ضمن سياسة تركيا المتعلقة بالأمن القومي، رسمت لها هدف استراتيجي يحقق لها الوصول للأمن الاقتصادى القومي وذلك بوضع ركائز أساسية لتحويل تركيا إلى مركز عالمي لتخزين وعبور الطاقة إلى أنحاء العالم، وأن تكون وسيط لوجستي مهم فى أمن الطاقة العالمي والممر الآمن لعبور الطاقة من وسط آسيا إلى أوروبا.
فتركيا تبذل جهود كبيرة لتوفير الطاقة اللازمة لمواكبة تطورها الصناعي والتنموى الذى تشهده البلاد في السنوات الأخيرة، فهي تستورد 98% من حاجتها للغاز الطبيعي الذي يقدر بـ 50-52 مليار متر مكعب من روسيا وإيران وأذربيجان والغاز المسيّل من نيجيريا والجزائر، كما أنها تنتج نصف حاجتها من الكهرباء من الفحم والغاز وتنتج ثلث حاجتها من الكهرباء من السدود المائية .
وقعت تركيا اتفاقية تعاون لبناء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية مع شركة فرنسية يابانية في مدينة سنوب على البحر الأسود بقيمة 22 مليار دولار بطاقة إنتاجية 5000 ميجاوات تنتهي عام 2023، وأيضا اتفاقية أخرى مع شركة روسية لبناء محطة نووية لتوليد الكهرباء في مدينة مرسين على البحر الأبيض المتوسط بطاقة انتاجية 4800 ميجاوات بقيمة 20 مليار دولار تنتهي عام 2019.
أعلن أردوغان أن تركيا تولى أهمية كبيرة لموضوع الطاقة المتجددة، التى ستسهم بنحو 20% من احتياجات تركيا من الكهرباء، وسترتفع هذه النسبة إلى 30% عام 2023.
كما أن تركيا وقعت فى يونيو عام 2009 على مشروع خط أنابيب “نابوكو” الممتد بطول 3300 كيلومتر، والذى سينقل 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبى، ويبلغ إجمالى تكلفته 7,9 مليار يورو .
وخط أنابيب “باكو تبليسى جيهان”، الهادف إلى نقل بترول أذربيجان وبترول آسيا الوسطى والقوقاز وبترول كازاخستان عبر جورجيا إلى ميناء جيهان التركى الواقع على البحر الأبيض المتوسط بخط طوله 1776 كلم، ويجعل هذا المشروع تركيا تتحول إلى جسر للطاقة وممر بين الشرق والغرب.
كما تسعى تركيا لمشروع خط الغاز العربى القادم من مصر وقطر والعراق إلى الاتحاد الأوربي عبر الأراضي التركية .