ترجمة حفصة جودة
عادة ما يعتبر موسم الأمطار مرحبًا به في بعض أجزاء إفريقيا كفرصة مناسبة لكسر حرارة موسم الجفاف، لكن الآن في عام 2017 تسببت الأمطار في كوارث فيضانية أدت إلى وفاة مئات الأشخاص.
ومثل العديد من الفيضانات في جنوب آسيا، لم تحظ الكوارث في إفريقيا بتغطية مناسبة مقارنة بإعصار هارفي في هيوستن (عاصفة تحدث كل 500 عام تسبب دمار لا يمكن إيقافه)، وبينما كان من الصعب تجنب الدمار في هيوستن، فالعديد من فيضانات إفريقيا تفاقمت بسبب سوء نظام الصرف الصحي منذ سنوات.
وعلى النقيض تمامًا، بينما نجحت عمليات الإنقاذ والإغاثة في هيوستن في إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح ومساعدة الناجين، فلا يمكن أن نقول ذلك عن فيضانات إفريقيا التي تسببت في ارتفاع عدد القتلى، ففي تكساس لقى 50 شخصًا مصرعهم نتيجة هذا الإعصار الاستوائي، لكن في إفريقيا أدت الأمطار الغزيرة والانهيارات الطينية إلى وفاة 1240 شخصًا على الأقل في شهر أغسطس.
فريتاون، سيراليون
في منتصف أغسطس، ضربت فريتاون – عاصمة سيراليون – أسوأ كارثة طبيعية في الآونة الأخيرة، حيث دمر انهيار طيني المنازل ودفن مئات الأشخاص تحت الأنقاض، تشير التقديرات غير الرسمية إلى وفاة أكثر من 100 شخص ووجود المئات في عداد المفقودين، وتناقصت إمكانية العثور على أي ناجين بعد أيام من الكارثة.
وصف إرنست باي كوروما رئيس سيراليون هذا الانهيار بأنه كان ساحقًا وطلب الدعم العاجل، ويأتي هذا الانهيار بعد 3 سنوات فقط من تفشي وباء الإيبولا والذي تسبب في وفاة ما يقرب من 4000 شخص.
هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها فريتاون من الفيضانات، حيث تسجل تلك المدينة أعلى نسبة في هطول الأمطار السنوية في إفريقيا، لكن مشكلات تلك المدينة الساحلية تفاقمت بعد عقود من العادات السيئة في التخلص من النفايات إضافة إلى افتقار الحكومة للتخطيط الحضري، تعتبر أكثر من نصف البيوت في فريتاون فقيرة للغاية ومعظمها مبني على أطراف التلال على حساب الإزالة السريعة للغابات مما جعل الانهيارات الطينية أكثر تدميرًا مما ينبغي.
نيامي، النيجر
في الأسبوع الماضي نُصح آلاف الناس في نيامي عاصمة النيجر بإخلاء منازلهم في أعقاب عدة فيضانات مدمرة، وفي مايو الماضي حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 100 ألف شخص معرضون لخطر الفيضانات وفي هذا العام وصل عدد القتلى إلى 40 شخصًا، كما دُمرت مئات المنازل مما أجبر السكان على اتخاذ المدارس المحلية مأوى لهم.
Unnoticed. As 15 deaths from heavy rains in Houston USA grab world attention, 44 have died so far in Niger from torrential rains. pic.twitter.com/ea2sNnDb78
— James Hall (@hallaboutafrica) August 30, 2017
بينما جذب انتباه العالم وفاة 15 شخصًا في إعصار هارفي، هناك 44 شخصًا قتلوا نتيجة الأمطار الغزيرة في نيجيريا
إيتوري، جمهورية الكنغو الديموقراطية
من المتوقع وفاة أكثر من 200 شخص بعد انهيار طيني ضرب مقاطعة إيتوري الساحلية منتصف أغسطس، قال ياسيفيك كيتا ناب محافظ المقاطعة إن عمليات الإنقاذ كانت معقدة للغاية نظرًا للطبيعة الجبلية للمنطقة واستمرار الطقس السيئ، ومثل فريتاون، ينتشر سكان المنطقة على سفوح التلال شديدة الانحدار منذ سنوات مما يؤدي إلى تفاقم التأثير المدمر للفيضانات.
بنويه، نيجيريا
نزح أكثر من 110 ألف شخص في ولاية بنويه والتي تقع في وسط نيجيريا، الأسبوع الماضي بعد هطول أمطار شديدة، إضافة إلى تضرر آلاف المنازل والأسواق المحلية والمكاتب الحكومية بشدة نتيجة الفيضان وفقًا لما ذكرته وكالة الطوارئ الحكومية.
#MakurdiFlood …God help us pic.twitter.com/KG69CfDNcr
— Peace Eziuzor (@treaspeace) September 3, 2017
فليساعدنا الله
لكن المساعدات كانت تصل ببطئ، بينما قال الرئيس محمدو بوهاري إنه تلقى أخبار الفيضان بقلق شديد وأمر بإرسال الإغاثة والتي لم يصل سوى القليل منها، ويقول كولينز أوما كاتب في بنويه، إن معظم جهود الإغاثة الموجودة من جهود بعض الأفراد والجماعات وليس الحكومة، كما أطلق جيدينا مغني راب مرشح لجائزة جرامي والمولود في أمريكا لأب نيجيري، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع الأموال والتبرعات لضحايا الفيضان.
هذه الفيضانات في بنويه ليست حدثًا جديدًا، يقول أوما: “هذه الفيضانات تحدث كل عام ومن المرجح أن تحدث أيضًا العام المقبل لكن الحكومة تتصنع تقديم الدعم، فلو كان لدينا نظام صرف صحي لما حدثت تلك الكارثة”.
المصدر: كوارتز