يتواصل غياب الرئيس النيجيري محمدو بخاري عن بلاده، للشهر الثالث على التوالي، بعد أن غادر العاصمة أبوجا في رحلة علاجية جديدة إلى المملكة المتحدة، بعد نحو شهرين من عودته من رحلة أخرى استمرت 8 أسابيع، ما أحدث حالة ارتباك في بلاده وخروج مظاهرات تطالبه بالتنحي من منصبه.
احتجاجات
تستمر الاحتجاجات في العاصمة النيجيرية أبوجا المطالبة بتنحي الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي يتلقى العلاج منذ 7 أيار/مايو في لندن من منصبه أو العودة إلى بلاده، بسبب غيابه الطويل عن الاضطلاع بمهام منصبه، ويعتقد الكثير من النيجيريين أن صحته متدهورة بدرجة أكبر مما يعلنه المسؤولون.
13 منظمة حقوقية وجمعية ناشطة في المجتمع المدني بعثت قبل أيام برسالة مفتوحة إلى الرئيس النيجيري تدعوه فيها إلى أخذ عطلة علاج مفتوحة
ورفع المحتجون الذين توجهوا إلى القصر الرئاسي لافتات تطالب بعودة الجنرال المتقاعد البالغ من العمر 74 عاما الذي ترأس المجلس العسكري الذي حكم البلاد في الثمانينات، وكتب على إحدى اللافتات “عد أو استقل، كفى”، وكتب على غيرها “إذا كان الرئيس غير قادر على العودة إلى نيجيريا بعد تسعين يوما، عليه إذن أن يستقيل” و”بخاري أين أنت؟ النيجيريون يطالبون بالحقيقة كاملة. ما الذي أصاب رئيسنا”؟
وكانت 13 منظمة حقوقية وجمعية ناشطة في المجتمع المدني قد بعثت قبل أيام برسالة مفتوحة إلى الرئيس النيجيري تدعوه فيها إلى أخذ عطلة علاج مفتوحة، وذلك بعد ما تغيب لثلاثة أسابيع عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، لأسباب صحية، إلاّ أنّ افيمي آديسينا المتحدث الرسمي باسم الرئيس النيجيري قد كتب على صفحته الرسمية على توتير أن “الرئيس يود أن يطمئن جميع النيجيريين أن ليس هناك ما يدعو للقلق” دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
تواصل الغياب
تعود أخر مرّة شوهد فيها الرئيس بخاري آخر مرة في نيجيريا على التلفزيون الرسمي في مايو وهو يرحب بمجموعة تضم 82 فتاة من بلدة شيبوك بعد تحريرهن من قبضة جماعة بوكو حرام، بناء على اتفاق تفرج بموجبه السلطات النيجيرية عن معتقلين لديها كانت تشتبه في علاقتهم بالجماعة، وعقد هذا اللقاء قبل ساعات من سفره إلى بريطانيا للعلاج.وتعدّ هذه الرحلة العلاجية للرئيس، الرحلة الثانية له خلال العام الجاري الذي أمضى معظمه وهو يتلقى العلاج في مكان غير معلوم في لندن، ما زاد من استياء النيجيريين. يعاني بخاري من مشكلات صحية منذ حزيران/يونيو 2016 عندما انتقل للمرة الاولى إلى لندن للعلاج وتحدثت الرئاسة حينها عن إصابته بالتهاب في الأذن.
مطالبة بمعرفة مصير الرئيس
ثم أمضى أول شهرين من 2017 في لندن وقال في بداية آذار/مارس لدى عودته ان المرض تمكن منه ولم يشارك في اجتماعات مجلس الوزراء ثم غادر مجددا في بداية أيار/مايو. وغذى الغياب الطويل للرئيس بخاري طموحات سياسيين يستعدون للانتخابات الرئاسية عام 2019 في البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في أفريقيا. ووصل بخاري لسدة الحكم في مارس 2015 كأول زعيم من المعارضة النيجيرية يطيح بالرئيس السابق سلميا عبر صناديق الاقتراع، ويرفض المسؤولون الكشف عن طبيعة مرض بخاري ويكتفون بالقول إنه يجري فحوصا ولا يعاني من مشكلة خطيرة.
ويخشى بعض النيجيريين من تكرار سيناريو عام 2010 عندما ظل مرض الرئيس عمر يارادوا محاطا بسرية حتى وفاته بعد علاج استمر أشهرا في المملكة العربية السعودية، ورحل بارادو دون أن يفوض سلطاته لنائبه وأدخل غيابه البلاد في حالة من الفراغ السياسي ولكن في نهاية المطاف صوت البرلمان لصالح نقل سلطات الرئيس إلى نائبه جونثان غودلاك الذي أصبح رئيسا للبلاد.
وصل بخاري لسدة الحكم في مارس 2015 كأول زعيم من المعارضة النيجيرية يطيح بالرئيس السابق سلميا عبر صناديق الاقتراع
في مقابل ذلك، ذكر بيان صادر عن الرئاسة النيجيرية أمس السبت أن الرئيس محمد بخاري الذي وعد بالقضاء على الإرهاب قال إنه يشعر بأنه مستعد للعودة إلى البلاد من رحلة علاجية في بريطانيا وأنه ينتظر الآن إذن طبيبه، وقضى بخاري في بريطانيا وقتا أكثر مما قضاه في نيجيريا منذ بداية العام الجاري. ونقل بيان يوم السبت عن بخاري قوله “أشعر أن بوسعي العودة للوطن لكن الأطباء مسؤولون عن تحديد ذلك” مضيفا أن هناك “تحسنا هائلا” في صحته، وخلال وجوده خارج البلاد صعد نجم نائب الرئيس يمي أوسينباجو الذي يتحرك لملء الفراغ.
ارتفاع أسعار النفط
في غضون ذلك، سجلت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا نتيجة عدم الاستقرار في نيجيريا إلى جانب النمو القوي في الطلب العالمي في وقت يشهد بطأ في عودة التوازن للأسواق. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 20 سنتا في التسوية بما يعادل 0.39 بالمئة إلى 52.10 دولار للبرميل بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا، أو 0.47 بالمئة، إلى 48.82 دولار للبرميل. وانخفض الخام الأمريكي 1.5 بالمئة على أساس أسبوعي بينما نزل خام برنت 0.6 بالمئة.
تأثر أسعار النفط باحتجاجات نيجيريا
وأقدم المئات من النيجيريين على اقتحام منشأة للنفط الخام ومحطة غاز مملوكة لرويال داتش شل في دلتا النيجر أول أمس الجمعة مطالبين بوظائف وتطوير البنية التحتية حسبما قال شاهد عيان من رويترز، ويقول المحتجون إنهم لا يستفيدون من الثروة النفطية للمنطقة ويريدون وضع حد للتلوث النفطي الذي تسبب في بوار أغلب الأراضي. وكانت صادرات النفط النيجيرية من المنتظر أن تبلغ أعلى مستوى في 17 شهرا في أغسطس آب لكنها عاودت التراجع إلى أقل من مليوني برميل يوميا بعدما أعلنت شل حالة القوة القاهرة على خام بوني الخفيف.
أمام تواصل غياب الرئيس يخشى النيجيريين من تكرار سيناريو عام 2010 عندما ظل مرض الرئيس الراحل عمر يارادوا محاطا بسرية حتى وفاته بعد علاج استمر أشهرا في الخارج، ما أحدث حالة من الفراغ في البلاد واحتجاجات في مدن نيجيرية عدة، ووصل بخاري لسدة الحكم في مارس 2015 كأول زعيم من المعارضة النيجيرية يطيح بالرئيس السابق سلميا عبر صناديق الاقتراع، ومباشرة بعد توليه الحكم وعد بالعمل على ملف “مكافحة الإرهاب” الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات.