لجيل ( رجل المستحيل ) على الاخص ، تم غرس فكرة امكانية وجود بطل واحد في مغامرات نصرة الحق او تقديم المساعدة ، حتى أن دكتور نبيل فاروق قد أفرد كتاباً خاص أسماه “رجل المستحيل و أنا” تحدث فيه عن العقبات التي واجهت كتابة قصصه عن رجل المستحيل في بداية تواصله مع جهاز المخابرات المصرية تحت أسباب أنه لا يوجد على الاطلاق سواء قصصيا او في الواقع بطل مطلق يقوم بكل قوى الخير وحده حيث لابد دوما من مساعدات سواء من اشخاص او عدة كاملة – و في رأيي هذا صحيح – الا أن نبيل فاروق واصل الكتابه بفكرة البطل الواحد ليثبت لنا – بابداعه- انه قادر على ذلك بشكل ليس له مثيل من قبل .
هنا بدا الأمر عاديا وبدا بالنسبة لنا – نحن جيل المستقبل كقراء – نُسحر بهذا التحدي الذي أفضى الى نجاح مبهر دام سنوات حتى أصبحت سلسلة رجل المستحيل – فعليا – في جيب كل شاب وفناة .
من زاوية أخرى و بنفس الفترة تطل علينا السينما الأمريكية بعدد كبير من الأفلام و المسلسلات و الكرتون ايضا التي تصور بطلا ما وحده قادر على أن يقدم المساعدة للجميع حتى أصبح لدى الشباب قبل الاطفال حلم ان يصبح ذلك البطل ( أفلام سوبر مان و ميكي ماوس )
في فيلم العام الذي بالكاد مضى 2013 ، انتجت السينما الامريكية – كالعادة و ليس بجديد – فيلم اوز الساحر Oz The Great and Powerful و حيث تدور أحداث الفيلم حول ساحر هاوٍ يحلم بأن يكون عظيما بتقديمه فقرات سحر بمساعدة سيدات يوهمهن بحبه ، ثم وفي رحلة هروبه التي تطول أسبابها يأخذه المنطاد بعاصفة قوية لأرض السحرة والذين كانوا بانتظار ” مُخلصُهم ” العظيم حسب النبوءة .
و تسير الأحداث ، كونه ذلك ” العظيم ” الذي جاء لينقذهم من قوى الشر و الظلام ، فإذا به أقلهم استعدادا لخوض أي حرب ضد أي قوى و يحاول الهروب أكثر من مرة من قدره المتوقع بالموت أمام كل هذه القوى الخارقة من الشر .
خلاصة الفيلم : ينجح الساحر اوز بعد محاولات عدة من الجميع بجعله يقودهم للنصر بأن استعان بكل مجموعة من مجموعات القرى التي تمتهن و تحترف كل منها صنعة و حرفة لا يفوقها فيها أحد ، و بالتالي لم يكن له سوى دور القيادة – وإن كان مهما – إلا أنه لا يقوم بالضرورة بمهامه لولا مساعدة الجميع .
تنقصنا دوما ” الثقة ” في قدرتنا جميعا على القيام بكثير من الأدوار ، على أن الثقة الجماعية هي في الأساس ثقة كل فرد في ذاته وقدرته ورغبته أيضا في أن يقوم بدوره الذي يتقن مهما كانت الظروف او العقبات و ذلك الشر الذي سنحاربه .
عن مصر و سوريا ، نعتقد – خطأ – أن مخلصنا شخص واحد ، بينما نحتاج لكي نصل جميعا للطريق الصحيح إلى كل فرد في المجموعة ، فرئيس البلاد لن يخلصك من بعض أصدقاء السوء الذين يجاورونك ، عليك أنت أن تردعهم حتى لا يؤذوك أو غيرك أيضا ، وسكوتك على ما تراه من عطاءات و رشاوى تسري في مكان عملك دون اعتراض لن يحله يأتي رئيس البلاد ليقطع يد كل من تسول له نفسه بتجاوز الحقوق مالم تقم أنت بالرفض أولاً .
ثق بنفسك ، جرب و إن أخطأت ، فكما تتم قيادتك عليك أن تقود يوماً ، هذه سنة الله في الأرض ولذلك يصبح كل منا يوما ( إبن / إبنة ) ثم نصبح ( أباً / أماً )