ما يميز رائد الأعمال عن بقية من يديرون الأعمال التجارية لكسب الأرباح شيئًا واحدًا، وهو القدرة على اقتناص الفرص والبدء بالتنفيذ بشكل فوري، فإذا واتته فكرة لن يصبر على تنفيذها سنة أو شهر، ولا حتى يوم، فهو يبدأ بالتنفيذ بشكل فوري، فرائد الأعمال ليس مجرد حالم، بل مُنفذ سريع في الوقت المناسب.
ربما يبدو تنفيذ فكرة مشروع ناشئ سهلة بعض الشيء في البلاد التي تهيمن عليها ثقافة المشروعات الناشئة، فيوجد بها شركات خاصة فقط بأن تكون حاضنات للأعمال الناشئة، وتتوافر فيها شركات التمويل، أو جهات التمويل بشكل عام والتي يوجد منها بشكل كافٍ جهات حكومية تساعد المرء على بداية مشروعه الناشيء، إلا أن في العالم العربي، ومع كون ثقافة المشروعات الناشئة واقتصاد الـ”gig” (الاقتصاد القائم على علاقات عمل قصيرة المدى أو العمل الحر”Freelancer”) مستحدثة بعض الشيء على الشباب حديثي التخرج، يكون الأمر صعبًا أن يبدأ رائد الأعمال الناشئ في مشواره.
هناك نهضة في مجال ريادة الأعمال بالنسبة للمشروعات الناشئة (Start up)، حيث زادت نسبة المشاريع الناشئة في العالم العربي بالتزامن مع نهضة شركات التكنولوجيا المالية
يواجه رائد الأعمال العربي الناشئ عائق آخر، وهو عدم معرفته من أين يبدأ وإلى من يلجأ، وذلك لأن شركات التمويل غير الحكومية، وشركات حاضنات الأعمال الناشئة غير مألوفة في الوسط العربي، بل ويعاني البعض مشكلة عدم الثقة بها وذلك لأنها تعد دخيلة بعض الشيء على النمط العام لإنشاء الشركات في الوطن العربي.
ولكن ذلك لم يمنع أن يكون هناك نهضة في مجال ريادة الأعمال بالنسبة للمشروعات الناشئة (Start up)، حيث زادت نسبة المشاريع الناشئة في العالم العربي بالتزامن مع نهضة شركات التكنولوجيا المالية والتي وصل عددها إلى 105 شركات، ومن المتوقع مضاعفة العدد بحلول عام 2020 في الشرق الأوسط، ليصبح هناك مبادرات ريادية على أرض الواقع وبيئات عمل مستعدة لرعاية المشروعات الناشئة ومنصات حقيقية للتمويل.
ما الذي يجب أن يفعله رائد الأعمال العربي الناشئ؟
إذا كنت رائد أعمال عربي ناشئ، ولا ترغب في الاقتراض من البنك أو من أي جهة حكومية لتمويل مشروعك أو فكرتك، هناك العديد من الفرص التي ستساعدك على تحقيق حلمك ولن تحتاج منك عشرات الآلاف من الدولارات، تلك الفرص عبارة عن شركات عربية داخل الوطن العربي تعمل على خلق بيئة جديدة من العمل تساعد على رعاية وتمويل الأعمال الريادية الناشئة.
إذا كانت لديك فكرة مشروع مبتكرة، ربما ستكون شركة ذوومال هي أكثر الأماكن التي يجب عليك أن تلجأ إليها في بداية مشوارك، فهي شركة لبنانية تأسست قبل أربع سنوات من الآن، وهي إحدى شركات التمويل الجماعي (Co- Funding)، استطاعت منذ تأسيسها وحتى الآن على تمويل مشاريع بمبلغ قدره 1.6 مليون دولار أمريكي، واستطاعت نتيجة لذلك توفير 600 فرصة عمل.
تعد الشركة أفضل الأماكن التي تساعد رائد الأعمال العربي على تخطي تحدي بداية تنفيذ الفكرة، والتي تعد أكثر المراحل المرهقة والخطيرة في بداية تحويل أي فكرة مبتكرة إلى مشروع موجود على أرض الواقع، والتي عادة ما يفشل فيها غالبية المشاريع الناشئة، إلا أن شركة ذوومال ومؤسسها عبدالله عبسي استطاعا خلق مبادرة عربية ريادية مهمة تحولت فيما بعد إلى أول منصة عربية للتمويل الجماعي.
تقوم فكرة التمويل الجماعي على أن يدعم أشخاص عاديون فكرة معينة تحظى باهتمامهم، وذلك عن طريق التبرع بمبالغ مالية بواسطة الإنترنت، حيث استطاعت ذوومال دعم تلك الفكرة، واستطاعت تمويل مشاريع مختلفة ثقافية وبيئية ومجتمعية.
تعد الشركة أفضل الأماكن التي تساعد رائد الأعمال العربي على تخطي تحدي بداية تنفيذ الفكرة، والتي تعد أكثر المراحل المرهقة والخطيرة في بداية تحويل أي فكرة مبتكرة إلى مشروع موجود على أرض الواقع
الممول الصديق من الوطن العربي إلى وادي السيليكون
وليد حنا المدير التنفيذي للمشروع
في حلقة من برنامج “رواد الأعمال” على قناة الجزيرة وصفت صندوق “إم إي في بي” بالممول الصديق، ربما لأن صاحب الفكرة لم يكن يرغب في أن يكون موظف لدى أي أحد، وأراد أن يكون له مشروعه الخاص، الذي فشل من أجله أكثر من مرة حتى نجح، ليكون لديه ثلاثة مكاتب، أحدهما في دبي والآخر في بيروت وثالثهم بوادي السيليكون في كاليفورنيا، لينطلق مشروع “رأس المال المخاطر” (MEVP).
أول المؤسسات العربية التي استطاعت أن تكون حلقة وصل بين المستثمر ورجال الأعمال، وبين هؤلاء وصاحبي الأفكار والمشاريع الريادية من ناحية أخرى، لتصبح المؤسسة منصة ناجحة تدير استثمارات بقيمة 120 مليون دولار لإدارة مشاريع في بلاد مجلس التعاون الخليجي وبلاد الشام ومصر.
يركز مشروع رأس المال المخاطر على المشاريع الريادية للموهوبين المهتمين بمجالات تطبيقات الهواتف المحمولة والإنترنت والحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا.
يقول وليد حنا المدير التنفيذي للمشروع، في حلقة برنامج “رواد الأعمال” بأنه ما بين بيروت وكندا وفرنسا وبعد انتهائه من دراسة المالية والخدمات المصرفية وبعد عمله في أول بنك في بيروت، وجد أنه لا يرغب في العمل تحت إدارة تنتمي إلى إدارة أكبر وأخرى تنتمي إلى إدارة أشمل، بل فضل أن يكون مدير نفسه، ولهذا يكون مشروعه “مشروع رأس المال المخاطر” من أكثر المشاريع الصديقة لأي رائد أعمال ناشئ.
ملتقى رواد الأعمال من قلب القاهرة
وسط نشاط ملحوظ في بيئة ريادة الأعمال في مصر وتوقعات بتحسن كبير فيها في السنوات القليلة القادمة، يكون هناك مكانًا في قلب القاهرة يعد أهم مناطق التقاء رواد الأعمال والمستثمرين والممولين لأصحاب المشاريع الناشئة، وهو “الجريك كامبوس” (الحرم اليوناني) وهو مبنى تراثي قديم تابع للجامعة الأمريكية، ويحمل في الوقت ذاته اسم مشروع لرائد الأعمال المصري “أحمد الألفي” والذي تم تأسيسه عام 2013.
يعمل الألفي على خلق بيئة عمل حاضنة للمشروعات الناشئة، حيث يوفر مكانًا للشركات الناشئة مجهز بكامل الخدمات والمكاتب داخل “الجريك كامبوس”، يتيح لكل من لديه فكرة مشروع مبدعة الدخول في مجتمع يعمل على رعاية ذلك، ويتيح له فرصة الالتقاء والاجتماع بكل من يهتم بفكرته وعلى استعداد بتمويلها، وبالأخص تلك الأفكار التي لها علاقة بالإعلام الرقمي والتكنولوجيا.
تعمل المنصة على توفير ما يقرب من 333 ألف فرصة عمل في مجالات مختلفة، كما يمكن للمستخدم من خلال منصتهم الرسمية أو تطبيقهم على الهاتف المحمول أن يتواصل ويتفاعل وينشر المعلومات ويحصل عليها بكل مجال عمل يمس اهتمامته الشخصية
شركة مصرية، أو شبكة للتواصل في سياق آخر، تسعى إلى توصيل الشباب بسوق العمل من خلال بناء مجتمع من الشركات والمهنيين في العالم العربي في وسيلة تشبه في طريقتها منصة “لينكد إن”، ما يميز جوبزيلا أنها تهتم بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي مع عدد كبير من عروض العمل والمستخدمين لكل من لديه فكرة ناشئة أو موهبة معينة، بدأت المنصة تتلمس طريقها كمثال جيد للشركات الناشئة الناجحة في العالم العربي.
تعمل المنصة على توفير ما يقرب من 333 ألف فرصة عمل في مجالات مختلفة، كما يمكن للمستخدم من خلال منصتهم الرسمية أو تطبيقهم على الهاتف المحمول أن يتواصل ويتفاعل وينشر المعلومات ويحصل عليها بكل مجال عمل يمس اهتمامته الشخصية، كما تقدم المنصة دورات تعليمية لكل من لا يجد نفسه جاهزًا للعمل في مجاله تساعده على أن يبدأ خطواته الأولى قبل الحياة العملية الحقيقية.
ريادة الأعمال ببساطة تعني تجميع المصادر اللازمة لمشروع ما، واقتناص الفرصة المناسبة من حيث المكان والزمان والسوق واحتياجاته وسد النقص فيه، ومن ثم الحلم بفكرة المشروع الناشئ، على أن تكون مبتكرة وغير مكررة، ومن ثم البداية الفورية لتنفيذها وعدم تأجيلها إطلاقًا، فإذا اجتمعت فيك هذه الصفات، فأنت رائد أعمال جاهز، والمنصات السابقة ومن يماثلها في الوطن العربي أنسب مكان لك.