الرئيس العراقي صدام حسين، والتونسي بن علي، والليبي القذافي وآخرون، ينضم اليوم إليهم الرئيس الأوكراني الهارب فيكتور يانوكوفيتش بعد إعلان البرلمان تنحيته من السلطة أعقبها اختفاؤه عن الأنظار، في مسلسل الرؤساء الذين يضطرون للهرب تحت ضغط شعوبهم كاشفين وراءهم حجم الترف الذي يعيشون، في الوقت الذي تنزح شعوبهم في الفقر.
الرئيس المعزول الذي كان دائماً يدعي أنه “في صف فقراء أوكرانيا”، كانت له ضيعة كاملة تكسوها الأشجار العالية وتمر بها العديد من قنوات المياه حول منازلها الصيفية، لقضاء أيام نهاية الأسبوع والحفلات فقط، بمساحة 180 هكتاراً وعلى بعد ساعة واحدة من العاصمة كييف، والتي كانت رمزاً للإسراف الذي يعيشه الرئيس قبل هربه، حيث اشترى في البداية منزلاً فيها لتتحول القرية بأكلمها له بعد سنوات.
وكانت حركة الاحتجاجات قد دعت المتظاهرين في كييف للتوجه إلى قصر يانوكوفيتش ومعاينة الترف الذي يعش بعيداً عن الأعين، محاطاً خلف أسوار عالية محاطة بعشرات رجال الأمن.
مقطع فيديو يظهر بعض مقتنيات القصر
المبنى الرئيسي هو عبارة عن قصر هندسته من الطراز الباروكي مكسو بالرخام ومزخرف بأيقونات مغطاة بالذهب وأعمدة شبيهة بالأعمدة اليونانية، بالإضافة إلى صور لطيور من مجموعة “صاحب القصر” استورد بعضها من سومطرة أو منغوليا، قطيع من النعام من أستراليا وأفريقيا وأرانب بريّة وغزلان.
مسافات أخرى قطعها المحتجون الذين تدفقوا إلى القصر وهو يشاهدون المدرج والإسطبلات وحتى كراج يضم متحفا للسيارات العسكرية السوفيتية، بالإضافة لملعب الجولف ومهبط لطائرات الهوليكوبتر.
كذلك كان لدى الرئيس الهارب خط خاص به لإنتاج اللحوم الطازجة، وشوهدت الأبقار والأغنام والماعز عبر نافذة حظيرة كبيرة للماشية لكن الموظفين رفضوا فتح الابواب للزوار.
ويقول سكان المنطقة المجاورون أنه حين كان يانوكوفيتش يخطط لإقامة مناسبة اجتماعية كانت أعداد لا تقل عن 3 آلاف من رجال الأمن والموظفين يأتون إلى القرية، وأضافوا أنه بسبب هوس الرئيس المعزول بالامن وخوفه من التعرض لهجوم كانوا يتركون هواتفهم الجوالة عند مدخل الضيعة ويستعيدونها عند المغادرة.
وخلال السنوات الماضية تكررت محاولات الصحفيين لاختراق الطوق الامني لكن العواقب في اغلب الاحيان كانت مؤسفة، إحداها كانت للصحفية “تتيانا تشيرنوفيل” في اختراق الضيعة الخاضعة لحراسة مشددة العام الماضي وعلى الرغم من أنها هربت فقد ضربت ضربا مبرحا فيما بعد.
وقال النائب في البرلمان “ادوارد ليونوف النائب: “هذا معلم تذكاري لطاغية نريد أن نريه للناس”.
أحد المواطنين ويدعى “سيرهي ريميزوفسكي” الذي جاء لمعاينة المقتنيات قال : “لم نتوقع اي شيء كهذا، إنه بذخ هائل وكله مصنوع بأموالنا .. أموال المواطنين العاديين، هذا كثير جداً على شخص واحد، مشاهدة شيء كهذا أمر مؤثر جدا”.
الأوكرانيون في طريقهم إلى القصر
أحد حمامات القصر