هل تجد نفسك تستخدم الأيقونات الصفراء “Emoji” لتكملة الحديث بدلًا من استخدامك للكلمات؟ هل لاحظت أن أغلب تعليقاتك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال تطبيقات هاتفك المحمول تتضمن صورًا هزلية أو مقاطع فيديو سريعة ساخرة (GIF)، لتجد في تلك الصور أو المقاطع أو الأيقونات وسيلة أفضل للتعبير عما تود قوله بدلًا من استخدام اللغة؟
ربما صار الكثير منا يستخدم الإيموجي أكثر من استخدامه للغة نفسها، أو صارت عادة لدينا أن نبحث عن تعبير أفضل باستخدام الصور والفيديوهات القصيرة، أو باللجوء إلى الهزل والسخرية باستخدام الـ(GIF) بدلًا من استخدام الكلمات، بحيث يجد المرء نفسه أكثر سخرية وقدرة على الترفيه باستخدامه لتلك الأيقونات بدلًا من التعبير بالكلمات، ليستخدمها 92% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في منشوراتهم وتعليقاتهم.
تحتوي نصف المنشورات الموجودة على منصة إنستجرام على “Emojis” أو الرموز التعبيرية، وذلك بداية من عام 2011 حينما أدخل نظام IOS لوحة المفاتيح الخاصة بالأيقونات الصفراء على أجهزته المحمولة، وسرعان ما تبعه في ذلك نظام أندرويد أيضًا بعد عامين، لتنتشر بشكل سريع وجنوني على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتهيمن على أغلب المنشورات الموجودة، وتتستبدل ببعض الكلمات التي شاع استخدامها بشكل مختصر مثل “LOL” أو استخدام بعض الحروف للتعبير عن الضحك مثل “ههه”.
جاءت تلك الأيقونات الصفراء أو الرموز التعبيرية أو مقاطع الفيديو السريعة لحل العديد من مشاكل التواصل والتي كان أهمها سوء التفاهم، وذلك لأن المستخدمين يتواصلون عن طريق الكتابة، ومع غياب العامل الصوتي في أثناء التواصل تنشأ بيئة مساعدة جدًا على سوء التفاهم بين المتحدثين، لتكون الـ”Emojis” حلًا بديلًا يضيف العامل الصوتي للكلام، وتنذر بميلاد نوع جديد من اللغات خاص بالكلام على الإنترنت.
تحتوي نصف المنشورات الموجودة على منصة إنستجرام على “Emojis” وذلك بداية من عام 2011 حينما أدخل نظام IOS لوحة المفاتيح الخاصة بالأيقونات الصفراء على أجهزته المحمولة، وسرعان ما تبعه في ذلك نظام أندرويد أيضًا بعد عامين
هل ستصبح “الإيموجي” لغة عالمية جديدة؟
بعد انتشارها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، استطاعت الأيقونات الصفراء والفيديوهات القصيرة والصور الهزلية تبوء نفس مكانة لغة الإشارة، فيمكن استخدامها بين شخصين لا يتحدثان نفس اللغة وذلك لقدرتها على نقل المعنى دون استخدام الكلمات، ولأن اللغة جزء شديد الأهمية لا يتجزأ من الثقافة، هل يمكننا اعتبار الأيقونات الصفراء جزء من ثقافة الإنترنت الجديدة؟
لا يمكننا إنكار أن الـ”Emojis” لها تأثير واضح على طريقة تواصل الناس ببعضها الآن، خصوصًا لأن جزءًا كبيرًا من ذلك التواصل يتم في أيامنا الحالية عن طريق الكتابة والمراسلة بواسطة الرسائل أو البريد الإلكتروني أكثر من الاتصالات، ولهذا تثري الـ”Emojis” النص الكتابي المستخدم في التواصل بين الناس، لتكون في النهاية جزءًا أساسيًا من المحادثة، وجزءًا لا يتجزأ من طريقة التواصل الحديثة بين الناس في عصر التكنولوجيا.
في عام 2010 أجمع أعضاء صناعة أنظمة التشغيل الـ10، ومنهم شركات مثل مايكروسوفت وآبل وجوجل وياهو على اعتماد الـ”Emojis” في لوحة المفاتيح، لتحتوي لوحات المفاتيح على كل من أندرويد ونظام تشغيل IOS على ما يقرب من 800 أيقونة مختلفة
إذا كنت تواجه صعوبة في تصديق حجم الأهمية الذي يعطيه هذا الموضوع لمجموعة من الأيقونات الصفراء التي قد تستخدم في غالبية الأمر في المنشورات الهزلية أو المنشورات الساخرة بعض الشيء، قم بزيارة هذا الموقع (https://www.emojitracker.com/) وهو أحد المواقع التي تتتبع استخدام الـ”Emojis” على منصة تويتر، ليخبرك بالأرقام عدد استخدام كل أيقونة منهم على تويتر في اللحظة التي تزور فيها الموقع، لا تستغرب أن بعض الأيقونات تُستخدم مئات ملايين المرات في اللحظة الواحدة.
في عام 2010 أجمع أعضاء صناعة أنظمة التشغيل الـ10، ومنهم شركات مثل مايكروسوفت وآبل وجوجل وياهو على اعتماد الـ”Emojis” في لوحة المفاتيح، لتحتوي لوحات المفاتيح على كل من أندرويد ونظام تشغيل IOS على ما يقرب من 800 أيقونة مختلفة تُجدد كل عام تقريبًا، يمكنك رؤية جديدها مع كل تحديث (Update) لتطبيقات أنظمة التشغيل تلك.
أثارت تلك الأيقونات جدالًا واضحًا في السنوات القليلة الماضية بعدما انتبه المستخدمون لأهمية وجودها في مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى شكوتهم لعدم احتواء لوحات المفاتيح الخاصة بالأيقونات على تنوع كاف، فلا تحظى بأيقونات تمثل مختلف ألوان البشرة بين الناس، ولا تحظى بأيقونات تعترف ببعض الوظائف، أو عدم احترامها لوجود المرأة في بعض الأيقونات والتعبير عنها بأيقونة خاصة فقط بالرجال، أو عدم وجود صور تعترف بزواج المثليين على سبيل المثال ووجود أيقونات تمثل زوجين أو عائلة مكونة من رجل وامرأة فقط، أو عدم اعترافها بمن اختار أن يمارس الأبوة وحده دون شريكه.
يدرس الطلاب تاريخ استخدام الصور والأيقونات في التواصل منذ أيام الحضارة الفرعونية القديمة، كما يدرسون الأساليب النفسية والأنثروبولجية التي تكمن خلف تأثير الأيقونة أو الصورة الجيدة
في التحديث الأخير للوحلة مفاتيح الأيقونات، وجدنا كل ما ثار جدلًا من عدم وجوده أو نقصه موجودًا وبكثرة في لوحة المفاتيح الجديدة، والتي سخر منها البعض دون أخذ ذلك التغيير في الاعتبار، فهذا التغيير والتنوع بين الأيقونات لا يدل على شيء إلا أن تلك الأيقونات تهم بالفعل، وتمثيلها لنا بشكل كاف هو ما يحتاجه المستخدمون للتعبير عن أنفسهم كتابيًا وإثراء تلك النصوص باستخدام الأيقونات.
هل ستقبل بدراسة تأثير الـ”Emojis” أو الـ”Meme”؟
لم تختلف الـMems كثيرًا عن الأيقونات الصفراء، إلا أنها أكثر استخدامًا على فيس بوك أو فيس بوك ماسنجر وتويتر وإنستجرام، وهي عبارة عن صور أو مقاطع فيديو قصيرة أو مقاطع هزلية (GIF)، يكون محتواها على الأغلب هزلي أو ساخر، وهي الآن فكرة اجتماعية شائعة انتشرت بشكل واسع أو فيروسي “Viral” على شبكة الإنترنت وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي.
عينت بعض الجامعات الأوروبية وعلى رأسها بضعة جامعات في المملكة المتحدة قسمًا خاصًا لدراسة تأثير الأيقونات الصفراء والفيديوهات القصيرة الهزلية أو الـ”GIF” على طريقة التواصل، بل وعينت بعض الجامعات ذلك القسم مجالًا منفصلًا من بين مجالات علوم التواصل
وهي اقتباسات من كتب أو أفلام أو مقاطع مشهورة، يتضمن محتواها معاني مضحكة أو حركات ترفيهية أو أحيانًا مواضيع فلسفية، تُستخدم في التعليق على بعض الأمور أو القضايا الشائكة من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساخر أو هزلي أو حتى فلسفي.
نوع من أنواع الـ”Memes” المستخدم بشكل هزلي في المحتوى العربي
ربما كانت تلك مجرد ظواهر اجتماعية جديدة نابعة من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا في نظر البعض، إلا أنها في نظر البعض الآخر نقلة نوعية مهمة في طريقة التواصل، بل وفي إكتشاف طرق جديدة أو حتى لغات جديدة للتواصل، كانت وجهة النظر الأخيرة خاصة ببعض الجامعات الأوروبية التي اتخذت من الـ”Emoji” والـ”Memes” دافعًا للدراسة أيضًا في مجالات علوم التواصل.
مجموعة من الطلاب يتحدثون عن دراستهم للـ”Memes”
عينت بعض الجامعات الأوروبية وعلى رأسها بضعة جامعات في المملكة المتحدة قسمًا خاصًا لدراسة تأثير الأيقونات الصفراء والفيديوهات القصيرة الهزلية أو الـ”GIF” على طريقة التواصل، بل وعينت بعض الجامعات ذلك القسم مجالًا منفصلًا من بين مجالات علوم التواصل، ولا تتعجب إذا اطلعت على المحتوى الدراسي لتلك المجالات أن ترى فصلًا خاصًا في أحد الكتب عن “Saltbae” أو صاحب مطعم اللحوم الشهير التركي “نصر إت” وحركته الخاصة بوضع الملح على اللحم التي انتشرت بطريقة جنونية على مواقع التواصل الاجتماعي.
صورة “Saltbae” من الصور الأكثر استخدامًا في الـ”Meme”
يدرس الطلاب تاريخ استخدام الصور والأيقونات في التواصل منذ أيام الحضارة الفرعونية القديمة، كما يدرسون الأساليب النفسية والأنثروبولجية التي تكمن خلف تأثير الأيقونة أو الصورة الجيدة، ويحللون سلوك أشهر الـ”Memes” الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يؤمن أحد الطلاب المتحدثين في الفيديو بأننا قريبًا يمكننا أن نتواصل فقط باستخدام الصور والفيديوهات بدلًا من اللغات.
ربما لن يكون ذلك المجال في حساباتك حينما تقرر المجال الذي تود دراسته في أثناء فترة دراستك الجامعية، إلا أنه بالتأكيد رقم واحد في قائمة ترشيح العديد من طلاب الألفية الحديثة الآن، يمكنك أن تصف ذلك الغباء أو تسخر منه، إلا أنه أمر واقعي فرضته علينا مواقع التواصل الاجتماعي، وربما تكون دراسته وفهمه أفضل الحلول المتاحة إلى الآن.