ارتبط اسم “الريف المغربي” مؤخرًا بالاحتجاجات التي تعرفها المنطقة منذ ما يزيد على تسعة أشهر، لكن ما لا يعرفه الجميع أن هذه الرقعة الجغرافية ذات التاريخ العريق تتوفر على عدة أماكن تستحق أن يزورها الشخص، وخاصة الشواطئ الساحرة والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجعل منها وجهة للاستجمام وقضاء أجمل الأوقات رفقة العائلة أو الأصدقاء.
وصف تقرير لـ”CNN Arabic”، نشر في الـ17 من أغسطس 2016، الحسيمة، قلب الريف المغربي، بـ”أم شواطئ المتوسط”، لتوفرها على عدة شواطئ جعلت منها وجهة لكل من يبحث عن أوقات ممتعة، وأضاف التقرير أن المدينة لديها كل المقومات التي تجعلها تنافس أشهر المدن السياحية في المغرب، فشواطئها المتعددة تمنح للسائح لحظات من الاستجمام في مياه البحر الأبيض المتوسط، كما أن إقليمي الناظور والدريوش يزخران بشواطئ ذهبية على امتداد الساحل من الحسيمة إلى بلدة “رأس الماء” في أقصى شمال شرق إقليم الناظور.
وتعطي الجزر المجاورة لعدد من شواطئ الريف، والتي ما زالت تحت الاحتلال الإسباني، رونقًا خاصًا للمنطقة تجعل عيون السياح وعدسات كاميراتهم تنجذب إليها، وقد اخترنا لكم في هذا التقرير سبعة من أهم هذه الأماكن الساحرة.
شاطئ بادس
يوجد “شاطئ بادس”، على بعد 50 كيلومترًا غرب مدينة الحسيمة، وهو تابع ترابيًا لـ”جماعة إزمورن”، يتميز بموقعه الخلاب، حيث تحيطه منحدرات صخرية من جهة وجبال صغيرة من جهة أخرى، ويمتد على مساحة لا تتجاوز 500 متر، وهو من الوجهات المفضلة عند الكثير من السكان والسياح.
شاطئ “بادس”، قريب من جزيرة “قميرة” أو “بادس”، المحتلة من طرف إسبانيا منذ نحو ستة قرون، ويربطها بالمغرب شريط رملي، مما جعل المكان يعطي منظرًا يستحق الزيارة.
شاطئ بوسكور
يتميز “شاطئ بوسكور” بمزجه بين صفاء البحر وهدوء الجبل، حيث يمكن لزواره الاستمتاع بمناظر خلابة لن يجدوها في مكان آخر، ومنها جاء أصل تسميته، الذي يعني بالأمازيغية طائرة “الحجل”، اللقب يطلقه الريفيون على كل شيء “جميل”.
يقع الشاطئ داخل النفوذ الترابي لجماعة “إزمورن”، قرب المنتزه الوطني، شمال غرب الحسيمة، وقد جعلت منه طبيعته الجذابة محطة يتسابق إليها الكثير من السياح المغاربة والعرب والأوروبيين، كما أنه إحدى الوجهات الصيفية الأساسية التي يقصدها الملك محمد السادس للتخييم.
شاطئ كيمادو
يعتبر شاطئ “كيمادو” الواقع وسط مدينة الحسيمة، على بعد أمتار قليلة من “ساحة محمد السادس”، أحد أروع الشواطئ بـ”جوهرة الريف”، حيث يتميز بصفاء مياهه وهدوئها، وجمالية أرجائه التي مزجت بين زرقة البحر واخضرار الشجيرات على جبل “مورو بييخو” المحاذي للشاطئ من جهة اليمين، وألوان المدينة وأصواتها، ويقصده السكان والسياح للاستمتاع بالسباحة والاستجمام وقيادة “جيت سكي”، وهو مكان يستحق الزيارة.
شاطئ الصفيحة
أمام زوار مدينة الحسيمة فرصة للاستمتاع بالمنظر البانورامي لـ”صخرة الحسيمة” أو “جزيرة النكور” المحتلة من طرف إسبانيا، التي زينت لوحات رسامي المنطقة، من “شاطئ الصفيحة” الذي لا تفصله عنها سوى 300 متر.
يوجد الشاطئ شرق مدينة الحسيمة، داخل النفوذ الترابي لـ”جماعة أجدير”، مسقط رأس “محمدة بن عبد الكريم الخطابي”، ويبعد عن “كيمادو” 20 دقيقة بالسيارة، حيث يمتد على مساحة تزيد على الكيلومتر ونصف.
تزين شاطئ “الصفيحة” الغابات الخضراء المجاورة له والممتدة على مساحة تصل إلى 90 هكتارًا، مما جعله مكانًا يجذب السياح المغاربة والأجانب ويستحق أن يكون وجهتك المقبلة.
شاطئ ثاحشاوت
لمن يريد أن يقضي أوقاتًا هادئة يستمتع فيها بأصوات ومناظر الطبيعة العذراء، بعيدًا عن الضجيج الذي يلاحق المصطافين في الشواطئ القريبة من المدن، فعليه أن يقصد أحد الشواطئ الموجودة بـ”إقليم الدريوش”، مثل شاطئ “ثاحشاوت”، التابع ترابيًا لـ”جماعة دار الكبداني”.
يقع الشاطئ المذكور على بعد 77 كيلومترًا من الحسيمة، و40 كيلومترًا من مدينة الناظور، وهو غير معروف للعديد من الناس، عكس الشواطئ السابقة، غير أن كل من زاره يعاود الرجوع إليه بسبب هدوئه ونقاء مياهه، مما يبعث الطمأنينة في النفس ويريح البال.
شاطئ تماضت
الطريق الساحلية الرابطة بين مدينة “الناظور” وبلدة “رأس الماء” هي الأخرى تزخر بشواطئ جميلة تستحق أن تكون وجهة للباحثين عن الراحة النفسية والبدنية، منها “تماضت”، الشاطئ الذي صنفته إحدى المجلات الأمريكية البارزة في عالم الأسفار، شهر يوليو/تموز المنصرم، ضمن 10 شواطئ تستحق الزيارة، إلى جانب كل من شاطئ “تريفة” بإسبانيا، و”ويكيكي” بهواي، وفق ما ذكره أحد المواقع المحلية نقلاً عن مجلة “يوردينغ ماغازين”.
ووصفت المجلة الأمريكية الشاطئ الذي يوجد داخل النفوذ الترابي لـ”جماعة إبركانيين”، ويبعد عن الناظور بنحو 38 كيلومترًا، بـ”شاطئ الراحة النفسية”، نظرًا لجوه النقي ورماله الذهبية ومياهه الصافية.
شاطئ رأس الماء
وعلى بعد نحو 12 كيلومترًا، شرق “تماضت”، تقع بلدة “رأس الماء” أو “قابوياوا”، التي تتوفر على شاطئ يجذب عشرات الآلاف من المصطافين في فصل الصيف.
يمتد الشاطئ الذي يقع في أقصى شمال شرق الريف، على مساحة تصل إلى 7000 متر، ويتميز بضحالة مياهه، الشيء الذي يجعله مقصدًا للأسر والعائلات التي تبحث عن مكان آمن لسباحة أطفالها.
ولدى الزوار فرصة لصيد السمك في “الصخور” أو “Les Roches:، بالفرنسية، وهو الاسم الذي يطلقه عليه سكان المنطقة، أو للاستمتاع بقفزات الغطاسين من أعلى الجرف، وبإمكان الوافدين الصعود إلى القمة المسماة “لالة جنادة”، حيث تخبئ لهم الطبيعة منظرًا “بانوراميًا” رائعًا، يطل على الجزر “الجعفرية” أو “إشفارن” المحتلة هي الأخرى من طرف إسبانيا.