نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني مشاهد قالت أنها كمين أوقعه جيش النظام السوري بعناصر من الكتائب السورية المقاتلة في منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية من ريف دمشق، وذلك بتفجير الطريق الذي كانوا يسلكونه بتفجيرين متتابعين أتبعه اطلاق نار كثيف.
ونقلت العدسات الليلية للكاميرات تفاصيل الكمين الذي قال عنه تلفزيون المنار فيما بعد أنه أوقع 150 من المقاتلين الأجانب من جبهة النصرة وباقي الكتائب.
مراسلة قناة الميادين اللبنانية المؤيدة للنظام السوري نقلت من موقع الحدث صباحاً وهي تقف بجانب الجثث أن القتلى هم مسلحون من جنسيات أخرى عربية وأجنبية، مؤكدة في لقائها مع عقيد من جيش النظام السوري سقوط أكثر من 150 قتيل، حسب كلامه، إلا أنه وحين سؤال المذيعة عن الجنسيات غير العربية المتواجدة في صفوف المسلحين أجاب العقيد: “لهون وبس”.
وفي تصوير آخر مسرّب من مكان الحدث، تحدث جندي بلهجة لبنانية – فيما يبدو أنه تابع لحزب الله اللبناني- وهو بجانب الجثث قائلاً أن هؤلاء 150 شخص، من أي سوف نأتي لهم بالأكل – مبرراً قتلهم -.
وكالة الأنباء السورية أعلنت في وقت لاحق من العملية التي حصلت في وقت مبكر من صباح الأربعاء عن مقتل 175 مقاتلاً من “جبهة النصرة” و”لواء الاسلام” خلال تنقلهم على محور طريق (النشابية – ميدعا – عدرا الصناعية – الضمير- بئر القصب – الأردن) في ريف دمشق وذلك في عملية لقوات النظام السوري، مشيرة إلى أن العملية تأتي في إطار الإجراءات الأخيرة؛ لمنع تسلل من تصفهم بـ “الارهابيين” إلى الغوطة الشرقية.
ونقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قال عن الكمين :” استشهد ولقي مصرعه 152 مقاتلاً من جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في كمين نفذته قوات حزب الله اللبناني مدعومة بالقوات النظامية بين بلدتي العتيبة وميدعا في الغوطة الشرقية بريف دمشق”.
المتحدث العسكري باسم “الجبهة الإسلامية” النقيب “إسلام علوش” أكد وقوع الكمين وقتل ما لا يقل عن 45 مدنياً وعسكرياً، نافياً رواية النظام بمقتل 175 عسكري منوهاً “أن نطاماً قاتلاً للمدنيين لا يمكن الوثوق بإعلامه”.
وقال علوش أن ” معظم العسكريين الذين استشهدوا كانوا برفقة مدنيين محاصرين لتأمين خروجهم وحصولهم على العلاج اللازم؛ جراء الحصار الخانق الذي ضربه النظام السوري على مناطقهم “، موضحاً أن سبب الكمين يعود إلى مراقبة النظام الشديدة للمنطقة؛ لأنها تعتبر واحدة من أهم الأهداف العسكرية للنظام الأسدي.
ونفى علوش وقوع أي من عناصر الجبهة الإسلامية في الكمين، حيث تناقل النشطاء في صفحاتهم أن أغلب العسكريين الذين قتلوا في الكمين ينتمون للواء “الشباب الصادقين” ولواء “مغاوير القلمون” الذين كانوا في مرافقة المدنيين إلى خارج الغوطة.
وكان الكمين قد بدأ في تمام الساعة الثانية من أول صباح يوم الأربعاء، باستهداف خط مسير العسكريين والمدنيين بتفجير على طول خط مسيرهم لمرتين متتالتين بفارق بسيط من الوقت، لتبدأ بعدها اشتباكات لمدة ساعتين انتهت بمقتل 45 مدنياً وعسكرياً وجرح العشرات؛ كما نجا البعض الآخر ليروي تفاصيل الكمين.
بعض هؤلاء الناجين رووا لـ “المكتب الحقوقي الموحد في الغوطة الشرقية” هذه التفاصيل، ليصدر بدوره بياناً يقول فيه أن مجموعة من أهالي الغوطة الشرقية يزيد عددهم عن 175 فرد قاموا بمحاولة للخروج من الغوطة الشرقية التي فرض عليها الحصار وذلك من طريق العتيبة والتي تؤدي إلى خارج الغوطة.
إلا أنه “في تمام الساعة الثالثة صباحاً قام النظام برفقة حزب الله اللبناني وبعض مقاتلي لواء أبو الفضل العباس العراقي بنصب كمين لهم مسبق التخطيط، و أثناء مرورهم من طريق العتيبة تم تفجير حزامين من الألغام والعبوات الناسفة المزروعة على طول الطريق يفصل بينهما ما يقارب النصف دقيقة ثم قامت قوات الأسد وحزب الله اللبناني باستهدافهم بالرشاشات الثقيلة و راجمات الصواريخ لإيقاع أكبر عدد من الشهداء في صفوفهم وما إن قدمت التعزيزات العسكرية حتى قاموا بتصفية الجرحى اعداماً ميدانياً”.
مؤكداً البيان أن “مجموعة من هذه القافلة استطاعت النجاة من هذه المجزرة بينهم جرحى مصابون بجروح خطيرة تم نقلهم إلى أحد المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية”، ومضيفاً أنه “بعد قيام النظام بوضع أسلحة ثقيلة ومتوسطة وجلب وسائل الإعلام التي تتبع له لتقوم بتزوير حقيقة الشهداء والإدعاء بأنهم من مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من جنسيات عربية وأجنبية”.
واتهم بيان المكتب الحقوقي للثوار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي نقل رواية النظام الغير صحيحة، واصفاً المرصد بأنه ليس لديه أية وجود على الأرض أو تواصل مع ناشطين وحقوقيي تلك المنطقة التي حدثت على أرضها المجزرة المروعة، معتبراً أن “قيام النظام بتفخيخ الطرق ونصب الكمائن للمدنيين بالإضافة لتصفية الجرحى تعد وفق القوانين الدولية جرائم حرب ضد الإنسانية، كما ناشد مجلس الأمن وجميع المنظمات لوقف مثل هذه الأعمال وردع النظام عن أعماله الاجرامية”.