بعد غياب طويل عن الحوارات الخاصة، أجرى الرئيس التونسي، محمد المنصف المرزوقي، حوارا خاصة مع “التلفزة الوطنية”، ووسط الحديث عن مختلف التطورات السياسية في البلاد وتوقعاته للمرحلة القادمة وأهم التحديات التي ستواجهها البلاد مستقبلا، أشاد المرزوقي بـ”المستوى المشرف للمجتمع المدني في تونس، مستشهدا بالملتقى المغاربي التركي للثقافة والاقتصاد الذي أشرف المزوقي على افتتاحه.
وكان المنصف المرزوقي قد افتتح الملتقى المغاربي التركي للثقافة والاقتصاد يوم السبت الماضي، وقال في كلمته الافتتاحية: “لنا مع تركيا تاريخ مشترك يمتد لأكثر من 250 سنة وأصبحنا شعبا واحدا وتركيا تدعمنا سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا دون شروط … تركيا من أهم وأعز الأصدقاء لتونس والتي لم تبخل علينا بالدعم من أجل مقاومة الإرهاب”.
وهذه هي الدورة الثانية للملتقى المغاربي التركي تحت شعار ” بعيدا عن التجاذبات السياسية والأيدولوجية”، بحضور ممثلين من دول المغرب العربي وما يقارب 120 ضيف تركي، حيث قال رئيس الملتقى الدكتور محمد العادل: “نعمل من خلال هذا الملتقى على ترسيخ مفهوم الوحدة المغاربية ونسعى لتسجيل وجود فعال لدول المغرب العربي على المستوى العالمي كما نعمل على إنشاء مجالس تركية مغاربية مشتركة مستقبلا على غرار المجلس التركي للشراكة والإستثمار ومشروع مجلس مغاربي علمي وأكاديمي تركي”.
كما حضر افتتاح الملتقى السفير التركي في تونس عمر كوجوك، وأكد بدوره أن “تركيا تعمل على تعزيز العلاقات مع دول المغرب العربي”، وأنه “سيتم خلال هذا الملتقى توقيع اتفاقيات شراكة بين رجال أعمال أتراك ونظرائهم في دول المغرب العربي”.
وهو ما تم فعلا، إذ كشف رئيس المنتدى المغاربي التركي محمد العادل، لوكالة الأناضول، أن ممثلين عن دول المغرب العربي توصلوا إلى اتفاق على حزمة من المشاريع الإقتصادية والاستثمارية مع ممثلين من تركيا، سيتم الكشف عنها اليوم الثلاثاء أثناء اختتام فعاليات المؤتمر.
مضيفا أن حزمة المشاريع تتضمن إنشاء خط بحري يساعد على تنشيط الحركة التجارية ويربط تركيا بدول المغرب العربي، ومشروع مغاربي تركي في قطاع الصناعات التكميلية الخاصة بالتكنولوجات الفلاحية، وأخر يخدم قطاع السياحة المحافظة، فضلا عن عدد من المشاريع الاقتصادية الأخرى التي تتعلق بالقطاعات الحيوية، والتي ستوصل إليها رجال الأعمال المشاركين بالمنتدى.
وبخصوص القطاع الفلاحي، أفاد محمد العادل أنه جرى تقديم مقترح مشروع مغاربي تركي في قطاع الصناعات التكميلية مختص بتركيب التكنولوجيات الفلاحية وتم عرضه على مجموعة من رجال الأعمال الأتراك الذين شاركوا في المنتدى، مشيرا إلى أن “المشروع من شأنه أن يساعد على تطوير القطاع الفلاحي بالدول المغاربية وكما سيساهم في خلق منتجات ذات منشئ مشترك تركي مغاربي”.
وحول القطاع السياحي، قال رئيس المنتدى أنه “تم التوافق بين الجانبين التركي والمغاربي بشأن إحياء مشروع يتعلق بالسياحة المحافظة في تونس والمغرب بالاستعانة بالخبرات والتجارب التركية التي لديها تجربة في قطاع تفوق 15 سنة وحققت فيها انجازات عديدة حيث أصبح قطاعا ناجحا يستقطب زبائنه من تركيا وخارجها”.