتغذى على أوراق الأشجار، وتتميز بتروسها الكيتينية الملونة الغريبة، التي تبدو وكأنها وجوه بشرية، ومنها – في الصورة – حشرة نادرة تم اكتشافها عام 2012، وجدوا أنها تشبه وجه مغني الروك الشهير “ألفيس بريسلي”، فسميت باسمه.
– العصا العملاقة “Giant Stick Insect”
من الحشرات النادرة المهددة بالانقراض، تتميز بشكلها الذي يشبه غصن الشجرة، بأطرافها الطويلة الرفيعة ذات اللون البني، والأغرب أن هذه الحشرة تستطيع الطيران رغم أن جناحيها الصغيرين الشفافين لا يتناسبان مع حجمها الضخم.
– اليعسوب العملاق الجنوبي “Southern Giant Darner”
من فصيلة اليعاسيب التي تتميز بعيونها المركبة الواسعة وأجنحتها الكبيرة الشفافة وجسمها المغزلي الممدود، والتي تعيش في مناطق المستنقعات وتتغذى على الحشرات الصغيرة كالبعوض، ويُعد هذا اليعسوب أسرع الحشرات طيرانًا على الإطلاق، حيث قُدرت سرعة طيرانه بـ97 كيلومترًا في الساعة.
– يرقة عثة الكاليتا “Calleta Silkmoth Caterpillar”
سبحان الله! تبدو وكأنها لوحة فنية رائعة بألوانها الجميلة الزاهية المتسقة، وهي حشرة تعيش في بعض مناطق أمريكا الجنوبية وأستراليا، وتتغذى على ورق الأشجار، ولديها القدرة على تغيير ألوانها بحسب البيئة المحيطة، ولكن خلف هذا الجمال يكمن خطر كبير، فأشواكها الناتئة تحمل سمًا زعافًا!
– النطاط البرازيلي “The Brazilian Treehopper”
من أغرب الحشرات شكلًا، هذه الحشرة الصغيرة التي تم اكتشافها في البرازيل، والتي تتميز بوجود نتوءات بارزة تشبه الكرات، لم ينجح العلماء في تفسير سبب ظهورها، ولكن يبدو أنها تستعملها للتمويه والدفاع عن النفس.
– عنكبوت الأرملة السوداء “Black Widow Spider”
لطالما تردد اسم هذه الحشرة كقاتل فتاك يضاهي العقارب والأفاعي بسمه الزعاف، والعلم يؤكد ذلك، إذ إن السم الذي تطلقه إناث هذه الحشرات، ويُدعى لاتروتاكسون (latrotoxins)، هو أقوى أنواع السموم العصبية في الطبيعة، وتعيش هذه الحشرات في الولايات المتحدة وأستراليا وإفريقيا وجنوب آسيا، في المناطق الظليلة المظلمة، أو ذات الغطاء النباتي الكثيف، ولا تقترب عادةً من الإنسان إلا حين تشعر بالخطر.
– عنكبوت الناسك البني “brown recluse spider”
يعيش في القارة الأمريكية الشمالية داخل الأقبية المظلمة والأبنية المهجورة، ويتميز بلدغاته المؤلمة السامة، التي تؤدي لأعراض خطيرة قد تصل إلى الوفاة إذا لم تُعالج مباشرةً، حيث تسجل عشرات حالات الوفاة سنويًا في الولايات المتحدة نتيجة لدغة هذه الحشرة، علمًا بأن سمها الزعاف يُستخدم أيضًا في أغراض طبية دوائية.
– ذبابة تسي تسي “Tsetse Fly”
وهي إحدى الذبابات العضاضة ذوات الجناحين، التي تعيش في القارة الإفريقية، وتكمن خطورة هذه الحشرة في الداء الذي تنقله للبشر، وهو داء المثقبيات الإفريقي المعروف بداء النوم، وهو في الحقيقة غيبوبة طويلة قد تنتهي بالموت.
– النمل الناري “Fire Ant”
إحدى أنواع النمل اللاسع المنتشرة في القارة الأمريكية وبعض مناطق أوروبا، تتميز بلونها البني النحاسي، كما تتميز بشراستها الشديدة وقوة فتكها، فهي تهاجم فرائسها من الحشرات الأخرى بأعداد هائلة، وتقضي عليها في ثوان معدودة، ورغم صغر حجمها إلا أن لسعاتها قد تكون مؤذيةً للإنسان نظرًا لسميتها الشديدة.
– بعوضة الأنوفيليس “Anopheles Mosquito”
هل تعلم بأن هذه البعوضة اللعينة تُعد القاتل الأكبر للبشر على وجه الأرض؟ فهي المسؤولة عن نقل طفيل البلازموديوم الذي يسبب مرض الملاريا للإنسان، ذلك المرض الذي ما زال يفتك بعشرات ألوف الناس سنويًا، وخاصة في القارة الإفريقية التي تُعد البيئة المثلى لانتشار وتكاثر هذه الحشرة.
يُذكر أن أنثى الأنوفيليس من تقوم باللدغ للحصول على الدم، أما الذكر فيتغذى على النباتات.