قال رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، مولود حمروش، أن حالة النظام الجزائري أصبحت شبيهة بـ”الشجرة التي جفّت وتكاد تسقط”، مشيرا إلى أن الرهان الذي يواجهه الجزائريين الآن ليس إسقاط النظام وإنما إسقاطه دون خسائر.
ورغم أنه كان من أبرز المرشحين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية التي ستقام في أبريل نيسان المقبل، قال حمروش: “أعذروني.. حين أفكك الرئاسيات(الانتخابات الرئاسية) أقول أن الاقتراع المقبل آلية أخرى للإقصاء ما دام النظام اختار طريق الانسداد”.
ومع تقليله من أهمية الانتخابات والتنافس فيها، أضاف حمروش: “الانسداد اليوم موجود داخل النظام والأزمة ما تزال قائمة والسؤال المطروح: كيف ستتطور الأمور بعد 17 أبريل المقبل؟”.
وعند الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول موقفه من ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لفترة رابعة، قال حمروش أن ترشح بوتفليقة من عدمه أمر غير مهم وكذلك وجود منافس له من عدمه، مؤكدا أن “المشكلة ليست في هوية الشخص الذي سيصل إلى الحكم ولا في بقاء الرئيس أو رحيله، بل في أن أدوات الحكم لم تعد موجودة!!”.
وحول الحل الذي يطرحه للإصلاح، قال حمروش: “أنا لا أريد إسقاط النظام بموجة هوجاء. أريد إسقاط النظام بأسلوب هادئ ومنتظم”، داعيا إلى “قلب صفحة الماضية”، حيث قال: “لا أعاتب ولا أتكلم عن الماضي، لا عن سلبياته ولا عن إيجابياته، فقد جاء الوقت لقلب الصفحة وبداية صفحة جديدة”.
ورغم أنه مقرب من جنرالات الجيش، الذين قال أنهم كلهم من أصدقائه، فإن فترة رئاسة حمروش للحكومة الجزائرية والتي سبقت الانقلاب العسكري في مطلع التسعينات، من 1989 إلى 1991، شهدت انفتاحا سياسيا نسبيا سمح خلاله لمعظم التيارات السياسية بالتنظم ولوسائل الإعلام بالعمل باستقلالية.
ويرأس بوتفليقة -الذي سيبلغ 77 عاما في الثاني من مارس المقبل- الجزائر منذ سنة 1999، وأعيد انتخابه مرتين في 2004 و2009، وهو مرشح لولاية رابعة رغم عدم شفائه التام من الجلطة الدماغية التي تعرض لها منذ عشرة أشهر.
ورغم أن بوتفليقة وصف طيلة فترة حكمه بأنه “رئيس العسكر”، شهدت الأسابيع القليلة الماضية صداما علنيا بينه وبين رئيس جهاز المخابرات محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق، وبلغ حد تلميح بوتفليقة في رسالة تعزية أرسلها لعائلات ضحايا الطائرة العسكرية المنكوبة، بأن الحادث قد يكون مفتعلا من قبل أشخاص يريدون إحداث انقسام في الجيش الجزائري.