إذا ما اطلعت على قائمة الشركات المهيمنة على مجال التكنولوجيا قبل بضع سنوات من الآن، ستجد أن القائمة تكاد تخلو من أي شركة ليست أمريكية الجنسية، يحتل مقدمتها عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت بسياستها المحتكرة وجوجل بسياساتها المبتكرة وشركة آبل التي صارت في مقدمة شركات صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، إلا أن الوضع تغير حينما نلقي نظرة على القائمة ذاتها الآن، فشركات التكنولوجيا الكبرى لم تعد أمريكية فقط بعد الآن.
حان الوقت لشركات مثل “IBM” وإنتيل وغيرهم من عملاقة التكنولوجيا الأمريكية أن تفسح المجال لشركات أخرى لا تحمل نفس الجنسية، إلا أنها على نفس المستوى من التقدم، بل ربما تنافس بعض الشركات العملاقة في مجالها وتهيمن عليها في بعض الدول.
ربما يكون من المتعارف عليه أن كل من أراد البحث عن شيء ما على شبكة الإنترنت يكون جوجل خياره الأول، أو من يريد شراء شيء ما من منصة موثوقة، سيكون ترجيحه الأول وربما الوحيد موقع أمازون، أو استخدام فيسبوك كمنصة عالمية للتواصل يستخدمها الأغلبية، ربما يكون ذلك صحيحًا في بعض الدول، إلا أنه ليس من المُسلّمات في بعض الدول الأخرى، إذ إن هناك شركات أخرى تهيمن على السوق أمام شركات التكنولوجيا العملاقة تلك، ولا تنال نصيبًا من نفس البروباجندا أو الدعاية الإعلامية التي تحظى بها تلك الشركات.
بينما تُهيمن شركات التكنولوجيا الكبرى على حياة المستخدمين على شبكة الإنترنت في البلاد الغربية، هناك شركات أخرى تسيطر على الدول التي تحظى بمئات الملايين من المستخدمين لشبكة الإنترنت، ألا وهي الصين والتي يكون لديها في يومنا هذا ما يقرب من 700 مليون مستخدم، وهذا ما يجعلها أكثر بلد مستخدم للإنترنت في العالم، ولسوء حظ تلك الشركات فجوجل وأمازون وفيسبوك ليسوا من الشركات المفضلة هناك.
شركات صينية ضمن قائمة أكبر الشركات التكنولوجية في العالم
تحظى بلد مثل الصين على منافس قوي وحقيقي لكل شركة من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وهذا ما يجعلها منافسًا حقيقيًا في قائمة أكثر الشركات الغنية على مستوى العالم، كما جعلها تحتل مكانة على قائمة أكبر شركات التكنولوجيا في العالم بشكل يمثل خطورة على الشركات الأمريكية.
بينما تُهيمن شركات التكنولوجيا الكبرى على حياة المستخدمين على شبكة الإنترنت في البلاد الغربية، هناك شركات أخرى تسيطر على أكبر الدول التي تحظى بمئات الملايين من المستخدمين لشبكة الإنترنت، ألا وهي الصين والتي يكون لديها في يومنا هذا ما يقرب من 700 مليون مستخدم
علي بابا ينافس أمازون ويهيمن عليه
صار عدد مستخدمي “علي بابا” الفاعلين بحسب التقرير 466 مليون مستخدم بالإضافة إلى أكثر من خمسمئة مستخدم على الهواتف النقالة
الشركة التي تساوي الآن 400 مليار دولار، أعلنت نتائج تقريرها المالي عن ربع السنة الثاني بعد شهر يونيو/حزيران لعام 2017، حيث صار عدد مستخدميها الفاعلين بحسب التقرير 466 مليون مستخدم بالإضافة إلى أكثر من خمسمئة مستخدم من على الهواتف النقالة، كما أشار التقرير إلى عائدات الربح المتباينة من مجالات الشركة المختلفة، لتتخطى شركة على بابا مكانة شركة أمازون في السوق بعد أن شهدت الشركة نسبة نمو عام 2017 وصلت إلى 57% مقارنة بعام 2016، وهذا ما صرح به المدير التنفيذي للشركة “دانيل زانغ” بأن نسبة نمو الشركة المتضاعفة تشير إلى مستقبل تكنولوجي مشرق في الصين.
إذا أردت البحث على الإنترنت في الصين، لا تستخدم جوجل
لا يكون جوجل خيار محرك البحث الأول لدى الأغلبية من الصينيين، وتحديدًا 60% من مستخدمي محركات البحث، بل الخيار الأول “بايدو” “Baidu” أو كما يسمونه “جوجل الصين”، فعلى الرغم من محاولات جوجل المستميتة لدخول السوق الصينية والهيمنة عليها، فإنها لم تنجح بسبب وجود محرك البحث الصيني “بايدو”، حيث يحظى “بايدو” بـ60% من السوق الصينية و6% من السوق العالمية، ويحظى باهتمام غالبية المستخدمين الصينيين الذين لا يفضلون استخدام محرك البحث جوجل على شبكة الإنترنت.
“تينيست”.. ثالث حلفاء الـ”بات” (BAT)
“تينيست” (Tencent) هي شركة خاصة بالإعلام والترفيه الرقمي، كما تدعم المدفوعات الرقمية، وتوفر خدمات عالية الجودة للهواتف المحمولة أو خدمات الإنترنت المختلفة من خلال الهاتف، كما تعمل في مجال الدعاية والإعلان الرقمي
حلفاء الـ”بات” أو (BAT)، وهم أكبر الشركات الصينية في مجال التكنولوجيا، والذي يصفه الخبراء بأنه ميلاد لوادي سيليكون جديد، هذا التحالف يضم الشركتين المذكورتين هنا مسبقًا، وهما شركة علي بابا وشركة بايدو، تنضم إليهما شركة “تينيست” لتكمل تحالف التكنولوجيا الصيني.
“تينيست” (Tencent) شركة خاصة بالإعلام والترفيه الرقمي، كما تدعم المدفوعات الرقمية وتوفر خدمات عالية الجودة للهواتف المحمولة أو خدمات الإنترنت المختلفة من خلال الهاتف، وتعمل أيضًا في مجال الدعاية والإعلان الرقمي أو الأونلاين، وكان لها نصيب في قائمة أكبر عشر شركات تكنولوجية على مستوى العالم في المركز الذي تلى شركة علي بابا على نفس القائمة.
“نيفير” تُحرج محرك البحث جوجل في كوريا الجنوبية
شركة “نيفير” (Never) هي الشركة الأكثر نجاحًا من حيث خدمات محرك البحث في كوريا الجنوبية، إذ إنها تُسيطر على 70% من قيمة السوق، أما عن جوجل فهو لا يشغل النسبة الباقية من السوق، بل يشغل فقط 2% منه، إذا يستخدم الكوريون في كوريا الجنوبية محركات بحث أخرى خلاف “نيفير” أو “جوجل”.
“ميكسي” يحقق حلم اليابانيين في الخصوصية
على الرغم من أن استخدام فيسبوك صار أمرًا مُسلمًا به للتواصل الاجتماعي، فإن الأمر يكون مختلفًا بعض الشيء عند اليابانيين، لأنهم لم يستسيغوا سياسة فيسبوك في الخصوصية، ولم يقبلوا بأن تكون معلوماتهم الشخصية ونشاطاتهم وصورهم متوفرة بشكل غير آمن ومفتوح لكل مستخدم لفيسبوك، ولهذا حققت منصة “ميسكي” التي تتشابه مع فيسبوك في الأداء حلم اليابانيين في الخصوصية، حيث وفر لهم الكثير من البدائل، فحينما يستخدم فيسبوك الهوية الشخصية للفرد على الحسابات يستخدم “ميسكي” صور رمزية أو “avatar” على الطريقة التي يحبها اليابانيون.
على الرغم من محاولات فيسبوك الفاشلة للسيطرة على السوق اليابانية، لم يحقق أي نجاح يُذكر، إذ تهيمن شركة ومنصة “ميكسي” على سياسة مواقع التواصل الاجتماعي في اليابان، وتمتلك نحو 80% من قيمة السوق.
“ساب” أنظمة التشغيل ليست حكرًا على الأمريكان
شركة “ساب” (SAP) الألمانية لصنع أنظمة التشغيل (Operating Systems) تثبت أن صناعة أنظمة التشغيل ليست حكرًا على الشركات الأمريكية فحسب، فعلى الرغم من هيمنة شركات مثل إنتل ومايكروسوفت على صناعة أنظمة التشغيل المستخدمة من قبل أغلب شركات التكنولوجيا في العالم، تقدم شركات “ساب” أيضًا حلولًا تكنولوجية لخدمات إنترنت الأشياء (IOT)، وتقدم حلولًا لمشاكل الأعمال التجارية الرقمية (Digital Business) كما تعمل على تقديم خطط استراتيجية للمؤسسات الذكية “Intelligent Enterprise).
“تاتا للخدمات الاستشارية” من الهند
لا تعتبر (Tata Consultancy Services) شركة استشارات فحسب، بل تعمل على توفير خدمات خاصة بمجالات الحاسبات والمعلومات التكنولوجية، وتقدم الخطط والحلول الاستراتيجية للأعمال الرقمية
لا تعتبر الهند مصدرة فقط لأهم وأذكى المديرين التنفيذين لأكبر الشركات التكنولوجية في العالم فحسب، بل وضعت نفسها على طريق صناعة وادي سيليكون موازٍ أيضًا، ومن بين الشركات التي تؤسس وادي السيليكون الهندي، شركة هندية للخدمات الاستشارية مقرها مدينة مومباي إلا أنها تقوم بالعمل في 46 دولة مختلفة كونها شركة دولية متعددة الجنسيات
لا تعتبر (Tata Consultancy Services) شركة استشارات فحسب، بل تعمل على توفير خدمات خاصة بمجالات الحاسبات والمعلومات التكنولوجية، وتقدم الخطط والحلول الاستراتيجية للأعمال الرقمية، حيث بلغت قيمتها 80 مليون دولار، وتحتل مكانة بين أكبر 4 شركات (Big4) لخدمات المعلومات التكنولوجية لتكون صاحبة علامة تجارية مشهورة على مستوى العالم.
ربما لا تحتوي القائمة على الكثير من الشركات الناشئة التي تمثل بالفعل تهديدًا لوادي السيليكون الأمريكي، وقد لا تحتوي على العديد من البدائل للكثير من المنصات، فعلى سبيل المثال هناك بدائل لمنصات مثل يوتيوب ولينكد إن وتويتر في العديد من البلاد التي تعمل على إنشاء وادي سيليكون موازِ، وربما ستحتل مكانة على هذه القائمة في القريب العاجل.