“في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصلحة دائمة” وينستون تشيرشل.
في خضمّ التطورات الدولية التي يعرفها العالم اليوم، والبرودة التي تطبع العلاقات المغربية الأمريكية منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، تعود بِنَا الذاكرة إلى تاريخ هذه العلاقات مع الرعيل الأول لقادة البلدين، إلى الأيام الأولى لاستقلال الولايات المتحدة عام 1776 ميلادية، عندما كانت التجارة الأوروبية تعاني وهنًا شديدًا، وكانت حاجة الدول إلى أسواق جديدة ماسة وحيوية، وقد يبدو مثيرًا ومدهشًا أن التّماسَّ بين البلدين عرف هذه البداية المبكرة، رغم اختلاف الثقافة وتباعد الجغرافيا، ورغم أن وسيلة الاتصال الوحيدة بينهما كانت محيطًا لا يُخاض ولا يُعْبَر في تلك الحقبة إلا ببالغ العناء.
فمن جهة، كان المغرب ويُطلق عليه في تلك الحقبة لقب “الإمبراطورية المغربية الشريفة” وعليه تُصَكُّ عُملته، بلدًا عريقًا في التاريخ تمشَّى في دروبه المجد والفتح قرونًا محمولاً على الأعناق، وتكونت نواة الدولة ومفهوم الأمة في نسيجه منذ القرن السابع الميلادي، لكنه في القرن الثامن عشر كان قد بدأ يعاني من تحرش الأمم المسيحية على العدوة الأخرى من المتوسط، خاصة مع تطور صناعة السفن والسلاح وظهور البارود والبنادق في أوروبا. ومن جهة أخرى كانت الولايات المتحدة وقد داعبتها أوائل نسمات الاستقلال وغمرتها روعة الحرية وسحرها السماوي، ما زالت خاضعة لسيطرة الإمبراطورية البريطانية وتناضل نضالها في سبيل بناء كامل لهويتها المستقلة بمعزل عن تأثير الثقافة الأنجلوساكسونية .
البحث عن حليف
فما الذي دفع بالدبلوماسية المغربية للسلطان العلوي محمد الثالث إلى الاهتمام بتطوير العلاقات وتحفيز الصداقة بين المغرب وأمريكا في وقت مبكّر من نشأتها، وعهد لم يكن لكلمة أمريكا فيه من معنى القوة والبأس إلا بقدر ما بقي للهنود الحمر من معنى الأرض؟ ألأن البلدين كانا يتقاسمان نفس التحديات السياسية ويعانيان الوضع ذاته من تهديد الدول الأوروبية لاستقلالهما وأمنهما القومي، أم أن السلطان محمد الثالث بدهائه السياسي وفطنته الحادة كان يرى في الولايات المتحدة دولة واعدة، وراهن عليها لتكون في مستقبل الأيام حليفًا استراتيجيًا يستقوي بوده وصداقته ومحاماته لدفع غوائل الدول الأوروبية وصد أطماعها؟
تجدر بِنَا الإشارة إلى أن اهتمام المملكة المغربية بهذه البقعة من العالم تعود إلى بداية القرن السابع عشر قبل الاحتلال البريطاني، في عهد السلطان أحمد المنصور السعدي (1578-1603)، ففي سنة 1603 عرض السلطان على الملكة إليزابيث البريطانية شن حملة عسكرية على المستعمرات الإسبانية في بحر الكاريبي جنوب غرب خليج المكسيك، وطرد الإسبان وتقاسم الأراضي بين الدولتين، لكن القدر لم يمهل كليهما لاستكمال المشاورات لأنهما توفيا في السنة نفسها.
وبالعودة إلى الأسئلة التي طرحناها، فقد كان محمد بن عبد الله يدرك تمام الإدراك أهمية الأحلاف والتكتلات الجيوسياسية في النزاعات الدولية مع الإرهاصات الأولى للزمن الكولونيالي، وهو يستشعر الأطماع المحمومة للأوروبيين في موقع كموقع المغرب على حوض المتوسط، الذي ما انفك لقرون محلاً لأشهر الملاحم العسكرية في التاريخ، معارك برية للسيطرة على مواقع استراتيجية، وأخرى بحرية للتحكم في حركة الملاحة والمواني والمضيق منذ الفينيقيين والرومان والقرطاجيين إلى الفتح الإسلامي. فكان من سديد الرأي وحصافة النظر أن يتجه محمد الثالث لاستمالة الولايات المتحدة إلى جانبه باعتبارها دولة وليدة ما زالت في طور تشكيل نموذجها السياسي وبناء الأحلاف والولاءات الخارجية.
وكيفما دار الأمر فإن الأيام أثبتت أن بصيرة السلطان العلوي كانت مصيبة في هذه الدولة الفتية في أعمار الدول، والتي كان مقدرًا لها أن تغير كثيرًا من مجريات التاريخ، وتلعب أدوارًا جوهرية في رسم ملامح العالم الذي نعيش فيه اليوم، وفِي غضون ما يناهز مئة وخمسين سنة فرضت نفسها على العالم كقوة من القوى الكبرى، وبالنسبة للكاتبة لويلاّ هول في كتابها “الولايات المتحدة والمغرب 1776-1956″، فقد أشارت أن مرد ذلك الاهتمام إلى أن المغرب كان يرى في الولايات المتحدة الأمة الوحيدة التي تهتم بشؤونها الخاصة فقط بعيدًا عن المنطق الكولونيالي، وتهتدي في سياستها الخارجية على ضوء قيم العدل والليبرالية.
قرار تاريخي.. وردود باردة
تبدأ القصة بُعَيْدَ هزيمة البريطانيين أمام الثوار الأمريكيين في “ساراتوغا” عام 1777 واستسلام الجنرال جون بورغوين، ثم مطالبة بِنْ فرانكلِنْ في باريس الأوروبيين بالاعتراف بالولايات المتحدة الأمريكية دولة مستقلة، فقام السلطان محمد بن عبد الله عام 1777 وبقرار سيادي متجاوزًا به كبريات الدول الأوروبية خصوصًا بريطانيا وفرنسا فأعلن اعترافه بالولايات المتحدة، ثم أصدر مرسومه الشهير في العشرين من فبراير سنة 1778 للميلاد، مشعرًا فيه جميع القناصل والتجار المسيحيين في طنجة وسلا والصويرة “موغادور” آنذاك، أنه أضحى مرخصًا لجميع السفن التي ترفع العلم الأمريكي دخول المواني المغربية بحرية مطلقة، ولها الحق في الاستراحة والتزود بالغذاء والعتاد، والتمتع بالامتيازات المخولة لراعايا الدول الأخرى التي تربطها بحكومة السلطان علاقة صداقة وسلم.
الغريب في الأمر هو البرود والجفاء الذي قابلت به الولايات المتحدة قرار السلطان محمد الثالث، في حين أن هذا الأخير كان مصرًا على كسب قوة صاعدة كالولايات المتحدة إلى صفه
لقد كانت خطوة تاريخية تَخْلب وتستهوي كل وطني، صدع بها سلطان المغرب القوى الكبرى في كبريائها، وكأنه ألقى في جوفهم بكرة من اللهب ما فتئت تغلي وتَتَضَرَّم، في وقت كان المسلمون والمسيحيون يعيشون على وقع أزمات سياسية ودينية، وكان عزمه وإصراره على تطوير وتقوية علاقاته مع دولة كانت تعدها أوروبا المسيحية دولة مارقة، ثورية، حديثة النشأة، هو التحدي الذي لا يستسيغه عادة كبرياء المتغلب من المغلوب أو شبه المغلوب.
لكن الغريب في الأمر هو البرود والجفاء الذي قابلت به الولايات المتحدة قرار السلطان محمد الثالث، في حين أن هذا الأخير كان مصرًا على كسب قوة صاعدة كالولايات المتحدة إلى صفه خصوصًا أنه يدرك أن الضفة الأخرى من المتوسط تموج بجيوش وأحلاف لا تلوي له على خير ولا مأمن من غدرها، وعلى الحدود الشرقية تترصده أعين الإمبراطورية العثمانية.
فأرسل سنة 1779مبعوثًا فرنسيًا، تاجر بحري اسمه ستيفان دو ديبير، عهد إليه أن يبلغ الأمريكيين استغراب السلطان من كونه لم يتوصل منهم بأي شكر أو احتفاء تقتضيه الأخلاق الإنسانية والأعراف الدبلوماسية على موقف المغرب من استقلال البلاد، وكونه القوة الأولى على الجهة الأخرى من الأطلسي التي اعترفت بدولتهم، كما عهد إليه بدعوة الأمريكيين إلى العمل سويًا من أجل تمتين روابط الصداقة وعزيز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين، أخيرًا وفي سنة 1780 قام الكونغرس الأمريكي بإشعار السلطان عن نيتهم تعيين مبعوث للتفاوض بشأن الاتفاقيات والتعاون التجاري، تبين فيما بعد أنها مجرد وعود لملء الفراغ.
مصادرة السفينة “بيتسي”
نفد صبر السلطان محمد الثالث وأدرك أن القوم إن لم يأتوا باللين والملاطفة أتوا بالقوة والملاحقة، وأن الاحترام إنما يُنْتزع انتزاعًا ولا يُمنحُ تفَضُّلاً، وعليهم أن يدركوا جيدًا أن مسارعته إلى الاعتراف باستقلالهم لم يكن جميلاً بلا مقابل أو حركة استعراضية عشواء، ولكنها خطوة مدروسة تندرج في إطار المصالح المتبادلة التي هي مدار السياسة الدولية.
فِي سنة 1786تم التوقيع في مراكش على اتفاقية الصداقة والسلام بين البلدين، والتي تعتبر أقدم اتفاقية في تاريخ الولايات المتحدة لم يتم خرقها أو نقض شيء من بنودها إلى اليوم
فما كان منه إلا أن صادر في الأول من أكتوبر عام 1783 السفينة الأمريكية “بيتسي” واتخذها رهينة في طنجة، مما أجبر الكونغرس الأمريكي في السنة الموالية على إرسال وفد يرأسه جفرسون إلى المغرب للتفاوض بشأن إبرام الاتفاقيات التجارية والوقوف على سريانها الفعلي، ومنح العلاقات دينامية وروح جديدة، والتعبير للسلطان عن العرفان والتقدير لموقفه من القضية الأمريكية، والاعتذار عما بدر من جهتهم من تقصير أدى إلى سوء فهم وسوء تقدير، وأن حرب التحرير حالت دون الوفاء لجلالته بالوعود المقطوعة.
وفي سنة 1786تم التوقيع في مراكش على اتفاقية الصداقة والسلام بين البلدين، والتي تعتبر أقدم اتفاقية في تاريخ الولايات المتحدة لم يتم خرقها أو نقض شيء من بنودها إلى اليوم، وقد أكد تولي جورج واشنطن سدة الرئاسة حرص الولايات المتحدة على ترسيخ علاقات مثالية مع المغرب في الرسالة التي بعثها إلى السلطان سنة 1789، مجددًا فيها تقديره لمواقف المملكة تجاه بلاده وحمايتها للسفن الأمريكية من حركة القرصنة التي كانت شائعة في حوض المتوسط، ومعربًا عن أسفه من سوء التواصل الذي شاب الفترة السابقة، وأن مرد ذلك الفترة الانتقالية التي كانت تمر بها الولايات المتحدة.
طنجة في قلب الحرب الأهلية.. محاولة أخرى لكسب الود
ويأتي ظرف عسير على الولايات المتحدة تقف فيه على مفترق طرق، والحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب في أوج اشتعالها، فيقف المغرب موقفًا تاريخيًا، ليكون من أوائل المساندين لحكومة الوحدة برئاسة “لينكولن”، وأضحت أرضه مسرحًا للمعارك السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والولايات الكونفدرالية الأمريكية، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، على خلفية النزاعات والاقتتال الداخلي في أمريكا.
ففي سنة 1862 اعتقلت السلطات المغربية دبلوماسيين تابعين للولايات الكونفدرالية أمام القنصلية الأمريكية في طنجة، على خلفية إهانتهما للولايات المتحدة وعَلَمها بعد شكاية تقدم بها القنصل الأمريكي الاتحادي للشرطة المغربية، وعندما بلغ الأمر إلى الأدميرال رافاييل سيميس ممثل البعثة الدبلوماسية للولايات الكونفدرالية في المغرب، رغم أن المغرب لم يعترف بالحكومة الكونفدرالية رسميًا، بعث إلى جميع الدبلوماسيين التابعين للدول المحايدة بمن فيهم القنصل البريطاني يدعوهم فيها إلى الوساطة لدى الحكومة المغربية للإفراج عن المعتقلَيْن، أجابه القنصل البريطاني أن كل ما بوسعه فعله هو تبليغ طلبه إلى السلطات المغربية دون إبداء رأيه لأن ذلك يخالف موقف الحياد الذي تنهجه بريطانيا في القضية.
دون جدوى، تجمهر الرعايا الأوروبيون المقيمون في المغرب أمام القنصلية الأمريكية مطالبين بإطلاق سراح الرجلين، عندها خرج أحد الضباط التابعين للقنصلية وأشهر سيفه أمام المحتجين، الأمر الذي أفضى إلى فوضى وتراشق بالحجارة، كرد فعل لما حدث امتنعت الحكومة المغربية عن الإفراج عن الدبلوماسيين، وسلمتهما لحكومة الوحدة التي رحلتهما على متن سفينة متجهة إلى “قادس” في إسبانيا ومنها يتمّ إرسالهما إلى سجن “بوسطن” في الولايات المتحدة الأمريكية. لكن فرنسا تدخلت لدى الرئيس “لينكولن” الذي أصدر أوامره بإخلاء سبيل الرجلين، وفِي أعقاب ذلك أصدر السلطان محمد الرابع عام 1863 مرسومًا بمنع التعامل مع الحكومة الكونفدرالية وإغلاق جميع المواني المغربية في وجه السفن التابعة لها، معلنًا دعمه المطلق للولايات المتحدة الأمريكية في صراعها مع الانفصاليين.
صداقة بطعم الخذلان
لكن العلاقات بين البلدين ظلت على امتداد التاريخ خاضعة لأهواء الساسة والرؤساء المتعاقبين على الحكم في الولايات المتحدة، ولم ينجح المغرب في تحويلها إلى خيار استراتيجي ثابت رغم الجهود المبذولة من طرف هذا الأخير.
فلم تُبْد الإدارة الأمريكية أي مواقف حاسمة من التصرفات العدائية للدول الأوروبية تجاه المغرب واقتسام أراضيه بين فرنسا وإسبانيا في أوائل القرن العشرين، باستثناء دفاعها المعنوي عن سيادة المغرب على أرضه في وجه الأطماع الأوروبية في مؤتمر مدريد عام 1880 ومؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906، والالتماسات التي تقدم بها الرئيس روزفلت إلى ونستون تشيرشل في مؤتمر الدار البيضاء إبان الحرب العالمية الثانية عقب مطالبة السلطان محمد الخامس الرئيس الأمريكي بدعم استقلال المغرب، ودعوة هذا الأخير القوى الكولونيالية إلى احترام حقوق الشعوب في اختيار حكوماتها وممارسة سيادتها السياسية على أراضيها. لكن ذلك لم يمنع الفرنسيين من نفي محمد الخامس عام 1953، والتعامل بوحشية مع عناصر الحركة الوطنية وقمع المقاومة الشعبية التي اشتعلت في ربوع المغرب.
انضمام المغرب إلى المعسكر الغربي كلفه الكثير من الأضرار طالت وحدته الترابية، وسببت له مواجهات دامية على حدوده الشرقية مع الجارة الجزائر التي كانت تسلح مليشيات البوليساريو بدعم من الاتحاد السوفيتي ومباركته
وبعد استقلاله لم يجد المغرب الدعم الكافي من الولايات المتحدة في مواجهة وضع إقليمي بالغ التعقيد، وفي ظل الاستقطاب الذي شهدته تلك الحقبة بين المعسكرين الشرقي والغربي، خاصة أن الاتحاد السوفيتي كان قد تغلغل وبسط نفوذه على دول إفريقية مجاورة كمصر وغانا وغينيا والجزائر، مزودًا تلك الدول بالدعم العسكري الذي بوأها الزعامة على المستوى القاري. بينما لم يجد المغرب – كحليف للغرب في مواجهة الشيوعية – في الولايات المتحدة مساندة جادة أو دعمًا عسكريًا نوعيًا يجعله قادرًا على منافسة تلك الدول، رغم أن انضمام المغرب إلى المعسكر الغربي كلفه الكثير من الأضرار طالت وحدته الترابية، وسببت له مواجهات دامية على حدوده الشرقية مع الجارة الجزائر التي كانت تسلح مليشيات البوليساريو بدعم من الاتحاد السوفيتي ومباركته. ولم تتطور العلاقات المغربية الأمريكية لتشهد نقلة نوعية على مستوى الدعم العسكري إلا في عهد الرئيس ريغن الذي زود المغرب بأسلحة ومعدات تمكنه من حفظ حوزة الوطن وإن كانت محدودة نسبيًا.
نحو صداقات جديدة
اليوم وبحكم البرود الذي يطبع العلاقات المغربية الأمريكية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب خصوصًا أن المغرب كان من الداعمين لحملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة وأحد المساهمين في تمويلها بحكم الروابط التاريخية والشخصية التي تجمع بين الملك محمد السادس والرئيس الأسبق بيل كلينتون فإن دفء العلاقات مع الولايات المتحدة تبدو في أقل درجاتها من أي وقت مضى، كما أن المغرب يجدر به أن يتحرر من قبضة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة خصوصًا فيما يتعلق باستقلال قراره السياسي والاقتصادي في عالم يشهد ولادة قوى جديدة وتراجع أخرى.
ولقد بدأنا نلحظ بوادر هذا التحرر والاستقلال من خلال السياسة الجديدة التي ينحوها المغرب على الصعيد القاري والدولي واتجاهه بقوة نحو القارة السمراء خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي بعد غياب أكثر من ثلاثين عامًا، فلم يعد المغرب رهين إرادة ونفوذ القوى التقليدية بالشكل الذي كان عليه في السابق، وأصبح بمقدوره الذهاب بعيدًا من خلال توسيع مجال مبادلاته التجارية وتعديد شراكاته الاقتصادية، وانفساح أفقه على تكتلات عالمية مختلفة، ودول كالصين وروسيا والهند ودول أمريكا الجنوبية، إضافة إلى التجمعات الاقتصادية الكبرى في دول غرب إفريقيا.
فالولايات المتحدة لم تعد من الأولويات التي يعيرها المغرب الاهتمام الذي كانت تحظى به طيلة هذا التاريخ من العلاقات غير المثمرة والمخيبة للتطلعات في أحيان كثيرة، والتي طبعتها الانتهازية وأبانت فيها الولايات المتحدة عن قدر غير هين من نكران الجميل واللامبالاة، وبرودة في التواصل وفتور في الاستجابة، بلغ درجة الخذلان في أوقات عصيبة كان المغرب في أمس الحاجة فيها إلى صديقه التاريخي، “صديق” قليل الوفاء.